شهادات

شبح المقاطعة "إن نسبة المشاركة في العملية الانتخابية، تحكمها مقاربة بعناصر موضوعية وشخصية متداخلة، وتحدد نسبها قطعا التراكمات السابقة. وأكيد لن تكون بالمستوى المطلوب والمراهن عليه، وستناهز النسب السابقة نفسها مع ميل حاد نحو التناقص. المنظومة القانونية والسياسية استشعرت الخطر وحددت يوما واحدا للاقتراع لعدة استحقاقات، لكن لم ولن تجد حلا لشبح المقاطعة المنظم وغير المنظم منها، خاصة أمام ارتفاع الأصوات الداعية إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن العزوف بات جامعا للكل ورد فعل طبيعي للناخب. لماذا سأصوت ولمن؟ سؤال يخامر ويحير الكل، كما المساهمة في عملية معقدة ومكلفة أحيانا دون وجود غايات تخلق عند الناخب الإحساس بالإشباع أو المتعة أو الترقي، فالمنفعة المباشرة وغير المباشرة والبعد الفكري، تتحكم في نسب المشاركة، لأنه لا يعقل التصويت لأجل التصويت. هذا جزء من كل، دون أن نتحدث عن الانتكاسات النفسية والاجتماعية في تاريخ العملية الانتخابية بالمغرب، ومواقف الرفض والاستهجان المتراكمة طيلة 4 سنوات، التي جعلت المواطن يؤمن أن صوته في الصندوق وإن كان زجاجيا، لن يخلق أي تغيير أو إضافة ولن يحدد السياسات. لذا على الفاعلين السياسيين البحث عن بدائل في التعاطي مع العملية الانتخابية بتجويد العرض الحزبي المقترح على الناخب واستبعاد الأعيان ما أمكن، وفتح الباب لمن دونهم للتنافس وطرح أفكار جديدة واختيارات متعددة وتقاطبات محلية تجعل من الانتخاب، فرصة للتجديد والابتكار. علينا أن نتعاطى مع المشاكل ونبتكر في البرامج، وأن نراهن على كاريزمات جديدة مجددة ومتفاعلة مندمجة مع المحيط وطامحة للمشاركة السياسية بدافع الإيمان بضرورة بناء دولة ومجتمع صالح للعيش. وهذا غير ممكن إلا بالصدق في البرامج الانتخابية وتبسيطها. إن هذه البرامج يجب أن تعكس الوجه الحقيقي للأحزاب السياسية كي لا تتحول إلى وجوه كرتونية متشابهة القسمات، وكل ذلك يمكنه تغيير وجه السياسة في المغرب، خاصة أنه ما زال أمامنا متسع من الوقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه". كريم جرار الوليدي (محام وعضو المجلس الوطني للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان) غياب المحفزات "أصبح التراجع الكبير في المشاركة السياسية للمغاربة، مؤسفا ولافتا للانتباه، رغم أنها ممارسة مواطنة يكفلها الدستور وأداة ضامنة للحق في اختيار الناخبين لمن يمثلهم ويسهر على تحقيق التنمية بكل أنواعها. لكن للأسف فقد أضحى العزوف سيد الاختيارات. واقع مر يسائلنا ويفرض البحث عن إجابة مقنعة وجدية عن مكامن الخلل والعوامل الدافعة للعزوف والتراجع المنذر بمشاركة أقل في الانتخابات المقبلة. ففي نظري لن يعرف العزوف عن المشاركة السياسية، تراجعا، وهذا مؤسف جدا ويفوت على بلادنا ترجمة حقيقية للعملية الديمقراطية، وبالتالي تفرز صناديق الاقتراع وجوها أو تمثيليات لا تعكس الإرادة الحقيقية للمواطن. حقيقة ضعف المشاركة في الاستحقاقات القادمة، قائمة ومرة في غياب أي محفزات يمكن أن تقلص من نسبها، أمام استمرار العوامل نفسها التي أدت إلى هذا العزوف، خاصة ما يتعلق بخيبات الأمل التي راكمها المغاربة من خلال ضعف التنزيل الحقيقي للبرامج الانتخابية للأحزاب. وقس على ذلك ضعف الأداء لدى الأحزاب السياسية وعجزها عن تأطير الأفراد وغياب الجاذبية والتجديد والتشبيب، وضعف أداء الحكومات المتعاقبة طيلة عقود، ما فوت فرصة تحقيق رهانات التنمية المنشودة وعمق الهوة بين المواطن والأحزاب وزاد من غياب الثقة. ولن نستثني من العوامل المؤدية إلى هذا الوضع، البلقنة التي أدت إلى تمييع المشهد السياسي وأفقدت الثقة حتى في زعماء الأحزاب، وطبعا استفحال البطالة وارتفاع نسبة الفقر والأزمة الاجتماعية التي زادت من نفور المغاربة من السياسة. كل ذلك وغيره كثير أفقد الناخب الثقة في الأحزاب والممارسة السياسية وما تنتجه صناديق الاقتراع. وأي تفكير في تجاوز هذا الوضع، يفرض القطع مع الأسباب والعوامل المؤدية إليه". سعيدة الطيبي (جمعوية وبرلمانية سابقة) الأحزاب هي السبب "قبل القيام بأي قراءة أو تخمين لنسب المشاركة في الانتخابات المقبلة، لا بد من الإشارة لواحد من أهم العوامل المتسببة في العزوف، وهو عدم انخراط الشباب في الممارسة السياسية من داخل الأحزاب، رغم وجود إرادة تكشفها الوسائل الافتراضية وتغيب على أرض الواقع. للشباب إرادة افتراضية غائبة في الواقع، وهذا مرده لتقصير جل الأحزاب في تكوين الشباب تكوينا سياسيا والتواصل معه لتوجيهه، اللهم من الاهتمام الشكلي قبيل الانتخابات والتهييء لها، والاقتصار على الاستقطاب فقط. فكيف ننتظر انخراط الشباب ومشاركته في العملية الانتخابية؟. من هم على رأس الأحزاب وحتى ممثلوها الحاليون إن محليا أو جهويا ووطنيا، يقصون الشباب خشية على مناصبهم ودون وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ما حول الأحزاب في مخيلة الشباب، إلى مجرد مقاولات نفعية، بعدما أصبحت حكرا على فئات معينة لا يمكن الرهان عليها لتحقيق التغيير. وهذه من الأسباب التي كرست ثقافة الرفض الكلي لأي مبادرة قد يقدم عليها "أرباب" هذه الأحزاب التي حولت إشراك الشباب في اتخاذ القرار، إلى مجرد شعارات لا مجال لها للتفعيل في الواقع. مجمل الأحزاب السياسية أثناء كل انتخابات تشريعية، تزكي ذوي المال والنفوذ لأجل كسب مقعد وليس لكسب شخص قادر على إعطاء قيمة مضافة لهذا الوطن. ولعل قبة البرلمان والجماعات الترابية خير شاهد على ذلك، فمن أين سيكون الإقبال على التصويت وصناديق الاقتراع، في ظل إقصاء الشباب الذي يشكل قاعدة انتخابية مهمة، وإقصاؤه مساهمة في تكريس العزوف. إن بالمغرب شبابا له كفاءة تكفي للارتقاء بهذا الوطن العزيز، إلى الأسمى، لكن تراتبية الإقصاء والبحث عن كسب المقاعد دون استحضار الكفاءة، يكرسان العزوف والنفور وفقدان الثقة. اسمح لي أن أورد مثلا دارجا مغربيا يقول "كمشة د النحل أحسن من شواري ديال الدبان"، دليلا على أهمية النحل/ الشباب وما ينتجه، لكن أحزابنا للأسف قلبت المثل فأصبح "شواري ديال الدبان بدل كمشة ديال النحل"، وبالتالي لن نجني العسل بقدر ما سنجني الضجيج والخنوع والدمار. للأسف فترك الأمور على ما هي عليه، يولد كراكيز متحكما في حركاتها وفاقدة للقدرة الاقتراحية في مجال التشريع والتسيير، بل يستعصى عليها حتى قراءة ومناقشة القوانين الموضوعة للتصويت. وبهذا يستمر مسلسل عزوف الشباب وعموم الناخبين، المخطط له بإحكام من قبل جل أرباب الأحزاب السياسية وزبانيتهم، إلى أن يقتنع الكل بأن مهمة تمثيل المجتمع والترافع على همومه والعمل على تدبير أموره، تكليف وليس تشريفا، ولن تتحقق هذه القناعة حتى يتم نزع كل الامتيازات التي تحظى بها هذه الفئات. ولأن محدد السلطة والمال، حاضر بقوة في الانتخابات، بدل الفكر والجرأة الحكيمة، فلا داعي للسعي وراء الديمقراطية بمفهومها الشمولي، وهذا ما يزيد المستقبل ضبابية وقد يضاعف نسبة العزوف عن التصويت وبالتالي تحقيق التغيير والتنمية المنشودة. هذا لا يعني أن التغيير نحو الأفضل، مستحيل، فالحلم قائم ولن يتم إقباره، لأن المسعى أنبل مما يفكرون". سفيان الصيباري (مقاول وجمعوي) تخوف من العزوف "عاد النقاش ليحتد من جديد حول نسبة المشاركة السياسية للمواطنين في الانتخابات المرتقبة في أوائل شتنبر المقبل باعتبارها محطة مهمة وحاسمة في تاريخ بلادنا وتأتي في ظروف خاصة واستثنائية. وزاد التخوف من عزوف غير مسبوق عن التصويت وتكرار سيناريو سنة 2007. ورغم انخراط وزارة الداخلية ومختلف الأحزاب السياسية في التحضير الفعلي للانتخابات والدعاية للتسجيل في اللوائح والتصويت، فإن لا أحد يتوقع نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع في ظل سياق سياسي دقيق وصعب، خاصة أمام فقدان المواطن الثقة في العملية السياسية والانتخابية برمتها. هل سينخرط المغاربة بشكل مكثف في الإقبال على التصويت المكثف، أم أن العزوف الانتخابي سيرتفع بشكل كبير ومهول؟ سؤال لا أحد منا يتوقع جوابه بدقة، رغم ما قد يظهر من بوادر عزوف جلي في ما تحبل به مواقع التواصل الاجتماعي من تغريدات وغضب قد يكون مؤشرا عليه. وما يزيد من هذا التخوف وارتفاع منسوبه بين الناخبين، عدم قيام الأحزاب بأي مبادرة للقطع مع الماضي ووضع إستراتيجية كفيلة بتحقيق انفراج ومصالحة بين المواطن والشأن السياسي، رغم ما جاء به الدستور الجديد والمقتضيات القانونية المنظمة للحياة الحزبية، من جديد محفز. للأسف، لم تقم الأحزاب بدورها الدستوري في التأطير وإنتاج نخب جديدة، ولم تطور من عملها الداخلي والمؤسساتي ولم تغير حتى طريق اشتغالها للاستقطاب خاصة الشباب، رغم تشدق الكثير منها بشعارات التشبيب وإعطاء الأولوية للشباب في برامجها ولوائح مرشحيها. مثل هذه المؤشرات توحي باحتمال عزوف الشباب عن المشاركة، للتقييم السلبي للكفاءة والنزاهة في أداء الوزراء والبرلمانيين والمنتخبين المحليين وترجيح كفة المصالح الشخصية على مصلحة المواطن وغياب علاقة القرب معه، بل انعدام آليات التواصل والتأطير والترافع على قضاياه". كريمة عريبو (أستاذة وفاعلة جمعوية) استقاها: حميد الأبيض (فاس) ميكروطروطوار سياسة الأحزاب أرجح الرأي القائل إن الانتخابات المقبلة ستشهد عزوفا كبيرا، لعدة اعتبارات أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم التعبئة لهذه الاستحقاقات من قبل الأحزاب السياسية المشاركة، إذ أصبحت تنتظر حتى اقتراب موعد إجراء العملية الانتخابية للقيام بالدعاية وطرح البرامج واستقطاب الناخبين عبر عدة حملات. أما الاعتبار الثاني، فيتمثل في عدم تجديد الوجوه السياسية التي تتزعم الأحزاب، وإعطاء الفرصة للشباب والمرأة في شغل مناصب المسؤولية داخلها. مسألة زعامة شخص لحزب سياسي معين لعشرات السنين رغم عدم تقديمه لأي إضافة، لا يمكن أن نفسرها إلا بتوغل سياسة الاحتكار و"باك صاحبي" داخل هذا الحزب. وفي ما يتعلق برأيي فإنني أعلن عدم مشاركتي فيها سواء مرشحا أو ناخبا. سمير عبد الهادي (محام بهيأة البيضاء) منع الانتهازيين أعتقد أن المشاركة في الانتخابات المقبلة ستعرف مقاطعة نسبتها تتجاوز 50 في المائة، لأن الحزب الحاكم الذي تولى رئاسة الحكومة لولايتين لم يقدم إنجازات محسوبة لفائدة أبناء الشعب، إذ تم رفع سن التقاعد والزيادة في الأسعار وإنهاك جيوب المواطنين والقضاء على القدرة الشرائية وقتل الطبقة المتوسطة والفقيرة التي عانت الأمرين في زمن كورونا. ولكن المقاطعة ليست هي الحل، لأن المقاطعة لن تجدي نفعا بل سنمنح الحزب المغضوب عليه فرصة لمواصلة التسيد حيث سيتم الاعتماد على الشبيبات والجمعيات لحسم المعركة، كما أن المقاطعة لا يجب أن تشمل أحزابا مازال الأمل معقودا عليها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. التصويت ضروري حتى نقطع الطريق على بعض الوجوه الانتهازية وكذا المصوتين الذين يتاجرون بأصواتهم مقابل دريهمات عوض التركيز على البرنامج الأنسب والمرشح الأفضل. يوسف همالي (موظف) التصويت للتغيير بالنسبة إلي أرى أنه لا بد لنا من المشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة من أجل التصويت واختيار الحزب والشخص الذي يستحق منحه الثقة لتبوؤ المسؤولية والاستجابة لانتظاراتنا. لا يمكن أن ننال التغيير الذي ننشده إذا ما ارتكنا جانبا وقاطعنا العملية الانتخابية، ولهذا فإنني أعلن مشاركتي بالتصويت في العملية الديمقراطية لاختيار الشخص الأنسب لإسماع صوتنا بالمنطقة والدائرة التي أنتمي إليها. التصويت أصبح ضروريا من أجل إحداث التغيير والحصول على المستقبل الأفضل، لأنه لا يمكننا تحقيق التقدم والازدهار الذي ننشده وينشده الملك محمد السادس إذا لم تكن الأحزاب في مستوى المسؤولية وتدمج الشباب وترشحهم وتشجعهم على التصويت في عرس ديمقراطي نعقد عليه آمالا كبيرة لمواصلة الأوراش الكبرى التي يشرف عليها ملكنا الغالي والتي تحتاج إلى كفاءات تكون في مستوى المسؤولية الكبيرة. فؤاد محيب (مصمم أزياء) صوتنا أمانة التصويت ضروري لقطع الطريق على الوصوليين والانتهازيين، سواء كانوا من المترشحين الذين لم يقدموا أي نتيجة تحفظ ماء وجههم سوى الاغتناء على حساب معاناة السكان وخدمة مصالحهم، أو الناخبين الذين يبيعون ضمائرهم وأصواتهم ب200 درهم لمنح صوتهم لترجيح كفة فلان وعلان حتى وإن كان فاشلا وفاسدا. ولمناسبة الاستحقاقات المقبلة، نتمنى من زعماء الأحزاب السياسية منح التزكية للكفاءات عوض "مالين الشكارة"، كما يجب دعم الشباب عن طريق منحهم الفرصة للترشح وترؤس اللوائح الانتخابية، سواء في الجماعات أو البرلمان أو الجهة، حتى يتم التداول وتغيير وجوه لم تقدم أي نتيجة تذكر. إبراهيم (مسير مقهى) استقاها : محمد بها

شهادات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"أوديو" طائش يفضح خيانة زوجية

هل يحقق الوداد "ريمونتادا" النهائي؟

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات