الغمازي… خل ومربى من ثمار الغابة

أنامل من ذهب 5 الاستثمار في فواكه الغابة وثمار أشجارها المهملة، فكرة راودت فتاة قروية من جماعة عين مديونة بإقليم تاونات، قبل بلورتها واقعا وجماعة في تجربة تعاونية فريدة ورائدة لإنتاج خل ومربى ومحليات ومنتجات فيها فائدة وغذاء، عوض تركها عرضة للضياع أو مأدبة للحيوانات في أحسن الأحوال. فكرت فاطمة الغمازي ذات 35 ربيعا، مليا في استثمار ما تنتجه الغابة المحيطة بسكناها من كل جانب من عين الحوت لجبلي لقرع والكيل المجاورين، والكسب منه وإشراك بنات دواوير الجماعة في مشروع مدر للدخل، بعدما وجدت نفسها وجها لوجه أمام بطالة لا ترحم بعد إنهائها دراستها الجامعية. "المرأة الجميلة" تعاونية ولدت من رحم الغابة وتعيش من ثمارها وما تنتجه. أسستها قبل 3 سنوات وأشركت نساء دواوير عين مديونة من المنعة للزريفية وما بينهما، في إنتاج ما يدر عليهن دخلا يعفيهن انتظار صدقة المقربين. هدفها التأسيس لصورة امرأة جميلة بمبادراتها وإبداعاتها واعتمادها على ذاتها. قبلت فاطمة تحديا شاركنها فيه فتيات عقدن العزم على مواجهة واقعهن المر وإخراج مشروع واعد ولو كانت شروطه شبه مستحيلة. ووضعت نصب عينيها إنتاج ما لا يصدق من خل ومربى وزيوت من ثمار أشجار برية عشوائية المنبت ومختلفة النوع، كانت مصدر غذاء أهل البادية في سنوات الجوع والمجاعة. استخراج كل الزيوت الأساسية والنباتية وتقطير الأعشاب العطرية والطبية، أهداف انكبت ومن معها على تحقيقها بإمكانيات بسيطة، مستفيدة من تجربتها الجمعوية راكمتها في 5 سنوات سبقت تأسيس هذه التعاونية، أسست لعمل جمعي واجتماعي يروم إدماج المرأة في النسيج الاقتصادي والتنموي. في جمعية الأمل التي علقت عليها نساء المنطقة آمال الانعتاق من واقع لا يحسدن عليه، تكونت نسبة كبيرة منهن سيما بعد إطلاق مشروع التربية والتكوين في مجالي الحلويات والتدبير المنزلي، الممول من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي كان خارطة طريق لتأسيس تعاونية بأهداف متقاربة. خل القطلب (ساسنو أو بوخنو كما يطلق عليه محليا) أحد اكتشافات فاطمة بعد تجارب عملية قادتها لطريقة إنتاجه بعد طحنه وعصره دون تسخين، إلى أن يصير سائلا على طريقة خل التفاح. وتنتج منه الآن كميات مهمة مرتبطة بإنتاج الغابة لهذه الفاكهة الحمراء التي اعتاد أهل البادية تناولها طازجة. وتؤكد الغمازي قرب إنتاج زيت البلوط المفيد للجسم والبشرة، بعد تجارب ناجحة مماثلة لإنتاج مربى الزيتون المستخرج بطهوه دون العظم، كما زيت "البري" الشبيه المعد بالطريقة نفسها لعصر "علوانة"، لكن باستعمال الماء البارد فقط، إضافة لمحلى الخروب المشروب المستعمل لتحلية الحليب دون سكر. ولم يكن هذا المحلى الوحيد المنتج من الخروب، بل حتى سلو أو "زميتة" و"السفوف"، المنتج بعد طحن المادة واستخراج دقيقه وخلطه بمواد طبيعية، كما الفواكه المجففة خاصة الموز والتفاح اللذين استخرجت منهما التعاونية نوعين من سلو، لقيا إقبالا مهما من قبل الزبناء الذي زاد طلبهم عليه. حتى المنسمات المستعملة في إنتاج أنواع مختلفة من الحلويات، حظيت بدورها باهتمام هذه الفتاة القروية، إذ أعدت عينات منها سيما من بعض الفواكه من قبيل التفاح والبرتقال والموز والفراولة التي تعطي نكهة خاصة بديلة عن مختلف المواد الأخرى غير مضمونة الجودة، التي قد يتم استعمالها. وتقول فاطمة الغمازي إن مثل هذه المنتجات فريدة وكرست سمعة التعاونية الطيبة في أوساط متدخلين احتضنوا أفكارها خاصة تجربة محلى الحليب المستخلص من ثمرة الخروب، المشارك به في الجامعة التقنية بفاس الحاضنة لأول تجربة لإنتاج مربى الزيتون قبل عرضه بمعرض هذه الجامعة.

الغمازي… خل ومربى من ثمار الغابة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سقوط أغبى لص بالجديدة

دعم بلقاس ولوزير

مقالات ذات صلة