الجرودي: الجهة حبلى بفرص التنمية

رئيس غرفة التجارة والصناعة قال إن البعد عن فضاءات الإنتاج والتسويق وراء ضعف الاستثمار أكد محمد الجرودي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشرق، أن الجهة تتوفر على مؤهلات اقتصادية هامة قادرة على تحقيق تنمية شاملة ومتكاملة، إذا ما استغلت بشكل عقلاني. وأوضح الجرودي في حوار مع "الصباح"، أن ما يميز بنية الأنشطة الاقتصادية بالجهة، هو سيادة أنشطة القطاع الثلاثي. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: برحو بوزياني **نود أن نعرف واقع قطاع التجارة والصناعة والخدمات في جهة الشرق والمخطط التنموي الذي وضعته الغرفة لرفع التحديات التي تواجهها؟ *تتوفر الجهة على مؤهلات اقتصادية هامة قادرة على تحقيق تنمية شاملة ومتكاملة، إذا ما استغلت بشكل عقلاني. فالجهة تتوفر على قطاعات إنتاجية في مقدمتها الفلاحة، والقطاع الصناعي والقطاع الطاقي، دون إغفال السياحة التي يراهن عليها للعب دور فعال في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة. إن ما يميز بنية الأنشطة الاقتصادية لجهة الشرق، هو سيادة أنشطة القطاع الثلاثي (التجارة والخدمات)، التي ساهمت بنسبة % 49,5 من الناتج الداخلي الخام للجهة في 2016. ويأتي القطاع الثانوي(الصناعة، المعادن، توزيع الكهرباء والماء والبناء والأشغال العمومية) في الرتبة الثانية بـ %19,7، أما القطاع الأولي(الفلاحة والصيد البحري)، فيحتل الرتبة الثالثة، إذ لم تتجاوز نسبة مساهمته في الناتج الداخلي الخام 16.3 في المائة. كما تتوفر الجهة على مؤسسات صناعية تمثل 5,1% من مجموع المؤسسات الصناعية، وتساهم بـ %2,9 من الإنتاج الصناعي الوطني و %2,2من حجم الاستثمار ا لوطني، و %0,7 من الصادرات الصناعية الوطنية. وقد حققت هذه المؤسسات رقم معاملات قدر بـ 1,146مليار درهم في 2015 وإنتاج بقيمة 11,09 مليار درهم. وتتمركز هذه المؤسسات على وجه الخصوص بإقليم الناظور وعمالة وجدة-أنكاد، اللذين يحتكران 385 وحدة صناعية، أي %94,3 من مجموع الوحدات الصناعية بالجهة. *ما هي خصوصيات جهة الشرق بالنظر إلى بعدها عن مركز الاقتصاد والتجارة بالبيضاء؟ *تواجه جهة الشرق مجموعة من الإكراهات تعيق تنميتها، نتيجة بعدها عن مجالات الإنتاج والتسويق، وخصوصية موقعها الحدودي، وضعف وتيرة الاستثمار الخاص، وتراجع الدينامية الاقتصادية، رغم توفر الجهة على قاعدة اقتصادية متنوعة، تعتمد بالأساس على المعادن والفلاحة والرعي وتربية الماشية. ومنذ خطاب جلالة الملك بوجدة في 2003 ، عرفت الجهة تحولا كبيرا أسس لانطلاق مجموعة من المشاريع المهيكلة وإحداث قطب التنمية الصناعية بالمنطقة الشرقية "تكنوبول" وجدة و"أكروبول" ببركان، والحظيرة الصناعية بسلوان"، إلا أن جائحة "كوفيد 19" كانت لها تأثيرات عميقة على الاقتصاد. * أين وصل تنزيل مخطط التنمية، وما هي ركائز وطبيعة الأوراش التي اشتغلت عليها الغرفة؟ * بخصوص غرف التجارة والصناعة والخدمات التي تمثل التجار والصناع ومقدمي الخدمات، فقد عرفت تحولا منذ2015 ، بعد تقليصها من 28 غرفة إقليمية إلى 12 غرفة جهوية، حيث وقعت برنامجا تعاقديا يراعي خصوصيات وحاجيات كل جهة. أما الركائز والأوراش التي اشتغلت، فارتكز مخطط تنمية غرفة الشرق على ثلاث محاور، الأول يهم وضع آليات الحكامة الجيدة، وتقديم الخدمات ذات النفع العام والثاني لتقديم الخدمات ذات النفع التنافسي، والثالث يخص الإنجاز أو المشاركة في إنجاز مشاريع اقتصادية مهيكلة. وقد وصلت نسبة التنفيذ إلى أزيد من 90 % من مجموع الأوراش التي تضمنها المخطط. وعلى هذا الأساس، وقعت الغرفة برنامجها التعاقدي مع وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي ووزارة الاقتصاد والمالية الذي يهم مخططها التنموي، الشيء الذي مكنها من تنزيل خدمة شباك برامج المساعدة، أو ما يعرف بشباك القرب لمجموعة من الإدارات والمراكز والمؤسسات العامة والخاصة، من قبيل المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومركز التسهيلات الجبائية، و"مغرب مقاولات". أما في ما يخص إستراتيجية الغرفة، فقد اتجهت، بالإضافة إلى المهام التقليدية المعروفة وأوراش مخطط التنمية، إلى التسويق الترابي في إطار الدبلوماسية الاقتصادية، في إطار مشترك مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالجهة الشرقية، سواء في ما يخص حملات التحسيس، أو تنظيم اللقاءات والبعثات بهدف تعزيز العلاقات، وتطوير برامج الاستثمار بين الفاعلين الاقتصاديين المحليين والأجانب، والمساهمة في تنمية المبادلات التجارية، وتشجيع تنظيم اللقاءات بين رجال الأعمال. وعلى مستوى التكوين، خلقت الغرفة فضاء للتكوين مكرسا للتكوين الانتقائي، وتحت طلب المنتسبين، وفي هذا الإطار، تم التوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، توجت بتنظيم حلقات تكوينية تحت الطلب وورشات في عدة مجالات. *أشرفت الغرفة على مشروعين هامين بوجدة والناظور. ما هي كلفة المشروعين ودورهما في تجديد الخدمات؟ في إطار مشاريع ذات النفع العام التي أطلقتها الوزارة الوصية في مخططات التنمية للغرف، قررت غرفة التجارة والصناعة والخدمات الشرقية، إنجاز مشروع حاضنة لدعم التنمية الاقتصادية للمقاولات الناشئة بوجدة، هذه الحاضنة تهدف إلى التنمية الإيجابية للمنطقة، وإثرائها التقني والصناعي. ومع إطلاق الحاضنة، والحاضرة في حياة الشركات الناشئة، تضع الغرفة نفسها ممثلا لا محيد عنه، لضمان تكييف الخدمات مع احتياجات الشركات، سيما الشركات الناشئة، وتزويدها بإطار ملائم لتطوير أنشطتها. أما المشروع الثاني بالناظور، الذي سينجز بالإمكانيات المالية الخاصة للغرفة، فيتعلق بــإقامة ثلاثين مستودعا في الحظيرة الصناعية بسلوان، على المنطقة المتبقية غير المستغلة من البقعة المحتضنة لمركز الأعمال، واحتضان شركات "الناظور BIC، على بعد خمسة عشر كيلومتر من المدينة على الطريق الوطني الذي يربط الناظور بوجدة. ومن المفترض أن يزود المشروع مشغلي التجارة الخارجية بمستودعات مناسبة لتخزين وتسويق السلع بديلا لإغلاق الحدود مع مليلية المحتلة، منذ صيف 2018. وهناك عوامل تغذي هذا الطلب القوي، وهي الطلب المتزايد على التجارة الخارجية، خاصة بعد إطلاق خط شحن الحاويات، الذي حقق نجاحا كبيرا، بالإضافة إلى المشروع العملاق المستقبلي مجمع ميناء "الناظور الغربي ميد"، والرغبة الجامحة للمستثمرين المغاربة والعاملين في التجارة الخارجية سابقا في مليلية، في نقل أنشطتهم إلى الناظور والمنطقة، بعد نقل عمليات التجارة الخارجية من مركز باب مليلية الحدودي، إلى ميناء بني أنصار منذ غشت 2018. وهناك إرادة قوية نحو إضفاء الطابع الرسمي على الأنشطة المتصلة بالتهريب، ودمجها في قنوات الاقتصاد الرسمي، بعد قرار السلطات المختصة وضع حد لحركة المرور التجارية عبر مركز باب مليلية الحدودي. *تساهم الغرفة في مواكبة المقاولات والمهنيين خاصة مع ظرفية الجائحة. ما هي نوعية الخدمات التي تقدمها الغرفة وحصيلة عملها؟ *في ظل الظرفية الاستثنائية التي تفرضها حالة الطوارئ الصحية بسبب تفشي وباء كورونا، واستجابة لما تمليه الإجراءات والتدابير الوقائية للحد من انتشار عدوى الوباء، خاصة على مستوى التجمعات والتواصل المباشر، استمرت الغرفة في أداء واجبها بما تمليه مسؤولياتها وواجبها الوطني، من خلال العمل الجاد الذي تقوم به مصالحها في إطار لجنة اليقظة المحدثة، تجاه المنتسبين لمواكبة ومتابعة وضعيتهم ضمن إستراتيجية العمل عن بعد، والتي لم تتوقف رغم ظروف الحجر. وفي سياق الجهود المبذولة من قبل الغرفة لرفع المعاناة عن منتسبيها، تم تقديم المشروع الخاص بتنمية التجارة الرقمية بالمنطقة من قبل مقاولة ناشئة، وهو المشروع الذي يطرح بديلا عمليا لتنشيط الحركة التجارية وإنجاز عمليات البيع والشراء دون الحاجة إلى التنقل والاختلاط، وقد أعطيت شروحات للتجار والمهنيين حول فعالية هذه المنظومة الإلكترونية، ومدى مساهمتها في استمرارية نشاطهم. وهناك تحديات كبيرة أملتها الظرفية الاستثنائية التي تمر بها البلاد، والتي تستوجب إعادة النظر بصورة شاملة وقراءة الوضعية بكل تأن وتحيين المعطيات، مع الأخذ بعين الاعتبار الظرفية الحالية، خاصة أن التوقعات تؤكد أن الاقتصاد سوف يحتاج لمدة طويلة ليتعافى. وهنا يجب التفكير مليا في إعادة هيكلة الاقتصاد على كل المستويات وفي كل القطاعات. لقد بات من الضروري عقلنة الاستثمارات وإعطاء أهمية لخصوصيات كل جهة من خلال الموارد الطبيعية والبشرية التي تتوفر عليها. *تعرف الجهة مشاريع وأوراشا مهيكلة بوجدة والناظور وباقي الأقاليم. كيف تنظرون إلى تأثيراتها على التجارة والصناعة؟ *المشاريع والأوراش الكبرى بالجهة الشرقية، تعتبر قاطرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهي عديدة نذكر منها "تكنوبول وجدة، و"أكروبول بركان"، والحظيرة الصناعية بسلوان، التي أنجزتها غرفة التجارة والصناعة والخدمات للشرق بشراكة مع "ميد زيد" ، والميناء غرب المتوسط أكبر ميناء بالبحر البيض المتوسط، ومدينة المهن والكفاءات، والمحطة السياحية " ميديتيرانيا السعيدية" ، مشروع تهيئة بحيرة مارشيكا، والمحطة الحرارية الشمسية بعين بني مطهر (جرادة)، ومركز الأعمال وحضانة المقاولات "NADOR- BIC " ومشروع غرفة التجارة والصناعة والخدمات للشرق بالحظيرة الصناعية بسلوان. دعوة لاقتناص فرص الاستثمار ندعو من هذا المنبر الجميع خاصة الفاعلين الاقتصاديين المحليين من رجال أعمال ومستثمرين، ومغاربة العالم، الذين يجري في عروقهم دم المواطنة الحقة تكريسها على أرض الواقع بالمشاركة في التحولات التي تعرفها المنطقة، واغتنام الفرصة المتاحة بالاستثمار في هذا المشروع النموذجي، والعمل على استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، وضخ رؤوس الأموال في المجال الصناعي ومجال الاستثمار في عدد من المشاريع، وعلى رأسها مشروع الحظيرة، خاصة أن المنطقة حبلى بالفرص الاستثمارية النادرة. وتأكيدا لنجاعة المقاربة التشاركية التي نهجتها الغرفة تجاه شركائها في القطاعين العام والخاص لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقد تمكنت من جمع وترتيب كافة التوصيات الصادرة عن اللقاءات والتي تناولت بالتفصيل تحديد إكراهات القطاعات الإنتاجية بالجهة، مع تقديم المقترحات لتجاوزها ومعالجتها، والتي يمكن إجمالها في القطاع غير المهيكل، وضعف التكوين والمؤهلات المعرفية، وتعقيدات المساطر الإدارية، وضعف اللوجيستيك بالجهة والعدالة الضريبية المجالية، وغيرها. في سطور من مواليد 1958 بالناظور متزوج وأب لستة أطفال حاصل على الإجازة في الاقتصاد سنة 1982 من جامعة مالاغا ماستر في الافتحاص من جامعة مليلية بغرانادا محاسب ورجل صناعة يسير مجموعة من الوقاولات نائب رئيس فدرلية غرف التجارة والصناعة والخدمات بالمغرب رئيس غرفة التجارة والصناعة بجهة الشرق منذ 2015 عضو المجلس الإداري للصندوق الوطني لضمان الاجتماعي رئيس مجلس التدبير لمركب التكوين بالدريوش عضو مجلس إدارة جامعة محمد الأول بوجدة عضو مؤسس للمؤسسة المغربية الإسبانية للتنمية

الجرودي: الجهة حبلى بفرص التنمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بلحجام في "عندي حلم"

أخبار وطنية ورياضية مثيرة في عدد السبت والأحد من جريدة الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات