زوجة زعيم “بوليساريو” آخر أوراق لبيشير

دفعها إلى ممارسة بعض الوصاية على القصر الأصفر بعد فشلها في فرض وجودها سياسيا بقلم: الفاضل الرقيبي يقول المثل الإيطالي الشهير إن "أسهل طريقة لتلقي الشرطة القبض على تجار المخدرات هي أن يكونوا في فراش المومسات". ولعل هذا المثل ينطبق بحذافيره على مجموعة واسعة من قيادات تنظيم "بوليساريو"، التي توزعت صفاتها بين منتهك للأعراض ومغتصب، وفي أحسن الأحوال، جلاد يستخدم جوازات سفر جزائرية مزيفة لعله يحظى برعاية صحية، وهو في آخر أيامه. داخل عصابة "بوليساريو" تلعب المرأة دورا رئيسيا ومحوريا، بل وتتحكم في أحيان كثيرة بتفاصيل مثيرة وحساسة، فزوجة زعيم "بوليساريو" السابق، الجزائرية خديجة حمدي، كانت بمثابة الرجل الثاني في الحركة، إذ كانت تمسك بتلابيب الأموال والنفوذ، وتعين وتقيل، ولها اليد الطولى في توزيع المساعدات الدولية، وبيع تأشيرات "شنغن" لمن يسعى للهروب من المخيم. واستمرت على هذه الحال إلى أن أصيبت بجلطة في الدماغ بعد وفاة زوجها أبعدتها عن المشهد، غير أنها، وهي مقعدة، استطاعت الاستعانة بعلاقاتها المباشرة بالفريق الجزائري بن علي، لأجل الدفع بابنيها لتقلد مناصب رفيعة في "بوليساريو"، حيث أصبح الحبيب محمد عبد العزيز مديرا عاما للدفاع. "اغيلة الشلح"، زوجة إبراهيم غالي، التي كانت مجرد رقم في قائمة زوجاته السبع، لم تكن تظن، في يوم من الأيام، أن زوجها الزير المفضوح سيصل إلى زعامة الحركة، لأسباب تعرفها جيدا، إلا أنها، ومع وصوله إلى السلطة، حاولت جاهدة التكيف مع حياة المخيم التي لم تعتد عليها، إذ ألفت أجواء مدريد والجزائر العاصمة، ما جعل غويلي يسحب ميزانية خاصة لأجل بناء مسكن بمخيم "أوسرد" يليق بمكانة زوجة الزعيم، وباتت حريصة على الظهور باعتبارها حرم زعيم مثالية، غير أن الليالي الحمراء التي كان يقضيها الزير بترتيب من أذرعه الليلية كانت تُعكر صفو العلاقة بينهما وتجعلها عاجزة عن إعطاء الصورة نفسها، التي ميزت خديجة حمدي، التي لا تزال شاخصة في أذهان الصحراويين، خصوصا أن "اغيلة" لم تستطع فرض وجودها سياسيا، وإن كانت مارست بعض الضغوط لأجل تعيين ابن عمها "اعلي بويا الدخيل" وزيرا منتدبا للرقابة، وخطيب ابنتها الهندية "شيخة لولاد" في سبيل أن يصل إلى مقعد بالبرلمان . غير أن مرض زعيم "بوليساريو" خلط العديد من الأوراق، وجعل العديد من القيادات تتسابق لأجل الظفر بكرسي الرجل الأول في الرابوني. وما زاد المشهد غرب تندوف تعقيدا هو هلاك لبطيل، الذي كان يجسد كتلة الشر والإجرام، التي جثمت على صدور سكان المخيم لسنوات عديدة، ناهيك عن دوره محركا لحلف خصوم إبراهيم غالي، الذين كان على رأسهم الجلاد التائه، البشير مصطفى السيد، ابن عم اغيلة، والذي يحاول أن يوظفها للعب آخر جولات معركة تكسير العظام مع خصميه مصطفى محمد علي سيد البشير، وإبراهيم أحمد محمود بيد الله "كريكتو"، فهو يحاول جعلها الوسيط المباشر الذي سيضع الزعيم المريض في صورة الفوضى والتسيب، الذي سببه هذان الأخيران في غيابه وسعيهما للتعجيل في خلافته، ولم يهدأ له جفن إلى أن أقنعها بالانتقال إلى الجزائر، وهي أول زيارة لزوجها منذ أن عاد مطلع الشهر الماضي، فارا من الملاحقة القضائية بإسبانيا. لبيشير دفع كذلك زوجة غالي إلى ممارسة بعض الوصاية على القصر الأصفر، كما أن مصادر خاصة جدا، ومطلعة، أكدت أنها سحبت أموالا معتبرة، بالإضافة إلى نصيب زوجها من المحروقات، خلال شهري ماي ويونيو، رغم أن كل سياراته وأنشطته متوقفة منذ أبريل، ويعزي البعض هذه التصرفات إلى أنها أوامر من البشير مصطفى السيد، الذي أصبح شبه مقيم بمنزل زعيم الجبهة، منذ غيابه، ويحاول العودة إلى المشهد من خلال ابنة عمه، اغيلة، من خلال تغذية مآخذها على قرب بعض القيادات النسائية من زوجها كمريم احمادة، التي اختفت عن الأنظار منذ أن باتت اغيلة في موضع قوة، كما هو الشأن بالنسبة إلى "لنانة لباط الرشيد"، التي توقفت، أخيرا، عن التدوين للتطبيل لغويلي احتجاجا على تعليمة من زوجة الزعيم بمنع توزيع السيارات المهداة لـ "بوليساريو"، في إطار قافلة الدعم الإسبانية الأخيرة، مخلفة بذلك وعد غويلي لـ "لنانة" بإعطائها سيارة رباعية الدفع تليق بمقامها مستشارة له.

زوجة زعيم “بوليساريو” آخر أوراق لبيشير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف مبحوث عنه بالعروي

"طاس" تنتظر دفوعات فاخر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات