راضي: منظومات صاعدة حول قطب الفوسفاط

رئيس اتحاد أرباب المقاولات أكد أن الجديدة تتوفر على مؤهلات تجعل منها منصة صناعية أجرى الحوار: برحو بوزياني - تصوير (عبد الله غيتومي) أكد راضي أنور، رئيس الاتحاد العام لأرباب المقاولات بالجديدة وسيدي بنور، أن الإقليم بات يعرف تسريعا في الأنشطة الاقتصادية، بفضل بزوغ أقطاب صناعية جديدة، أصبحت اليوم تشكل منظومات متنوعة تدور حول قطب المجمع الشريف للفوسفاط، من قبيل الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية، وصناعة السيارات، وصناعة الأدوية، والصناعات الغذائية. ودعا راضي إلى تعزيز التنسيق بين القطاعين العام والخاص، وتطوير التنسيق بين مختلف الفاعلين لتعزيز الثقة، وتسريع وتيرة الإنجاز. وفي ما يلي نص الحوار: > كيف تقيمون تطور النشاط الاقتصادي بإقليم الجديدة وماهي المؤهلات التي يتوفر عليها؟ > يواصل إقليم الجديدة بناء نشاطه الاقتصادي، اعتمادا على رصيده التاريخي، الذي يشمل ثروتين طبيعيتين بالمنطقة، هما الفلاحة والصيد البحري. ويمكن القول إن الإقليم بات يعرف تسريعا في الأنشطة الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة، بفضل بزوغ أقطاب صناعية جديدة، أصبحت اليوم تشكل منظومات صناعية متنوعة تدور حول قطب المجمع الشريف للفوسفاط، من قبيل الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية، وصناعة السيارات، وصناعة الأدوية، والصناعات الغذائية... ورغم التراجع الذي فرضته تداعيات جائحة «كورونا» على النشاط الاقتصادي عامة، فإن السياحة بالجديدة تظل القطاع الحيوي الذي يراهن عليه في التنمية، بفضل المؤهلات الهائلة التي يتوفر عليها الإقليم سواء الطبيعية منها أو التاريخية. > ما هي نظرتكم في الاتحاد العام لأرباب المقاولات لتنمية الجديدة وتطوير مكانتها الاقتصادية داخل الجهة؟ > إن نظرتنا لتنمية الجديدة تهدف إلى بناء قيمة مضافة مستدامة ترتكز على النموذج التنموي الجديد، وهي الرؤية التي تستند إلى أربعة مرتكزات إستراتيجية. أولا، تطوير السياحة والصيد البحري والفلاحة، وتنويع الأنشطة الصناعية. ثانيا، تعزيز الرأسمال البشري من خلال تشجيع التكوين داخل المقاولات، وأيضا من خلال تعزيز القرب مع المدارس والجامعات ومراكز التكوين والبحث المختلفة. ثالثا، تطوير الإدماج وتقليص موقع القطاع غير المهيكل، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في جميع المجالات والقطاعات. رابعا، تطوير علاقات الشراكة قطاع عام- قطاع خاص، من أجل تعزيز الثقة، وتبسيط المساطر في وجه الاستثمار، وتحسين مناخ الأعمال، بما يساهم في تعزيز الجاذبية وتطوير حجم الاستثمارات الوطنية والأجنبية. > ما هي القطاعات والمهن الجديدة التي ترون أنها أكثر دينامية اليوم، انطلاقا من تشخيصكم ومعرفتكم بواقع المقاولة ومحيطها؟ > تعرف الصناعة بشكل عام تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بجميع مدن ومراكز الإقليم، ويمكن القول إن قطاع الصناعة الكيماوية وشبه الكيماوية عرف طفرة نوعية وتسريعا متواصلا في وتيرة نشاطاته. هذه القفزة، أعطت ميلاد منظومة تتشكل من مقاولات من مختلف المستويات تعمل في إطار التكامل والتنافسية، وهو ما أسهم في إشعاعها على المستويين الجهوي والوطني، بل وصل صداها إلى المستوى الدولي. > ما هو الدور الذي يقوم به الاتحاد العام في إطار مواكبة المقاولات وتيسير عملها؟ > إن دورنا في الاتحاد العام لأرباب المقاولات، هو ضمان بيئة ملائمة للأعمال تتسم بالدينامية وتوفير مناخ ملائم يساهم في تشجيع المبادرة وخلق المقاولات، فهدفنا هو تحديد نوعية العراقيل القائمة في وجه الاستثمار، والتحديات التي يمكن أن تواجه الفاعلين الاقتصاديين في عملهم، وتشكيل قوة اقتراحية تعمل إلى جانب السلطات من أجل رفعها، وتيسير عمل المقاولات والمستثمرين، وكل ذلك من أجل خلق القيمة المضافة، وتحسين موقع الجديدة في الاقتصاد الوطني، بالنظر إلى المؤهلات التي تتوفر عليها، والتي لا تقل أهمية عن مؤهلات البيضاء أو طنجة. ونظرا لطبيعتنا الجهوية، نعتبر أن العمل في إطار القرب مع المقاولات، والحرص على الإنصات الدينامي والمتواصل مع الفاعلين الاقتصاديين، يشكل المفتاح والحل لمواجهة جميع التحديات التي تواجه عالم المقاولة، والمساهمة في إيجاد حلول للمشاكل التي تحد من ديناميتها وتطورها. سلم الجاذبية > كيف يمكن ضمان علاقات تنسيق وتشاور أفضل بين المؤسسات العمومية والفاعلين الخواص بالإقليم؟ > عرف المغرب خلال السنوات الأخيرة طفرة حقيقية في العلاقات بين القطاعين العام والخاص، بفضل المجهودات المبذولة والمتواصلة في مجال تبسيط المساطر وتدابير الشفافية داخل مختلف الإدارات، التي عززت أجواء ثقة الفاعلين تجاه تلك المؤسسات والإدارات. وبخصوص منطقة الجديدة، نسعى في الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى إشراك الإدارات في مختلف اللقاءات الدراسية والمنتديات التي ينظمها الاتحاد من أجل تعزيز علاقات التنسيق والتشاور القائمة بين الطرفين. > ما هي في رأيكم المجالات التي يجب التركيز عليها لتحسين العرض الترابي بإقليم الجديدة؟ > يمكن التأكيد بكل اعتزاز أن إقليم الجديدة يواصل تسلق سلم الجاذبية على المستويين الوطني والدولي، بفضل المؤهلات والمكتسبات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هذا التقدم، لا يمنع من تسجيل الحاجة إلى نقط تحسين وتطوير في بعض المستويات التي تظل دون طموح وانتظارات الفاعلين، والتي يمكن تداركها، من أجل تسريع وتيرة الإشعاع والدينامية الاقتصادية بالإقليم. انتظارات الفاعلين الاقتصاديين > ما هو النموذج المقاولاتي الأكثر ملاءمة مع خصوصيات إقليم الجديدة؟ > بفضل جهود الإدماج المختلفة، التي أطلقها جلالة الملك، من خلال عدد من الإجراءات والتدابير التي تهم تبسيط المساطر، وتيسير شروط الاستثمار، وإطلاق برنامج «انطلاقة» لم يعد فعل المبادرة وخلق المقاولة مشكلا في حد ذاته. واستغل هذه المناسبة لدعوة الشباب المقاول إلى استثمار هذه الفرص، واختيار النموذج الملائم لحجم مقاولتهم ولحاجيات زبنائهم، عوض اتباع نموذج محدد سلفا لا يراعي خصوصياتهم. لقد أضحت أبواب المركز الجهوي للاستثمار ومكتب الاتحاد العام لمقاولات المغرب مفتوحة أمام المقاولين الشباب، من أجل مواكبتهم وتقديم الاستشارات اللازمة، ومصاحبتهم في إطلاق مشاريع مقاولاتهم النائشة. > ما هي أهم انتظارات الفاعلين الاقتصاديين بإقليم الجديدة؟ > يمكن تلخيص انتظارات الفاعلين الاقتصاديين بإقليم الجديدة، في أربعة محاور، الأول هو توفير تجهيزات تحتية في مستوى التنمية الاقتصادية المنشودة، وهنا نشير إلى أهمية الشبكة الطرقية والإنارة العمومية والتجهيزات المينائية والتطهير، وسلامة شبكة المواصلات، وغيرها من العوامل المرتبطة بنشاط النسيج الاقتصادي، من قبيل توفير تجهيزات ومناطق صناعية تتوفر فيها المواصفات والمعايير المعمول بها، على غرار باقي المدن الصناعية. أما المحور الثاني، فيهم الولوج إلى الرأسمال البشري والموارد المؤهلة على مستوى عال، وفق المعايير الوطنية والدولية الجاري بها العمل في عالم التدبير والتسيير والتسويق، واللوجيستيك. أما المحور الثالث، فيهم إقرار علاقات شفافة تقوم على الثقة المتبادلة مع مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية. في حين يهم المحور الرابع، الإدماج المالي بالنسبة إلى المقاولات الصغيرة جدا والمقاولات الصغرى والمتوسطة، وتمكينها أيضا من شروط الإدماج في عالم المال والأعمال، عبر تمكينها من أولى الطلبيات، التي تمثل فرصا أمام هذه الفئة من النسيج الاقتصادي. مقترحات للتطوير من بين المقترحات التي نراها ضرورية لتحقيق الإقلاع المنشود، وإعطاء انطلاقة جديدة للنشاط الاقتصادي بالجديدة، تهيئة ميناء الجرف الأصفر بالتجهيزات الضرورية التي تمكنه من استقبال أسطول الحاويات، نظرا لما لهذه الرافعة من دور في تنشيط الاقتصاد بالمدينة، وتطوير المبادلات التجارية الدولية. كما ينتظر الفاعلون بذل المزيد من الجهود من أجل تنويع العرض في مجال التكوينات الأكاديمية والمهنية، لتوفير الموارد البشرية الكفؤة والمؤهلة لتلبية الحاجيات المتزايدة لسوق الشغل. ومن بين القطاعات التي تحظى بالأولوية، ضرورة تطوير قطاع الصحة، بجلب المزيد من الاختصاصيين الذين لا يتوفر عليهم الإقليم. ونظرا لطبيعة الجديدة باعتبارها وجهة سياحية، فإن هناك حاجة ماسة لتطوير قطاع الترفيه والخدمات بالمدينة. نموذج المقاول الناجح أكد أنور راضي، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن الجديدة تتوفر على مؤهلات تجعل منها قطبا اقتصاديا، بفضل الفلاحة والصناعة والموقع الإستراتيجي الذي يجعل منها منصة صناعية. وأوضح راضي، في حديث مع «الصباح»، أن الاتحاد العام انخرط مبكرا إلى جانب السلطات العمومية، من خلال المشاركة في لجنة اليقظة الاقتصادية، لمواجهة تداعيات الجائحة، والتخفيف من أضرار «كوفيد 19» على الأنشطة الاقتصادية، كما ساهم في استعادة ثقة الفاعلين الاقتصاديين في أدوار السلطات والإدارات العمومية، مشيدا بالعمل الدؤوب المتواصل اليوم بين الطرفين. وتحدث راضي بحماس، وهو يشيد بالإمكانيات والمؤهلات التي تتوفر عليها الجديدة من أجل تحقيق نهضة اقتصادية تعود بالنفع على المنطقة، وتعزز حضورها في النسيج الاقتصادي الوطني، عن إيمانه القوي بقدرة المقاولات المغربية على رفع الإنتاج، وتسويق علامة «صنع بالمغرب»، التي تعتبر اليوم أحد روافع التنمية، من خلال قدرة المقاولات المغربية على الإدماج في سلاسل الإنتاج، والتي بلغت اليوم 80 في المائة في قطاع السيارات، وكل ذلك بفضل الرؤية الإستراتيجية. وعبر الفاعل الاقتصادي، الذي نجح في تطوير منتوجات النظافة مائة في المائة مغربية، وانتقل إلى الاستثمار في أسواق أوربية وإفريقية، عن أمله في أن تساهم الحكومة الجديدة، بالكفاءات التي تتوفر فيها، على تنزيل النموذج التنموي الجديد، ووضع خارطة طريق لتحقيق انطلاقة جديدة لمرحلة ما بعد»كوفيد 19»، وتمكين نسيج المقاولات، خاصة الصغرى والمتوسطة، التي تضررت كثيرا من الجائحة، من العودة بقوة إلى العمل، بدعم ومؤازرة من الشركات الكبرى، مشيدا للمناسبة بنجاح المغرب في قيادة مرحلة الجائحة، من خلال استمرار الإنتاج وتزويد السوق بكل الحاجيات الغذائية والطبية وتوفير الكمامات والمعقمات، والتقليل من تداعيات الوباء على نشاط المقاولات، والحفاظ على أكبر عدد ممكن من مناصب الشغل. ويؤمن الفاعل الاقتصادي الشاب، بقدرة المغرب على كسب رهان انطلاقة جديدة، لما بعد مرحلة الجائحة، انطلاقا من المجهود الذي بذلته الدولة، والذي مكن من إعادة انطلاق بلغ في بعض القطاعات 100 في المائة، ليبقى المتضرر الأكبر هو نسيج المقاولات الصغرى والمتوسطة، والذي يحتاج إلى المزيد من المواكبة والدعم. ويرى راضي أن الجهوية اليوم تشكل إطارا مناسبا لإعادة الانطلاق بوتيرة أسرع، مشيرا في هذا الصدد إلى تجربة «بنك المشاريع» الذي جاء به وزير التجارة والصناعة السابق، والذي مكن من إطلاق أزيد من 430 مشروعا. وأكد راضي أن المغرب مازال أمامه ورش كبير يتعلق بإدماج القطاع غير المهيكل، الذي يحرم خزينة الدولة من إمكانيات هائلة، في الوقت الذي يمكن أن يساهم في إطار مواكبة الانتقال في تطوير نشاط آلاف المقاولات والأنشطة، ومساعدتها على الولوج إلى التمويل، وتأهيل الموارد البشرية العاملة لديها. في سطور - من مواليد الجديدة - مهندس دولة - متزوج وأب لثلاثة أبناء - حاصل على الإجازة في القانون الخاص رئيس مجموعة من الشركات الرائدة في صناعة منتوجات النظافة والمنتوجات الكيماوية. - رئيس مشروع المحطة الحرارية بالجرف الأصفر ما بين 1996-2001 - متصرف ومساهم في مجموعة «كاباشيم» الرائد العالمي في التوترات النشيطة منذ 2001. - أسس وحدة للإنتاج في أوكرانيا باستثمار 100 مليار درهم في 2009 - بناء وحدة إنتاج في الجزائر باستثمار أزيد من 100 مليار درهم في 2005 - بناء وحدة بالجرف الأصفر باستثمار أزيد من 120 مليار درهم في 2001. - رئيس مدير عام لشركة «أما ديترجان» منذ 2010، الرائد الوطني في صناعة مواد التنظيف تشغل 900 مستخدم. - رئيس مدير عام لشركة FMCG المتخصصة في توزيع منتوجات الاستهلاك الأوسع وتشغل 200 مستخدم. - رئيس الاتحاد العام لأرباب المقاولات بالجديدة سيدي بنور للولاية 2018-2021. - رئيس مدير علام لشركة «سولفوناسيون» لصناعة مواد التجميل، منذ 2020 باستثمار بأزيد من 100 مليون درهم. - رئيس مدير عام لشركة «أما بابيون» المتخصصة في صناعة الورق الخاص بالاستعمال المنزلي منذ 2021. - رئيس مدير عام للهولدينغ» ENOSIS» الناشط المالي منذ 2020.

إدانة سارق هواتف بالجديدة

معرض "إفريقيا بعيون مصوريها" بالرباط

مقالات ذات صلة