المالية تقرر تقييد الحكومة المقبلة بقرار الإلغاء بعد إرساء السجل الاجتماعي قررت مصالح وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، إلغاء صندوق المقاصة الداعم لمواد السكر، والدقيق، وغاز البوطان، تدريجيا على مدى 3 سنوات، مباشرة بعد إرساء نظام السجل الاجتماعي الرامي إلى تقديم دعم مالي لقرابة 6 ملايين أسرة فقيرة ومعدمة، ورفع الحصة المالية للتعويضات العائلية وتعميم التغطية الصحية لـ 22 مليون مغربي. وسيتم تحرير أسعار هذه المواد التي ظلت مدعمة أكثر من نصف قرن، وترددت كل الحكومات في أمر تحريرها، خوفا من احتجاجات المواطنين، لأنه سيتم بيعها بسعرها الحقيقي خاصة "البوطا" من الحجم الكبير بـ 100 درهم، عوض 42، علما أن الأغنياء هم المستفيدون من هذا الدعم، حسب دراسة أنجزها مجلس المنافسة على عهد رئيسه الأسبق عبد العالي بنعمور، الذي فضح التلاعبات الحاصلة في عمليات احتكار وبيع السكر، والدقيق، و"البوطا". وجاء في مذكرة وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة أنه تحضيرا لميزانية 2022، سيتم إلغاء المقاصة على مراحل، إذ قيدت حكومة سعد الدين العثماني، الحكومة المقبلة بهذا القرار الصعب. وفي التفاصيل، كشفت وزارة الاقتصاد والمالية عن الشروع في الإصلاح التدريجي لصندوق المقاصة، وفقا لمقتضيات القانون الإطار المتعلق بالحماية الاجتماعية، لكن الوزير وخوفا من ردود فعل متشنجة من قبل البرلمانيين الذين يستعدون لخوض غمار الانتخابات، قرر عدم تلاوة المعطيات التي تم تحضيرها الخاصة بصندوق المقاصة، فحصل ارتباك في طريقة تدبير هذا الملف الذي عمر لعقود. ويرتقب حسب وثيقة وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، الشروع العام المقبل، في إطار مرحلة أولى في تحرير تدريجي للسكر، والتقليص من الحصيص المحدد من الدقيق الوطني للقمح اللين. وفي المرحلة الثانية، ستتم عملية التحرير الكلي للحصيص المحدد في الدقيق الوطني للقمح اللين، والسكر القالب، والسكر المجزأ و50 في المائة من غاز البوتان، خلال 2032. أما المرحلة الأخيرة، التي ستنفذ في 2024، فستتميز بالتحرير الكلي لغاز البوتان. وخصصت مصالح وزارة الاقتصاد والمالية، اعتمادات مالية، قدرها 12.45 مليار درهم، من أجل دعم غاز البوتان (البوطا)، والسكر، والدقيق بزيادة طفيفة مقارنة مع السنة الماضية والمقدرة بـ 11.26 مليار درهم، في إطار قانون المالية المعدل في 2020. واستفاد كبار الفلاحين، والشركات المختصة في الحلويات و"البيسكوي" والمشروبات الغازية، والمطاحن، من المواد المدعمة أكثر من الفقراء. أحمد الأرقام