إدماج شبه شامل لخريجي مدرسة التجارة والتسيير

المدير صاحب الدين أكد أن المؤسسة تكون أطرا عالية الكفاءة في جميع ميادين التدبير والتجارة أجرى الحوار: برحو بوزياني - تصوير (أحمد جرفي) أكد عبد الحق صاحب الدين، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة أن مستوى إدماج خريجي المدرسة من جميع التخصصات، يرقى لمستويات عالية ويقارب في غالب الأحيان نسبة مائة بالمائة. ويفسر هذا بنوعية التكوينات والمسالك المطلوبة في سوق الشغل، والتي تميز المدرسة كباقي المدارس الوطنية للتجارة والتسيير. وأوضح صاحب الدين، أن المدرسة والجامعة تربطهما شراكات متميزة مع المحيط السوسيواقتصادي، كالمجمع الشريف للفوسفاط، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمجلس الإقليمي بالجديدة، ومجموعة من البنوك والشركات، وعدد من المؤسسات الجامعية الأجنبية، تمكن من استفادة الطلبة من التداريب والحركة الطلابية ونظام الدبلوم المزدوج. في ما يلي نص الحوار: > في البداية، ما هو الدور الذي تلعبه المدرسة في تكوين الكفاءات لفائدة سوق الشغل؟ > نحن على يقين أن الدينامية الحالية التي أصبح يتميز بها الاقتصاد الوطني، لن تزيد سوق الشغل إلا انتعاشا بل وستدفع به إلى تنويع التكوينات والرفع من عددها. وفي هذا السياق، فإن مسؤولية المدرسة كبيرة في تقديم الإضافة المطلوبة جهويا ووطنيا لخلق التوازن بين التكوين ومتطلبات سوق الشغل. ولا بد من التذكير هنا أيضا أن نجاح هذه المهمة يعتمد بالأساس على الحضور الوازن للفاعلين الاقتصاديين وانفتاح الجامعة على محيطها السوسيو اقتصادي. وكما تعلمون، فالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة، هي مؤسسة متخصصة أساسا في تكوين أطر عالية الكفاءة في ميادين التسيير والمالية والمحاسبة والتدقيق واللوجيستيك والتجارة والتسويق. > ماهو نوع الدبلومات التي تمنحها المدرسة؟ > تنظم التكوينات في شكل دبلومات في صنف (بكالوريا + 5 سنوات) والدكتوراه، بالإضافة إلى الإجازة المهنية و"الماستر" بالنسبة إلى التكوينين الأساسي والمستمر. ويشترط في اعتماد كل هذه التكوينات، من قبل الوزارة الوصية، الملاءمة لحاجيات سوق الشغل بالقطاع العمومي أو شبه العمومي أو الخاص. ويبقى الهدف الأساسي للمدرسة، هو تكوين الأطر والكفاءات العالية لفائدة مؤسسات هذه القطاعات، وكذا تكوين أطر المستقبل لتمكينهم من خلق مقاولات جديدة ودعم النسيج الاقتصادي بكفاءات وأطر مؤهلة. ولدينا اليوم خريجين من المدرسة نجحوا في إنشاء مقاولاتهم الخاصة ليصبحوا مقاولين ذاتيين. وما يدعو للفخر كذلك، فإن المدرسة تبقى والحمد لله ناجحة جدا في تحقيق أهدافها، منذ تأسيسها سنة 2006، حيث تخرجت الدفعة الأولى (60 متخرج) سنة 2011، ليبقى عدد المتخرجين في تزايد مستمر، حيث ارتقى هذا العدد إلى حوالي 200 خريج في الدفعة الأخيرة. > ماهي حظوظ الخريجين في الإدماج؟ > إننا نعتز بنسب إدماج خريجي المدرسة من جميع التخصصات على الصعيد الجهوي والوطني وأيضا الدولي، وحاولنا، منذ خلق المؤسسة اعتماد المسالك المطلوبة في سوق الشغل، كما كنا من الأوائل من بين المدارس الوطنية للتجارة والتسيير، على الصعيد الوطني، في فتح التكوين في مسلك التدبير اللوجيستي، وذلك نظرا لتموقع المدرسة بمدينة الجديدة، حيث يتواجد ميناء الجرف الأصفر الذي يعتبر من أكبر الموانئ المغربية وأول ميناء معدني (minéralier) إفريقي أيضا. > ما هي التخصصات التي أطلقتموها بالمدرسة ونوعيتها وطبيعة الدبلومات التي تمنحها المدرسة؟ > انطلقنا في البداية، في إطار دبلوم المدارس الوطنية للتجارة والتسيير بأربع تخصصات، تهم التسيير المالي والمحاسباتي، والتدقيق ومراقبة التسيير، وتدبير الموارد البشرية، والتسويق والحركة التجارية. والتي مازالت تستقطب الطلبة إلى يومنا هذا، وكما أشرنا إليه سابقا، فقد أضفنا إلى هذه التكوينات الأربع مسلك اللوجيستيك في انتظار تكوينات جديدة عما قريب. ولا بد من الإشارة هنا أيضا إلى أننا نعمل داخل شبكة المدارس الوطنية للتجارة والتسيير، للتنسيق بخصوص اعتماد تكوينات أخرى. ولتنويع شهادات التكوين بالمدرسة، قمنا بخلق مسالك أخرى بدبلومات جديدة، كما هو الحال بالنسبة إلى الإجازة المهنية "تدبير المنظومات" وماستر "علوم التسيير"، الذي يشمل تخصصي "التسويق واللوجيستيك" و"المالية والمحاسبة". وتعمل المدرسة على تطوير مضامين تكويناتها، حسب مستجدات وتطور الحاجيات من الكفاءات، على سبيل المثال الاستعمال المتزايد للرقمنة في ميادين تخصص المؤسسة. وفي هذا الصدد اقتنت المؤسسة معدات تكنولوجية رقمية حديثة لتعزيز تكويناتها. وبحكم اطلاعنا المستمر على حيثيات سوق الشغل، نؤكد بأن التشغيل يرتكز، بالإضافة إلى الدبلوم، على التواصل والتمكن من اللغات، والدراية بالآليات الحديثة المتعلقة بنوعية الشغل دون إهمال القدرات والمهارات الشخصية. > أكيد أنكم تعملون بتشاور مع النسيج الاقتصادي. ما هي الآليات التي تمكنكم من ضمان التنسيق والتشاور المستمرين مع عالم المقاولة؟ بداية، لا بد من الإشارة إلى نوعية وعدد الشراكات المتميزة التي تربط المدرسة والجامعة معا بالمحيط السوسيو اقتصادي، كالمجمع الشريف للفوسفاط، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمجلس الإقليمي بالجديدة، ومجموعة من البنوك والشركات، وعدد من المؤسسات الجامعية الأجنبية، ونستغل هذه الفرصة لتوجيه تشكراتنا لجميع هؤلاء الشركاء على دعمهم للمدرسة والجامعة. أما بخصوص آليات التنسيق والتشاور المستمرين، فإننا نعتمد أساسا على هيآت التسيير داخل المؤسسة والجامعة، بالإضافة إلى الإستراتيجية المتبناة من قبل الإدارة، في هذا الخصوص، والتي تهدف إلى تخصيص مصلحة للتواصل المستمر مع هؤلاء الشركاء وفي هذا السياق، وضعت المدرسة خبرتها ومؤهلاتها رهن إشارة محيطها السوسيو اقتصادي من خلال دراستين ميدانيتين: الأولى تتعلق بـ "مناخ الأعمال بجهة دكالة-عبدة" بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتعاون، بينما الدراسة الثانية خصصت لـ "الثأثير السوسيو اقتصادي والثقافي لمعرض الفرس على مدينة الجديدة" بتعاون مع جمعية معرض الفرس. كما أننا نعتزم على إنجاز مشروع تشاركي مهم مع المجلس الإقليمي. وستبقى دائما طاقات المدرسة، رهن شركائها لإنجاز أعمال مشتركة ذات نفع محلي وجهوي ووطني. > الجديدة تنحو اليوم نحو التحول إلى قطب اقتصادي مستقل عن البيضاء. ما هي هذه المؤهلات التي تجعل منها أرضية لوجيستية وصناعية صاعدة؟ > للإجابة عن هذا السؤال، فلا بد من التذكير ببعض مميزات منطقة الجديدة كتوفرها على أحد الموانئ الكبرى بالمملكة وأول ميناء معدني على الصعيد الإفريقي وتواجد أكبر منطقة صناعية على الصعيد الوطني بترابها الإقليمي، دون نسيان المجمع الشريف للفوسفاط، وما يشمل من صناعات كيماوية وشبه كيماوية، وما يجاوره من شركات مختصة في إنتاج الطاقة والفولاذ والحديد ومواد الاستعمالات المنزلية، بالإضافة إلى النشاط الاقتصادي المتميز في ميادين الفلاحة وتربية المواشي والصيد البحري والصناعات الغذائية. وتبقى السياحة بدورها قطاعا حيويا وذي تأثير على النسيج الاقتصادي للإقليم. وبهدف مواكبة التطور السياحي، الذي تعرفه المنطقة، فإن المدرسة بصدد إعداد مسلك للتكوين في التدبير والتسويق السياحي. > ما هو نوع التعاون القائم بينكم وبين النسيج الاقتصادي على مستوى احتضان طلبة المدرسة في إطار التدريب والتكوين الميداني؟ > ابتداء من السنة الثانية من التكوين الأساسي بالمدرسة، يستفيد الطلبة من فرص التدريب داخل عدد من المؤسسات والشركات، وتعطي المدرسة أولوية خاصة لهذه التداريب، لأنها تمكنهم من اكتشاف عالم المقاولة، واختبار معارفهم النظرية فوق أرضية ميدان حقيقية. كما تساهم أيضا في بناء فعلي لشخصية الطالب في إطار بيداغوجي يسمى "المشروع الذاتي والمهني للطالب". ويحظى مشروع نهاية الدراسة بأهمية خاصة، ويخصص له أسدس كامل لتمكين الطالب من تحقيق أهدافه البيداغوجية والعملية. من جهة أخرى، هناك برنامج التكوين المستمر لفائدة مستخدمي وأطقم الشركات، لتمكينهم من إتمام دراساتهم في الإجازة المهنية و"الماستر"، في ظروف خاصة تستجيب لإكراهاتهم العملية. > ما هي في رأيك المؤهلات الاقتصادية التي تتوفر عليها الجديدة والتي تجعل منها قاطرة للتنمية؟ > بالإضافة إلى المؤهلات الاقتصادية التي أشرنا إليها سابقا، يمكن تطوير المنتوجات الفلاحية والغذائية والصيد البحري والسياحة الإيكولوجية وقطاعات أخرى. وما يدعو لمزيد من التفاؤل في أن تصبح الجديدة قاطرة للتنمية على الصعيد الوطني، هو قدرتها الاستثنائية في الحفاظ على مكانتها في المجال الفلاحي، وتميزها وتطورها الملموس في القطاع الصناعي مستثمرة في ذلك كل خصوصية المنطقة من ثروات وموقع جغرافي مميز وكفاءاتها بشرية. ولا يجب أيضا إغفال الجانب الاستثماري، إذ يجب الانكباب على جلب الاستثمارات الداخلية والخارجية وتشجيعها، فالمطلوب أيضا خلق معرض جهوي للفلاحة، للتعريف بالمنتجات والصناعات الغذائية المختلفة، وتطويرها، في اتجاه خلق قيمة مضافة، خصوصا أن الجديدة تتوفر على قصر للمؤتمرات والمعارض بالقطب السياحي بمزاكان، الذي يضاهي المعارض على المستوى الدولي، والذي لا زال لم يتم استغلال كافة الطاقات التي يوفرها. > أعود معك إلى المدرسة ماذا عن الشراكات الدولية مع المؤسسات والمدارس المماثلة، وحصيلة التعاون الدولي معها؟ في إطار انفتاح المؤسسة على محيطها الخارجي، أبرمنا العديد من الاتفاقيات والشراكات مع عدد مهم من المؤسسات الأوربية والأمريكية يستفيد منها طلبة المدرسة، خصوصا وباقي مكونات المؤسسة. ولمزيد من التوضيح، فإن هذه الشراكات تصنف إلى نوعين، الأولى في إطار برنامج أوربي يسمى "ايراسموس +"، يمكن الطلبة من الاستفادة من الحركية الطلابية بين المؤسسات الجامعية المغربية والمؤسسات الأوربية. وفي هذا الإطار، يتم انتقاء عدد من الطلبة من سنة لتتبع تكوين لمدة أسدس كامل بجامعة أوربية. على سبيل المثال، فقد تم بعث 10 طلبة في السنة الجامعية 2018-2019 من مستوى السنة الثانية والثالثة لتتبع تكوينهم لمدة أسدس بأربع جامعات بإسبانيا وبجامعة باليونان وأخرى برومانيا. ورقة تقنية تأسست المدرسة في 2006، ويتكون الطاقم البيداغوجي من 48 أستاذ باحث في حين يضم الطاقم الإداري والتقني 18 موظف. ويبلغ إجمالي الطلبة، المسجلين برسم السنة الجامعية الحالية، حوالي 1600 طالب. وقد استطاعت المؤسسة منذ 2011، سنة تخرج الدفعة الأولى، إلى يومنا هذا تزويد سوق الشغل بما يناهز 1200 خريج. كما أن مشروع بناء المقر الجديد للمدرسة بالقطب الحضري بمازاغان، والذي يعتبر أول مشروع من نوعه في هذا القطب، يعرف تقدما ملموسا، إذ سيشرع في بنائه عند نهاية 2021 ويستغرق مدة سنتين تقريبا. في سطور عبد الحق صاحب الدين من مواليد الزمامرة بإقليم سيدي بنور < حصل على شهادة البكالوريا بثانويه ابن خلدون بالجديدة < التحق بكاين (Caen) بفرنسا لمتابعة دراسته العليا، وحصل على الإجازة والماجستير. < حصل على دكتوراه في العلوم الاقتصادية والتسيير بديجون (Dijon) بفرنسا < مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير (ENCG) بالجديدة منذ 2018. < أستاذ باحث بالمدرسة- جامعة شعيب الدكالي منذ 2006 < أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة من 1999 إلى 2006 < مدير مركز الدراسات في الدكتوراه "التسيير، الاقتصاد والقانون" منذ 2018 < مدير مختبر الدراسات والبحوث في العلوم الاقتصادية والتدبير منذ إنشائه سنة 2010 < مدير مركز التكوين المستمر بجامعة شعيب الدكالي من 2014 إلى 2018 < خبير في تقييم المؤسسات الجامعية < عضو مجلس تسيير جامعة شعيب الدكالي منذ 2009 < عضو بمركز الدراسات حول التنمية الدولية والحركات الاقتصادية والاجتماعية بباريس < عضو بالجمعية الدولية للبحوث في التدبير العمومي بفرنسا < عضو بالمجلس الإداري لجمعية دكالة بالجديدة < ساهم في إنشاء المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة سنة 2005 < أشرف على مشاريع بحث دولية ووطنية ممولة < أشرف على تأطير أطروحات دكتوراه في علوم التسيير < له عدة منشورات في مجلات علمية دولية ووطنية < صدرت له دراسات للمحيط السوسيو-اقتصادي: < دراسة حول مناخ الأعمال بجهة دكالة-عبدة بمساهمة الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي (USAID) < دراسة حول الثأثيرالسوسيو-اقتصادي والثقافي لمعرض الفرس على الجديدة بمساهمة جمعية معرض الفرس.

غريب يترشح لرئاسة طنجة

إدانة سارق هواتف بالجديدة

مقالات ذات صلة