القناعة كنز لا يفنى

اسحيتة... اليسرى الساحرة عبد المجيد اسحيتة، اليسرى الساحرة، ابن درب السلطان، الذي اختار الدفاع عن ألوان الوداد، لم تنصفه كرة القدم، رغم إمكانياته البدنية والتقنية، التي جعلت منه أحد أفضل المهاجمين في تاريخ كرة القدم الوطنية، بشهادة المتتبعين. لعب في سن مبكرة للوداد، وارتدى القميص الوطني، مباشرة بعد نهاية كأس إفريقيا التي توج بها الأسود في 1976، ولم ينزعه سوى في 1985 أمام نانت الفرنسي في المباراة التي أقيمت بملعب الحارثي بمراكش. توج اسحيتة بألقاب البطولة سنوات 76 و77 و78 و86، في حين فاز بلقب أحسن لاعب، سنوات 76 و77 و78، كما توج بلقب كأس محمد الخامس في 1979، وكأس العرش سنوات 78 و79 و81، ليبقى من أكثر لاعبي الوداد تتويجا بالألقاب. إنجاز: نور الدين الكرف الحلقة الأخيرة يستعد لإجراء عملية جراحية لتقويم قدمه تجنبا لبترها لم يستفد النجم اسحيتة، كثيرا من كرة القدم، على غرار اللاعبين الذين جاوروه، وظل يجر آثار الإصابات التي تعرض إليها إلى ما بعد الاعتزال، ورغم أن وضعه المالي حاليا، ليس في أفضل حالاته، إلا أنه لا يرضى بمد يده لاستجداء لقمة العيش، وهو فخور بأبنائه والمراتب التي يحتلونها في المجتمع» لعبت العديد من المباريات مصابا سواء رفقة الوداد أو المنتخب. يتم حقني لتخدير الآلام لأتمكن من اللعب، وهذا ما كان له انعكاس سلبي على وضعي الصحي بعد الاعتزال، وأنا الآن مقبل على إجراء عملية جراحية لتقويم قدمي تجنبا لبترها، ومع ذلك راض عما حققته وخصوصا حب الجمهور لشخصي، وطريقة استقبالي أينما حللت وارتحلت». لم يستفد اسحيتة من مأذونيات، على غرار بعض الدوليين الذي لم يدافعوا عن القميص الوطني كما فعل، ويعيش في بيت اقتناه من الاحتراف القصير بالعين الإماراتي» لولا ذلك الاحتراف القصير، لأصبحت اليوم مشردا، حتى اشتغالي داخل الوداد مديرا للمدرسة، توقف لأزيد من سنة بسبب «كوفيد»، وأتمنى أن يرفع عنا الله هذا الوباء، لتعود الحياة إلى طبيعتها». كان بإمكان اسحيتة، أن يستغل اسمه وتجربته في كرة القدم، ليعتلي أكبر المناصب في المنظومة الكروية ببلادنا، إلا أن كبرياءه، ورفض أبنائه أسلوب الاستجداء، جعله على هامش المجتمع، كأنه لم يصنع تاريخا في الوداد أو المنتخب «في بعض الأحيان أعيد شريط حياتي، لأجد نفسي أمام شخص غير محظوظ، كان بإمكانه أن يكون اليوم إنسانا آخر، لكنني راض بما كتب الله لي». أصيب اسحيتة في مباراة الجزائر الصدمة في 1979، وظل ينتظر تدخل الجامعة لعلاجه، ولولا تدخل المرحوم مكوار حينها وإرساله لفرنسا للخضوع لعملية جراحية، لحدث ما لا تحمد عقباه «بعد نهاية المباراة المشؤومة، غادر كل المسيرين المنصة، ووجدت نفسي وحيدا بمستودع الملابس، غير قادر على التحرك، ولولا تدخل العربي أحرضان، الذي نقلني لبيتي لظللت هناك إلى يومنا هذا»، مستدركا «بعد أيام من الصدمة تلقيت مكالمة من الجامعة، تستقصي عن حالتي الصحية، ووعدني المسؤولون حينها بالعناية بوضعي، إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل، رغم أن الأطباء أكدوا لي في ما بعد أن معاناتي الصحية الحالية ناتجة عن التخدير الذي كنت أتلقاه للمشاركة في بعض المباريات الدولية رغم الإصابة». يستحق اسحيتة، أفضل مما هو فيه اليوم، لأنه يعد بشهادة المتتبعين، من أفضل اللاعبين الذين عرفتهم الكرة في بلادنا، إلا أن حبه للوداد وتعلقه بوطنه، ضيعا عليه العديد من الفرص، ليظل علامة بارزة في تاريخ كرة القدم الوطنية.

القناعة كنز لا يفنى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتشال جثة عشريني بسواحل طنجة

الاتجار في البشر يطيح بـ"مخازني"

مقالات ذات صلة