fbpx
مجتمع

متشردون يحولون حديقة إلى مستعمرة

سرقات واعتداءات واغتصاب وحروب ضحيتها سكان الجوار في غياب أي تدخل أمني

تحولت حديقة “بوردو”، الواقعة في التقاطع بين شارعي مولاي يوسف و”بوردو”، بالبيضاء، من فضاء أخضر صالح للنزهة ولعب الأطفال، إلى مرتع للفوضى والسرقات والعراكات، بعد أن استولى عليها “الشمكارة” والمتشردون، وحولوها إلى معسكر وساحة لحروب لا تنتهي، ضحيتها السكان المجاورون والمقيمون في الحي، الذي يعتبر واحدا من الأحياء الراقية للعاصمة الاقتصادية.
واحد من السكان المتضررين، أكد، في اتصال مع “الصباح”، أن مجرد المرور بجوار هذه الحديقة أصبح يشكل خطرا، بسبب السرقات والاعتداءات والاغتصابات التي تقع داخلها، سواء بالليل، أو بالنهار، مضيفا أن المقيمين بالمنطقة، أصبحوا مرعوبين ولا يعرفون ما يمكن القيام به من أجل التخلص من هذا المشكل الذي أصبح يؤرقهم، سوى الاستنجاد بالشرطة والأمن، من أجل حمايتهم.
“إنها الفوضى. رجال الأمن يمرون بانتظام بجوار المكان لكنهم لا يتدخلون. وحتى في حال تدخلوا، يهرب منهم المتشردون ويصعدون فوق الأشجار ويشبعونهم سبا وقذفا إلى أن يرحلوا”، يقول ساكن آخر، في لقاء مع “الصباح”، مضيفا: “إن العيش بجانب حديقة أو فضاء أخضر يعد امتيازا في البلدان الأخرى التي تحترم نفسها، إلا عندنا في المغرب”.
لقد حول المتشردون الحديقة، التي تم تجديدها أخيرا، وتجهيزها بألعاب للأطفال، لتمكين الأسر من الاستفادة من الفضاء، إلى جانب أطفالها، إلى مستعمرة صغيرة، يعيش فيها الأطفال والنساء والرجال، على مدار اليوم، ولا يسمحون لأحد بطردهم منها. يحكي أحد السكان قائلا “لقد أتعبنا الوضع كثيرا. لم نعد نطيق الأجواء التي تحيط بنا. إنهم يقضون نهارهم في تناول جميع أنواع المخدرات التي تخطر على البال، قبل أن تبدأ العراكات في المساء، وتشنيف أسماع السكان بالكلمات النابية وتكسير القنينات وغيرها من الأفلام التي لا تنتهي إلا في الثانية أو الثالثة صباحا”.
المتشردون، الذين يبلغ عددهم حوالي عشرين شخصا، أغلبهم أطفال متخلى عنهم، أو لفظتهم مراكز الإيواء بعد أن بلغوا 18 سنة، فانتشروا في العديد من أحياء البيضاء، ينامون في الشوارع ويتجمعون في الحدائق ويقضون مضجع السكان، الذين لا يتحملون ذنب إهمال المسؤولين والجهات الوصية، لهذه الفئة التي تحتاج إلى العناية والاهتمام، لأنها جزء من المجتمع أيضا، وضحية من أكبر ضحاياه.
نورا الفواري


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.