شهادات

خطب بلا إرادة "يقتصر التشبيب وتبادل المسؤوليات في بلدنا، على الخطب، دون إرادة حقيقية للتغيير وفتح المجال أمام الشباب لتولي المناصب القيادية، على غرار ما يحدث في دول غربية كأمريكا التي استشارت لجنة الأطباء وأوصت على سبيل المثال بحصر ولاية الرئيس في 8 سنوات فقط غير قابلة للتجديد، باعتبارها المدة القصوى لاشتغال الدماغ بشكل فعال. هذا ما لا وجود له في بلدنا، حيث أغلب المسؤولين والزعماء يمكثون في مناصبهم إلى أن يتوفاهم الأجل المحتوم، وهذا الأمر موجود بحدة في السياسة حيث لا يتخلى القيادي عن الكرسي، إلا بالوفاة في حالات لا تحتاج تعميما. وهذا الأمر لا يرجع فقط في الرغبة في الاحتفاظ بالمنصب من طرف الزعيم، إنما أحيانا لغياب بديل يتمتع ب"كاريزما" الزعيم. ما هو معروف ومألوف أن الزعيم السياسي والقيادي والمسؤول في الإدارة، لا يفرط في كرسي المسؤولية ولو شاخ، بعد أن يحيط نفسه بحاشية تجعل التخلي عنه مستحيلا، ليس فقط لتشبثه بالمنصب، بل لدوافع أخرى مرتبطة بالشرعية التاريخية والمقاومة اللتين لعبتا دورا كبيرا في خلود بعض الزعماء في مناصبهم ومسؤولياتهم رغم شيخوختهم. هناك أمر آخر ملحوظ في السياسة بالخصوص، وهو الشرعية النضالية التي تساهم بدورها في استفحال الظاهرة، إذ تشعر القاعدة أحيانا بالحرج في إزاحة الزعيم الذي أدى ضريبة النضال لسنوات قضى بعضها في الاعتقال". * حسن بوراس (جمعوي ومستشار جماعي) تكريس الإحباط "الشباب رافعة أساسية للتنمية في كل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لما له من دور فعال في تنمية وتطوير المؤسسات. وحتى يبلغ مراكز القرار والمسؤولية، يجب أن تكون للدولة رغبة حقيقية في تشبيب مؤسساتها. الشباب للأسف لا تعطاه فرصة الوصول لمراكز القرار والمسؤولية، خاصة في المؤسسات العمومية، فجل مديري ورؤساء مؤسساتنا ليسوا شبابا ونجد القليل منهم فقط وللوصول إلى المراكز يلزمه الكثير من الوقت، هذا دون الحديث عن التمثيلية النسائية شبه المنعدمة. الأمر نفسه ينطبق على ما هو سياسي، فالقادة أو الزعماء لا يتيحون الفرصة كاملة للشباب لتعويضهم أو العمل بجانبهم لأنهم يخافون على كراسيهم الوثيرة، ولا أتكلم هنا من فراغ، فغالبية الأمناء العامين للأحزاب، شيوخ رغم ما يتشدقون به من شعارات استقطاب الشباب وإشراكه في اتخاذ القرارات والاستفادة من أفكاره، لكن الواقع عكس ما يروج له. ويبقى اشتغال الشباب في الأحزاب، مقتصرا على تأثيث المشهد وترويج صورة تمثيلهم في الشبيبات واستغلالهم في الحملات الانتخابية دون تمثيلهم في المراكز القيادية ودون إعطائهم الأولوية في اللوائح الانتخابية. ونرى دائما أن المراكز الأولى تكون لصالح كبار السن والشباب في وسط وآخر اللوائح. وتتكرس الظاهرة كلما انتقلنا مما هو محلي لما هو مركزي. وهذا ما يجعل الشباب ينفر من المشاركة النقابية والسياسية. ويكرس ذلك جوا مملوءا بالإحباط ويفوت على الوطن فرصة الاستفادة من طاقة شبابية تاريخية ويمكن ألا تتكرر". * أمينة العابدي (رئيسة جمعية وسياسية) دور منعدم "نتحدث كثيرا عن التشبيب ولا نرى منه شيئا. الشباب عماد التغيير والنهوض بالمجتمع لقدرته على استيعاب التجديد والتفاعل مع العصرنة والتعايش مع المتغيرات، ولما يتوفر عليه من إمكانية ذهنية واسعة وشجاعة وجلد، يؤهلانه لضمان مستقبل أفضل, طالما أن الشباب قوة فاعلة في بناء الوطن. وهذا ربما ما لم نستسغه بعد. من المفارقات العجيبة تركيز الأحزاب في خطاباتها وبرامجها على التشبيب ودعم الشباب وفتح آفاق مستقبلية أمامه. لكن عمليا فهي لا تحترم شعاراتها، وممارساتها بعيدة عنها. ولعل أهم مثال على ذلك رفض الشيوخ والعجائز التنازل للشباب، بل توصد أمامهم كل أبواب تحمل المسؤولية، اللهم من محظوظين يتولون مسؤوليات اعتمادا على المحاباة والقرابة العائلية. للأسف هذا السلوك أدى ويؤدي إلى تنفير الشباب من العمل السياسي، والدليل عيشه اليأس والإحباط والنفور وعدم إقباله على التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت والترشيح. وهذا طبعا ليس في صالح المستقبل السياسي لوطننا. ما نجهله أو نتجاهله أن تقدم الأمم مفتاحه الشباب الذي تعطاه فرص التعلم والبحث والعمل والتطور. لكن في مجتمعنا يبقى الشباب شريحة ضائعة رغم هيمنته على الهرم السكاني، لأن الفرص والأبواب مغلقة بشكل شبه كلي أمامه. للأسف فدور الشباب في تحقيق التنمية والنهوض والتغيير لضمان المستقبل، معدوم تقريبا. لذلك حان الوقت الذي يجب أن تلتفت فيه الدولة للشباب وأن تمدهم بالدعم الكافي وتستثمر إمكانياتها في تطوير قدراتهم على المديين القريب والبعيد، اقتداء بالدول الكبرى والقوية اقتصاديا مثل ألمانيا وبريطانيا وكندا التي تركّز على الشباب بصفة خاصة، رغم أن نسبتهم في تلك الدول تعد ضمن أدنى المستويات. أثبتت التجارب أن البرامج والسياسات التي يشارك الشباب في صياغتها تشكل لبنات أساسية لبناء الصرح المجتمعي اللازم لاستكمال مسيرة بناء الوطن، ما يستلزم تبني استراتيجية تفسح المجال أمام الشباب للعمل والتمكين والقيادة، والريادة والإبداع، والقدرة التنافسية، وضمان التماسك الاجتماعي، ما سيكون له الأثر الكبير في تهيئة الشباب لتحمل المسؤوليات الوطنية في شتى الميادين. * محمد القاضي (جمعوي وسياسي) مفاهيم عتيقة "قد يلعب الشباب دورا كبيرا ويكون عامل إقلاع حقيقي في وطننا باعتباره قوة صاعدة أمام هيمنة هذه الفئة العمرية الفتية والشابة على بنيته الديمغرافية. لا تغيير دون تشبيب وتطلع نحو الأفق الرحب الذي لا ينقشع ضباب التوجس من استحقاقاته إلا بمغامرات الشباب المسلح بالعلم والمعرفة والطموح الجياش لصنع الجديد وخلق الفرص القابلة للاستثمار والتطويع دون تردد. الشباب هو القادر على إذابة ثوابت الماضي في الحاضر والتخطيط لمستقبله بطموح لا يحده أي شيء إلا اكتشاف واكتساب كل شيء. ولأجله يجب أن يولى الاهتمام اللازم وأن تتاح له فرصة القيادة والزعامة. لكن من مفارقات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المغربية، تهميش الغالبية الساحقة من شباب البلاد الذي يعاني انسداد كل الآفاق أمام سطوة الحيتان الكبيرة، وما شابهها من العجائز ممتهني سياسة التسويف وتكديس الامتيازات ومراكمة الثروات واحتكار للمناصب والمسؤوليات. للأسف أمام هذا الواقع، تتسع الهوة كل يوم بين جيل الشباب وجيل الماضي البعيد. إنها هوة تواصلية بالأساس تعمقت بشكل كبير بين شباب متملك بوعي لآليات التواصل السريع والفوري والمعبئ لجماهير تتقاسم المعلومة وتتفاعل معها بسرعة فائقة عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تجاوزت آليات التأطير السياسي والثقافي العقيمة التي ما زال جيل العجائز يصر على توظيفها في خطابه المتجاوز لاستقطاب الشباب اليقظ، دون أن تكون له القدرة على إدماجها في وعيه، ما دامت سنة التغيير تقتضي السير مع منطق سيرورة الزمن الذي تجاوز بكثير إيقاع الأمس ومفاهيمه العتيقة". * عادل العمراوي (سياسي وشاعر) كلام ليل "هناك عوامل مختلفة تساهم في عدم تشبيب الحكم والإدارة، الذي يبقى حلما فقط أمام استمرار تشبث المتقاعدين والمسنين بمناصبهم أيا كانت هذه المناصب والمسؤوليات سياسية أم إدارية أم غيرهما. للأسف أمثال هؤلاء يرفضون تسليم المشعل للشباب الذي يحتل رتبة مهمة جدا في الهرم الديمغرافي، دون أن تعطاه الفرصة للقيادة. أجد أربعة أسباب أساسية تسم كل الطبقات الفكرية والثقافية والاجتماعية للفئة المهيمنة على نسبة كبيرة من المناصب والمسؤوليات، سياسية كانت أم نقابية أم إدارية. تراها تتشبث بتلك المناصب رغم شيخوختها وعدم قدرتها في كثير الأحيان على العطاء المتوخى منه، ودون إتاحة الفرصة للشباب وتشبيب هياكل الإدارة والحكم. إن التعرض للنقد وتحمل المسؤولية عما يترتب من أخطاء، مستبعد أمام عدم قبول الشيوخ المتشبثين بالمناصب، بالأمر الواقع وتراجع مستوى أدائهم لإتاحة الفرصة للشباب وأحيانا خوفا من اطلاعهم على حقائق جارية في الكواليس، ليبقى توارث المناصب قائما على الأقل في المهام السياسية والنقابية، حتى يخال لنا أن تلك المهام من اختصاص فئات محددة. وأمام هذا الواقع المر، يبقى الترشح لتلك المهام والمناصب، في نظرهم، تطاولا عليها بالنسبة للشباب بداعي القصور في تحقيق الأهداف المحددة، في حين أن الحقيقة ما هي إلا حرص منهم على حصر دائرة المعلومات وصيانتها من عيون النقد وأحيانا إخفاء فضائح قد يكشفها التشبيب وإعطاء دماء جديدة سيما للتنظيم النقابي والسياسي. هذا الأمر للأسف تسبب في تهميش الشباب وإقبار قدراته وفقدانه الثقة في الجميع مؤسسات وأحزاب وحتى الإدارة، وفقد الأمل حتى في تحمل المسؤولية أمام توالي النكبات وكذب الشعارات المرتبطة بالتشبيب، التي تبقى مجرد كلام ليل يمحوه النهار. وهذا أمر خطير". * نسرين أولاد عياد (أستاذة وحقوقية) هرم مقلوب "في اعتقادي المشكلة تكمن في النظام الهرمي المسيطر على سياسة الأحزاب، كانت يسارية أم يمينية، والتي يفترض فيها أن تكون مدارس للديمقراطية والمواطنة. للأسف نجدها تفتقد إلى هذه الديمقراطية داخليا، فيسيطر الأكثر أقدمية أو ثراء على قرارات الحزب ويستبعد الأكثر مردودية وعطاء وهم فئة الشباب الذين يجب الرهان عليهم. للأسف يتم تهميش الكوادر الشابة التي تحمل أفكارا عصرية تستوعب مشاكل وانتظارات الشباب الذين يشكلون القاعدة العريضة للشعب المغربي. فمناصب القرار أصبحت لدى بعض الأحزاب وزيعة تتهافت للسيطرة عليها. وللأسف تقدم في كثير من الأحيان مكافأة لهرم من أهرام الحزب دون احتساب جدارته، ففاقد الشيء لا يعطيه، ما يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في المشاريع التنموية الكبرى للمغرب. إن مغرب 2021 يخطو خطوات واثقة كقوة إقليمية في المنطقة، لكن يحتاج إلى كوادر تكنوقراطية جديرة لا أظنها تتوفر في الوجوه التي سئم المغاربة من وجودها على الساحة السياسية وأثبتت فشلها في التسيير الداخلي لأحزابها وفقدت ثقة الشباب المغربي في العملية الديمقراطية، وهذا ما يفسر عزوف الشباب في المشاركة في العملية الانتخابية". آمال عكيفي )سياسية ورئيسة جمعية( استقاها: حميد الأبيض )فاس(

شهادات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

5 سنوات لهاتك عرض زوجته

الكعبي ومالانغو لفض الشراكة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات