مـعـاقـبـة بالصنـاديـق

الكنبوري: هزيمة "بيجيدي" ستكون لها تداعيات على مسار الحركة الإسلامية أكد إدريس قصوري، الباحث والمحلل السياسي أن انتخابات 8 شتنبر كانت إيجابية جدا للمغرب، على المستوى الداخلي والخارجي، إذ سجلت ارتفاعا في نسبة المشاركة بشكل ملفت، في ظل سياق الجائحة والضغط الاقتصادي والاجتماعي والنفسي على المواطنين، وفي سياق ما بعد عيد الأضحى والعطلة الصيفية والدخول المدرسي بكل الثقل المالي على الأسر. وأوضح قصوري في حيث مع «الصباح» أننا أمام بداية تشكل رأي عام مغربي يعاقب من لم يشتغل، ويبحث عن البديل بشكل معين، إذ لم يعد هناك تشتت في التصويت، ويمكن الحديث عن توحد رأي المصوت. أما على الصعيد الخارجي، فهذه النسبة تعطي شرعية للانتخابات المغربية، وتعزز موقع المغرب في الساحة الدولية، من حيث الاستقرار ونضج تجربته الديمقراطية. وقال إنه لا يمكن للمتتبع أمام كل هذه المعطيات مجتمعة، إلا أن يكون مرتاحا بشأن نسبة المشاركة، مؤكدا أن تسجيل نسبة 50.18 في المائة في المشاركة يمكن اعتباره تقدما كبيرا في تعاطي المواطن مع الانتخابات، التي تجري لأول مرة في يوم واحد وهي محلية وجهوية وبرلمانية. وفي قراءة لنسبة التصويت، أكد قصوري أن هذه النسبة يجب تثمينها اليوم، لأنها تعكس تحولا عميقا في تعاطي المواطن مع الانتخابات، مشيرا إلى أن هناك تحولا في التعاطي مع الشأن الانتخابي، ما مكن من تسجيل نسبة أزيد من خمسين في المائة، وهي نسبة لم تتحقق منذ عشرين سنة، وبعد مرور أربع ولايات انتخابية، وفي ظروف مختلفة. وأكد المحلل السياسي أن الاهتمام بالانتخابات وارتفاع نسبة المشاركة، يعبر عن أهمية الوعي بدور المؤسسات، ويعطي الشرعية للدولة وللنظام، ويقوي الاستقرار داخليا، ويزكي التوافق والوحدة الوطنية، بعض النظر عن المشاكل والمنافسة السياسية بين المشاريع الحزبية، وبغض النظر عن طبيعة الإنجازات الحكومية، مؤكدا أن السياق الدولي الجارف، لم يكن محبطا للمغاربة، بل بالعكس، كان محفزا للرأي العام المغربي، الذي أقبل على صناديق الاقتراع، وصوت في اتجاه معين. وفي قراءته لنتائج الانتخابات بالأقاليم الجنوبية، أكد قصوري أن نسبة التصويت في الأقاليم الجنوبية كانت مرتفعة، ما يرسخ تمثيلية سكان الصحراء، معتبرا أن ذلك جواب على كل المشككين في الوحدة الترابية، ومكسب جديد يعزز مطلب التعجيل بحسم قضية الصحراء، في إطار الحكم الذاتي، بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية، والذي سيدفع في اتجاه تسريع الاعتراف من قبل دول أخرى، وإنهاء حالة الغموض واللبس في التعاطي مع الوحدة الترابية للمغرب. من جهته، أكد إدريس الكنبوري، الباحث المختص في الحركات الإسلامية، أن الهزيمة المدوية التي مني بها حزب العدالة والتنمية يوم ثامن شتنبر لن تتوقف عند الأرقام، ولا عند المقاعد، بل ستكون لها تداعيات كبرى على معادلة الزرع والحصاد في مسار الحركة الإسلامية ككل بالمغرب، سواء من شاركوا أو من عاركوا. وأوضح الكنبوري أن عشر سنوات من التدبير مرحلة كافية، للحكم على طبيعة هذا التدبير، مهما كانت المبررات، لأن المبررات تهم الحزب لا الناخب، والناخب ليس عضوا في الحزب، حتى نفرض عليه قبول المبررات، لأنه يريد النتائج، بمعزل عن انتماء زيد أو عمرو. ويرى الكنبوري أن كل الأحزاب السياسية الحاكمة في العالم تدفع ضريبة يوم الاقتراع، لكنها تدفع ضريبة واحدة فقط، هي ضريبة التسيير، أما الأحزاب ذات الطابع الديني، مثل الأحزاب الإسلامية، فتدفع نوعين من الضريبة، الأولى هي ضريبة التسيير، والثانية ضريبة الشعار الإيديولوجي. فقدان الهوية إن معضلة العدالة والتنمية، يقول الكنبوري، أنه دفع الاثنتين معا، وسيكون من العسير جدا استعادة هويته حزبا إسلاميا، لأنه أصلا تحرك بدون هوية، خلال مرحلة التدبير، وفقد مرجعيته إلى غير رجعة، وهذا كلام سيؤكده التاريخ. وخلص الكنبوري في تقييم الهزيمة المدوية للعدالة والتنمية في استحقاق ثامن شتنبر، والتي عجلت باستقالة جماعية للأمانة العامة، واستدعاء اجتماع طارئ للمجلس الوطني، إلى أن حزب «بيجيدي» فقد مرجعيته، وأذهب طيباته في السلطة على حساب هويته الدينية التي كان يتحرك بها في المعارضة، ثم صارت تطوف حوله في الحكم، مؤكدا أنه في بضعة أعوام تبين أن الحزب يركض متناسيا أنه خرج من معطف الحركة الإسلامية. برحو بوزياني

مـعـاقـبـة بالصنـاديـق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي" في خلوة "النكبة"

الحزب سقط وليس "الإسلاميون"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات