بناء مغرب المستقبل

المريزق: الحصيلة المشرفة لعهد محمد السادس تشكل مدخلا لبناء مغرب قوي أكد المصطفى المريزق، أستاذ التعليم العالي والباحث في السوسيولوجيا بجامعة مكناس، أن ما يلفت النظر اليوم، في ذكرى عيد العرش، هو هذا الزخم من التحولات الكمية والكيفية التي عرفتها العشرية الأخيرة (2011/2021) مع الملك محمد السادس، والتي يمكن أن نلخصها في خمسة أجيال. وأوضح المريزق في حديث مع «الصباح» أن الجيل الأول، جيل دستور 2011، يعتبر نقلة نوعية نتج عنها العديد من الإصلاحات والقوانين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كانت وراء اكتمال بلورة بداية مشروع مجتمعي جديد، لم يسبق للمغرب أن عاشه من قبل. ومكن الجيل الثاني، الذي أسماه المريزق «جيل فعلية حقوق الإنسان» من تثبيت مكاسب الحريات والحقوق وتطوير مصداقية التمثيلية السياسية، وتمكين المجتمع المدني من دوره في تعزيز وترسيخ الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والنهوض بثقافتها، كما ساهم في إصلاح منظومة العدالة، وتثمين المؤسسات والهيآت الوطنية ودورها في تعزيز الآليات السياسية والقانونية والاقتصادية والثقافية، وتنفيذ إصلاحات وتدابير على درب مسار ملاءمة التشريعات الوطنية والاتفاقات الدولية. ويرى الناشط الحقوقي، وعضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن الجيل الثالث من الإصلاحات التي قادها الملك محمد السادس، يهم التنمية والحماية الاجتماعية والإيكولوجيا والتراث الثقافي اللامادي، وهو جيل مثير للجدل، بما أنه ينطلق من مأسسة الحقوق، وتعزيز دينامية الوعي الحقوقي، وتحرير الطاقات وإطلاق المبادرات والمساهمات من أجل ضمان الديمقراطية التشاركية وحق المواطنين والمواطنات في التدبير الـذاتي للشـؤون المحليـة، في احـترام تـام للتماسك الاجتماعي ووحـدة الدولـة، على قاعدة الحكامة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والفئوية. كما نجح في تتبع تنفيذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، وما ترمي له كل الحقوق الحديثة من تطوير وبناء تدريجي للمفاهيم والمبادئ الأساسية المتعلقة بالنمو والتطور والحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي، باعتبارها من حقوق الإنسان العالمية، واستخدام حقوق الإنسان في صنع السياسات البيئية، وإعمال الحق في بيئة آمنة ونظيفة وصحية. ويرى المريزق، وهو يستعرض حصيلة إنجازات عهد محمد السادس، أن الجيل الرابع يهم الجهوية المتقدمة الذي ينطلق من مبدأ العدالة المجالية والمساواة وتقليص الفوارق الاجتماعية، وتكريس التنافسية بين الجهات الاثنتي عشرة، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة ومتوازنة لمختلف مناطق المملكة المغربية. أما الجيل الخامس، في رأي الباحث والناشط المدني والحقوقي، فيتعلق بـ»ميثاق التنمية»، أو جيل النموذج التنموي الجديد، الذي يبني مقاربته على ما يزخر به المغرب من مؤهلات (رأسمال مادي وغير مادي)، تمكنه من النهوض بالتنمية، وإصلاح أعطاب واختلالات النموذج الحالي، بهدف بناء مغرب المستقبل، على قاعدة تاريخه وإشعاعه، وموقعه الجغرافي، وتعدده الحضاري والثقافي، وثرواته البشرية والمعدنية والطبيعية والبيئية. وأكد المرزيق، رئيس لمنتدى مغرب المستقبل-حركة قادمون وقادرون سابقا والناطق الرسمي باسمه، أن الملك محمد السادس قاد شخصيا هذه الأجيال، باعتباره رجل البناء بسرعتين متكاملتين، الأولى هي سرعة الملك المثقف الذي يقوم بنقد اجتماعي، ويعمل على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ تطور المجتمع المغربي نحو الأفضل، باعتباره الممثل لقوة محركة اجتماعيا ودينيا. والثانية هي سرعة الملك البراغماتي على مستوى العلاقات الدولية، وهو يبحث عن قوة المغرب ومصالحه أينما وجدت، وفي شتى مناطق العالم. قوة صاعدة أوضح المريزق أن الملك محمد السادس أظهر في العشرية الأخيرة، أنه طاقة حية يترجمها إلى أفعال تهم بالأساس الوحدة الوطنية، والأمن القومي، وحماية الدولة ومؤسساتها، مؤكدا أن الحصيلة المشرفة لعهده تشكل مدخلا لبناء مغرب قوي، مغرب قوة صاعدة وقوة تنافسية عالمية جديدة، مغرب المستقبل الذي يحلم به المغاربة، وذلك بتعزيز الروح الوطنية والتضحية في خدمة الوطن، وتقوية دولة الحق والقانون للتمييز بين الحقوق والامتيازات، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وتكريس المساواة في الحماية، وتعزيز العدالة الاجتماعية والضريبية، وتكريس حقوق المرأة والشباب، والعناية بكل من يوجد في وضعية إعاقة وهشاشة. وأكد المريزق أن عهد محمد السادس مكن من تقليص التفاوتات المجالية والاجتماعية بين المغرب الحضري، والمغرب القروي في مجال التعليم والصحة والشغل والسكن اللائق، وتشجيع الاستثمار القوي في البحث العلمي، وإصلاح منظومة التربية والتعليم والتكوين، وإيلاء أهمية قصوى للثقافة المغربية والكونية، بالإضافة إلى الاستثمار في حماية البيئة والمجال الايكولوجي، وتقوية البنيات التحتية في كل مناطق المملكة، مع المزيد من الانفتاح على الدول الإفريقية والدول الصديقة والشقيقة، دعم التبادل العلمي والأكاديمي والثقافي بين المغرب وباقي الدول. برحو بوزياني

بناء مغرب المستقبل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كل المؤشرات إيجابية

المغـرب أصبـح دولـة محوريـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات