المغـرب أصبـح دولـة محوريـة

الروداني: 163 دولة لا تعترف بالكيان الوهمي والرباط لها دور في محاربة الإرهاب قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو إستراتيجية والأمنية، إن الرؤية الملكية الاستباقية رفعت من شأن المغرب وجعلته يلعب دورا محوريا في صناعة أي سياسة إقليمية ودولية في منطقة شمال إفريقيا، وبالقارة الإفريقية ككل. وأوضح الخبير في الدراسات الجيو إستراتيجية والأمنية في حوار مع « الصباح» أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، هو ترجمة لإقرار الإدارة الأمريكية منذ عقود بأهمية تطبيق الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، ورفض قيام أي كيان وهمي، خاصة أن ميليشيات « بوليساريو» أضحت تزود عناصر « داعش» بعناصر مدربة على استعمال السلاح. أجرى الحوار : أحمد الأرقام > مرت 22 سنة على تربع الملك عرش أسلافه وتحقق خلالها الشيء الكثير، ما هي في نظركم بعض هذه المنجزات المهمة؟ > منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، عرف المغرب تطورا شاملا وعلى جميع المستويات. فعلى المستوى الداخلي، استطاع المغرب أن يحسن من مستوى إنتاجه الاقتصادي، وأن يقتحم مجالات صناعية كانت محصورة فقط لدى بعض الدول الكبرى. وفي هذا الصدد، أطلق جلالة الملك مبادرات عدة مندمجة، مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بمشاريع ضخمة في المناطق الجنوبية من خلال نموذج تنموي خاص بلغ حوالي 9 ملايير دولار، كما أن المملكة استطاعت تقوية محددات قوتها الثابتة و المتغيرة . وعلى مستوى القوة الثابتة، عرفت مسألة الوحدة الترابية تحولا مهما، خاصة بعد عودة المغرب إلى الإطار المؤسساتي للاتحاد الإفريقي. وفي هذا السياق، وبفضل الدبلوماسية الاستباقية لجلالة الملك، استطاع المغرب أن يفرض وجاهة مواقفه، ليس فقط على مستوى النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، و لكن على مستوى الأمن، والسلم في المنطقة برمتها. و من ثم، عرف هذا الملف تحولا هيكليا، إذ أصبحت 163 دولة لا تعترف بالكيان الوهمي. وفي الوقت نفسه، عرفت الأقاليم الجنوبية افتتاح 22 قنصلية عامة للدول من مختلف القارات.كما أن الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس جعلت من المغرب محددا مهما في مجموعة من المعادلات الدولية، وهذا ما لاحظناه بشأن الدور الكبير للرباط في الدبلوماسية المناخية، الدينية، والأمنية. وعلى المستوى الاقتصادي، عرف المغرب تطورا كبيرا من خلال إقامة أوراش مهمة لا تخطئها العين تعرفها جل الأقاليم و جهات المملكة، خاصة الأقاليم الجنوبية والتي أضحت مقبلة على لعب أدوار طلائعية . فالتنمية الشاملة التي تعرفها هذه المناطق من خلال إستراتيجية محكمة برزت من خلال استثمار حوالي 9 ملايير دولار في إطار تثبيت البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. كما أن المغرب وفي مدة قياسية سجل اسمه من بين الدول الرائدة، والتي تمتلك سيادة فضائية، وأصبح يتوفر على منظومة فضائية جعلته يقوي من الاستقلالية الإستراتيجية، و يضمن بذلك رسم لوحة التنمية بمنظور مغربي خالص. و بالتالي لا بد من الإقرار، أنه منذ اعتلاء جلالة الملك العرش، استطاع المغرب أن يؤسس لإستراتيجية متكاملة، مبنية على قراءات استباقية للمعادلات المؤطرة لموازين القوى على المستوى الدولي، وهذا ما جعل منه قوة إقليمية في منطقة المتوسط وإفريقيا. > كيف أصبح موقع المغرب إفريقيا مع السياسة الجديدة التي أرساها جلالة الملك؟ > المغرب أضحى دولة محورية على مستوى معادلات التنمية داخل القارة الإفريقية. وهذا المعطى تعكسه الاستثمارات المتزايدة للرباط في مجموعة من الدول الإفريقية. كما أن المغرب و في إطار تثبيت الأمن، والاستقرار في دول الساحل الإفريقي، وجنوب الصحراء، لم يتوان في لعب أدوار مهمة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف ببماكو و دول عديدة. كما أن المساعدات الإنسانية في ظل جائحة فيروس كورونا، التي قامت بها المملكة إزاء العديد من الدول الإفريقية تبين تملك جلالة الملك للإشكاليات، وتحديات التنمية التي تواجهها بعض الدول. كما أنه على المستوى الأمني والعسكري أصبح المغرب محددا مهما في رسم إستراتيجية مهمة في محاربة الإرهاب على مستوى القارة الإفريقية. و هذا ما تجلى في تنظيم المناورات العسكرية الأسد الإفريقي، فوق الأراضي المغربية، أو التي شاركت فيها قوات عسكرية لدول إفريقية. > ما هي بوادر تملك الدول الإفريقية للإستراتيجية الملكية المتجسدة في تثبيت مقاربة تعاون جنوب- جنوب، وما هي أهم التحديات في إنجاحها؟ > لا بد من الإشارة إلى أن القارة الإفريقية عانت كثيرا بسبب مخرجات الصراعات السياسية الدولية، خاصة تلك التي كانت إبان الحرب الباردة و بعدها. وأعتقد أن هناك وعيا إفريقيا ودوليا بأهمية خلق فرص النجاح داخل القارة. والمغرب منذ عودته إلى الإطار المؤسساتي الاتحاد الإفريقي أحدث دينامية في العلاقات الثنائية مع دول عدة واستثمر في خلق نماذج للعلاقات جنوب جنوب براغماتية ونموذجية. كل ذلك كانت له انعكاسات إيجابية على مستويات متعددة في الرفع من منسوب قوة المغرب على مستوى القارة الإفريقية. و هذا ما تجسد من خلال مبادرات عدة ارتبطت بالعلاقات الإفريقية الأوربية، أو أخرى مرتبطة بنجاح الأجندة الإفريقية 2063. كما أن الدور الكبير الذي تقوم به المملكة المغربية في استتباب الأمن في القارة مهم جدا، على اعتبار التكلفة المالية للهجمات الإرهابية، وصلت حسب دراسة أممية إلى حوالي 312 مليار دولار على مدى عشر السنوات الماضية، وهذا له انعكاس خطير على التنمية داخل القارة الإفريقية. وبالمقابل من ذلك، عجز المنتظم الدولي عن إيجاد حلول أمنية لأن المشكل مرتبط بأزمات مركبة. والمغرب استطاع فرض إيقاع تنموي مندمج داخل إفريقيا كمقاربة فعالة، من أجل تقوية الدولة المركزية والاستثمار في فرص النجاح المتاحة في هذه الدول. كما أن المغرب يعتبر اليوم نموذجا واقعيا قادرا على خلق جسور الثقة بين القارة الإفريقية والدول الكبرى . وهذه الثقة تجسدها مواقف دول عديدة و مساندتهم للدور المغربي البناء في القضية الليبية، ويعتبر هذا تعبيرا عن الدور الريادي للمملكة في تحقيق معادلات جيو إستراتيجية متوسطية وإفريقية. كما أن فتح دول إفريقية عديدة للقنصليات بالأقاليم الجنوبية، هو ناتج عن تصور هذه الدول للدور الكبير الذي ستلعبه هذه الأقاليم في التنمية الاقتصادية للقارة الإفريقية. > ماذا يمثل قرار أمريكا الاعتراف بمغربية الصحراء؟ > اعتبر قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية الصحراوية، حدثا تاريخيا، وقرارا ثوريا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، على اعتبار أنه مرسوم رئاسي له حمولات قانونية لأهم دولة على مستوى النظام الدولي، وكذلك قوتها في الهندسة الدبلوماسية الدولية في مباشرة مجموعة من عمليات إحلال السلام في مناطق توتر متعددة. وهذا القرار ليس بجديد، وإن كان نهجا جد متقدم في التعاطي مع هذا الملف المفتعل، على اعتبار المساندة القبلية للإدارات الأمريكية لمقترح الحكم الذاتي الذي وضعته المملكة المغربية حلا سياسيا واقعيا، براغماتيا وذا مصداقية كما أكدت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي خاصة القرار 2548 الأخير، و كذلك المبعوث الأممي بيتر فان والسوم منذ 2007 عندما اعتبر أن خلق كيان وهمي في شمال إفريقيا حل غير واقعي غير قابل للتطبيق. كما أن هذا الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية يظهر أهمية هذه المناطق في التنمية الاقتصادية للدول غرب افريقيا. ProsperAfrica و Build Act مقاربات نوعية قادرة على خلق استثمارات مهمة داخل القارة، انطلاقا من المغرب . و بالتالي، فإن هذا الاعتراف البراغماتي- البنائي الأمريكي هو إستراتيجي واستباقي، خاصة مع تنامي الفراغات الجيوسياسية في منطقة الساحل الإفريقي، وجنوب الصحراء، وشمال إفريقيا. تحديات جيوسياسية > صادف اعتراف إدارة أمريكا بمغربية الصحراء والاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، هل يعني ذلك تزكية أمريكية بمساندة الإصلاحات الملكية؟ > إن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء في وقت يحتفل به العالم بمسألة حقوق الإنسان، تظهر أن هذا الاعتراف هو دعم لجلالة الملك محمد السادس في جميع الإصلاحات الكبرى التي تعيشها بلادنا خاصة المسألة الحقوقية، والدور الرائد لجلالة الملك في عمليات السلام في الشرق الأوسط، وإفريقيا و المتوسط. والعلاقات المغربية الأمريكية هي إستراتيجية بين بلدين تجمعهما مجموعة من المعادلات الجيوإستراتيجية، والأمنية، و إقرار البنتاغون بيع أسلحة جد متطورة للمملكة المغربية يظهر الأهمية الكبرى، للرباط في مؤسسات الدولة الأمريكية. و من ثم، فإن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يبين كذلك تملك الولايات المتحدة الأمريكية للتحديات الأمنية و الجيوسياسية، التي تعيشها منطقة شمال إفريقيا بوجود كيان محدث للفوضى دون الدولة، خاصة أن تقارير استخباراتية أجنبية أشارت إلى وجود علاقات مشبوهة بين عناصر و ميليشيات « بوليساريو» بتنظيمات إرهابية، خاصة تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى لعدنان أبو وليد الصحراوي، و الذي كانت له يد كبرى في ضرب مصالح إستراتيجية أمريكية في منطقة الساحل الإفريقي و جنوب الصحراء.

المغـرب أصبـح دولـة محوريـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بناء مغرب المستقبل

لاعبو الفتح يسيلون لعاب أندية أوربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات