fbpx
ملف عـــــــدالة

التسوق من المواقع … ضحايا اشتروا الوهم

امرأة اشترت ملابس أطفال ونساء وتوصلت بعلبة مملوءة بالأزبال وأمن فاس فكك عصابة متخصصة

طور نصابون طرق الاحتيال على ضحاياهم، مستثمرين التطور التكنولوجي ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، للإيقاع بهم. ونقلوا عملياتهم للعالم الافتراضي، مستغلين ذكاءهم وسذاجة وثقة زبناء التجارة الإلكترونية وانبهارهم بجودة سلع وأثمنتها البخسة، حيلة ماكرة للاحتيال وسلبهم أموالهم.

كثيرون اشتروا الوهم بمبالغ مالية متفاوتة حسب درجة سخائهم، وسقطوا ضحايا نصابين محترفين يحدثون صفحات “فيسبوكية” يعرضون فيها منتجات وسلعا بأسعار مغرية. يتسلمون المتفق عليه من مبالغ، ويبعثون بصناديق فارغة، يصدم الزبائن بفتحها، تاركين غصة في قلوبهم المغدورة.

تاجرة بحي زواغة بفاس، اقتنت عن طريق التسوق الإلكتروني، بضائع وسلعا بالجملة وألبسة أطفال بعد أن أغرتها أثمنتها المعروضة في مجموعة “فيسبوكية” يكشف اسمها علاقتها بسوق “كراج علال” بالبيضاء دون أن تتثبت من حسن نية مخاطبيها وصدقهم أو تتخذ الاحتياطات اللازمة.

بعدما أغراها العرض المنسوب لتاجر بالجملة، تواصلت مع “أدمين” المجموعة قبل أيام معدودات من العيد. حصرت كمية ونوع الألبسة ومختلف الموديلات، ناوية ترويجها لهذه المناسبة الدينية. واتفقت معه على بعثها بعدما شجعها بتحمله صائر الإرسال، على أساس أدائها المبلغ مسبقا.

حلمت بربح محفز من إعادة بيع تلك الألبسة للأطفال والنساء بالتقسيط. لم تتوقع أن ينصب عليها بطريقة لم تتخيلها. بعثت ب1800 درهم ثمن هذه الطلبية، عبر وكالة لتحويل الأموال. وانتظرت يومين وصول المطلوب. مفاجأتها كانت صادمة بعد فتحها علبة تسلمتها من شركة إرساليات.

تلك العلبة كانت مملوءة بأزبال وقطع كرتون وبلاستيك وأعقاب سجائر وجوارب وملابس مستعملة تزكم رائحتها الأنوف، عوض الملابس الجديدة التي اشترتها وحلمت بالربح من إعادة بيعها. لطمت خدها حسرة على “للي داروها بيها”، وحاولت الاتصال بهاتف المجموعة، لكنه كان خارج التغطية.

المفاجأة صدمتها نفسيا بعدما علمت من شركة توزيع الإرساليات، أن النصاب بعث الطرد من حي حمرية بمكناس، وليس من البيضاء كما أوهمها بذلك ليبيع لها أزبالا ووهما بذاك المبلغ. ولم تجد غير تقديم شكاية إلى النيابة العامة بابتدائية فاس، أملا في اعتقال النصاب ونيله الجزاء. هذه المرأة وجدت خيطا رابطا ينعش أملها في الوصول للنصاب، عكس زميلتها بقرية ناحية تاونات بعثت 500 درهم لآخر، نظير التوصل بمستحضرات للتجميل اتفقت معه على نوعيتها وكميتها. لكن طال انتظارها وصدمت لعدم تشغيل الهاتف التي تواصلت معه عبره إبان مراحل الإيقاع بها.

كثيرات من أمثالهما سقطن في فخ الإغراء واشترين الوهم بالمال ولم يتوصلن بالمطلوب، أو توصلن بعلب فارغة بحجم سذاجتهن وثقتهن العمياء في أشخاص يلبسون ثياب الورع أحيانا لتسهيل الإيقاع بهن في عمليات غير مضمونة، قبل أن يستفقن من غفلتهن بشكل متأخر بعد أن يفقدن المال.

ويبدو 7 أشخاص كونوا عصابة متخصصة فككت أخيرا بفاس، أكثر فطنة وإبداعا لطرق الاحتيال الإلكتروني. ومنهم حدث ولاثنين سوابق متعددة. بينهم تبادلوا الأدوار ووزعوها للنصب على ضحاياهم وسرقتهم، بل تورطوا في التزوير والمس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات البنكية.

استغلوا ثقة محدثيهم إلكترونيا والراغبين في التبضع من سوق الانترنيت، واستثمروا معطياتهم الشخصية وسندات هوياتهم وبطائق للائتمان، لإجراء معاملات تجارية إلكترونية، وبيع متحصلات نصبهم على شبكات التواصل الاجتماعي، مقابل حوالات توصلوا بها من فاس والمحمدية.

حميد الأبيض (فاس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى