fbpx
الأولى

رسائل غرام إلى وزراء أخنوش

ألبوم صورهم في مواقع التواصل للتباهي طمعا في صداقات ومصالح شخصية

قبل أن يختفي مداد التصويت من أظافرهم، بعث “فيسبوكيون” رسائل عشق وغرام إلى وزراء عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، منهم من يستشهد بلقاء سابق مع وزير ما ليتحدث عن صداقة منذ الطفولة، وآخرون ينشرون صورا شخصية لتأكيد علاقتهم الوطيدة بالمسؤولين الجدد، وآخرون ينبشون في تاريخ القبائل، بحثا عن جذور وأصول المعينين.
إذا لم تتوفر على صورة شخصية مع وزير جديد، فذاك يعني في قاموس “الفيسبوكيين” أن سنوات عجاف تنتظرك، فالمحظوظون، وحدهم، سيستمتعون بعلاقاتهم، ويستفيدون من نعيم ورفاه الوزراء.
في ألبوم صوري عشرات الصور مع الوزراء الجدد، بعضها فبركته عمدا بتقنية “فوتوشوب”، حتى أبهر “فيسبوكيين”، وأتحفهم بقصص خيالية عن لقاءات شخصية وعلاقات وطيدة جمعتني بأغلبهم، وأتلقى اتصالات هاتفية تطلب صداقة أو تنتظر الاستفادة من علاقاتي بالمسؤولين…
في أرشيف صوري الخاصة إحداها جمعتني بعزيز أخنوش، ولأنه صديقي ومقرب مني جدا، فسأنوب عنه في الدفاع عن إنجازاته، وسأقف بالمرصاد لمن يحفر الحفر له، وأجنبه السقوط فيها، فأنا رفيق وفي، ولا أبتغي من ذلك جزاء ولا شكورا.
سأدافع عن عبد اللطيف وهبي، فابتسامته في صورتي الشخصية، تجعلني مطمئنا على تسييره لوزارة العدل، وحرصه على نزاهة القضاء وحياده.
سأحمل صورتي مع فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ولن أسمح بالعبث معها، حتى لا أحول حياة منتقديها إلى “وجع التراب”، وسألوح بصوري مع ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وعواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وغيثة مزور الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، فالويل لمن سعى إلى إفشالهن، إذ سأصقعه بالطاقة الكهربائية، وأمنع عنه التنمية، وأحرمه من التضامن، وأقف ضد اندماجه اجتماعيا، وأتشفى في لا استقراره الأسري، وفي أحسن الأحوال سأجعله عبرة في بيروقراطية الإدارات العمومية.
سأنظم معرضا لصوري مع الوزراء الجدد، حتى أضمن الاستمتاع بالحياة في رحلات سياحية وأحصل على كنوز الصناعة التقليدية مجانا، ولحسن الحظ أن هاتفي به صورة مع فوزي لقجع أثناء حضوره مباراة في كرة القدم، فهي كفيلة بضمان مستقبلي المالي، ولن أخشى دمارا يصيب ميزانيتي المحدودة.
سأستعين بـ “فوتوشوب”، حتى لا أفقد نعيم قطاعات وزارية، ومنها صورة مفبركة مع محمد مهدي بنسعيد، لأؤكد للجميع أنني مازلت شابا ومثقفا وأتقن فن التواصل، وأخرى مع نبيلة الرميلي، حتى أضمن الصحة والحماية الاجتماعية، ونزار بركة، للحصول على قارورات الماء المجانية، أما صورتي مع شكيب بنموسى، وزير التعليم الأولي والرياضة، فسأرهب بها المشرفين على مدارس أبنائي والمتطفلين على التدريب تدريبهم، دون وساطة.
للأسف لا أملك صورا شخصية مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومحمد حجوي، الأمين العام للحكومة، وعبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، لسبب بسيط أن حبل تملق وكذب “الفيسبوكيين” قصير.
خالد العطاوي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.