عاصمة البوغاز… الاستثمار الذكي

أوراش مفتوحة وميناء ضخم وقطار فائق السرعة وجاذبية قوية لكبريات الشركات شهدت طنجة، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش في 1999، تحولا جذريا تجسد على أرض الواقع بأوراش بنيوية كبرى ومشاريع مهيكلة من قبيل المركب المينائي طنجة المتوسط، وميناء طنجة الترفيهي، والقطار فائق السرعة "البراق"، والمدينة المستقبلية "طنجة تيك"، بالإضافة إلى برامج التسريع الصناعي، التي أعطت دفعة قوية للإقلاع الاقتصادي بالمدينة والمناطق المجاورة، وجعلت من المدينة قطبا رائدا في مجال التنمية المستدامة على المستويين الجهوي والوطني، ووجهة مفضلة للإقامة والسياحة والاستثمار. وعرفت طنجة وضواحيها، خلال العقدين الماضيين، تحولات جذرية عميقة في بنياتها التحتية الأساسية، وشهدت طفرة نوعية في مجالات متعددة، شملت الصناعة والتجارة والنقل والسياحة وقطاع الخدمات اللوجيستية والاجتماعية والثقافة... مستفيدة بشكل ناجع من موقعها الإستراتيجي على مفترق الطرق بين إفريقيا وأوربا والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ما جعل منها أرضية مواتية لاستقطاب الاستثمارات، والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة الشمالية بنظرة استشرافية. وحافظت المدينة، على مدى السنوات الماضية، على وتيرة نمو مطرد، جعلها ترتقي لثاني أهم قطب اقتصادي وصناعي بالمملكة بعد البيضاء، لتوفرها على مناطق صناعية متعددة تحتضن شركات كبرى رائدة في قطاعات السيارات والطيران والإلكترونيات وصناعة الأغذية والنسيج والألبسة... إذ أصبحت الآن محطة لوجستيكية عالمية ووجهة جاذبة للاستثمار، بفضل ما تتوفر عليه من تجهيزات أساسية ومرافق حيوية وفضاءات ترفيهية ورياضية وثقافية واجتماعية متنوعة. ويعتبرميناء طنجة المتوسطي، الذي أعطى انطلاقة أشغاله الملك محمد السادس في 2003 وأشرف على افتتاحه في 2007، الورش الأكثر دلالة على التحولات الإستراتيجية التي عرفتها المدينة، وتمت بلورته ليكون قاطرة إستراتيجية للتنمية، إذ في زمن قصير صنف أكبر ميناء في إفريقيا، من حيث حجم الحاويات، والأول متوسطيا من حيث الطاقة الاستيعابية، والـ 45 على المستوى العالمي من بين 500 ميناء دولي. ويتموقع الميناء الكبير في منطقة إستراتيجية مطلة على مضيق جبل طارق في مفترق يعد ثاني المسارات البحرية الأكثر استعمالا وتدفقا في العالم، ومعبرا عالميا يربط بين الشرق والغرب، وبين أوربا وآسيا وإفريقيا وأمريكا، ويعرف عبور نحو 100 ألف سفينة في السنة، ليسجل بذلك نحو 20 بالمائة من تدفق حركة الحاويات عبر العالم. واستطاع مركب طنجة المتوسط، الذي يعد بوابة حقيقية لولوج المغرب، أن يرفع من طاقته في وقت وجيز إلى ثلاثة أضعاف وصولا إلى أزيد من 9 ملايين حاوية (إي. في. بي)، عقب إطلاق عمليات استغلال المحطات الجديدة لطنجة المتوسط 2، التي خصصت لها استثمارات بقيمة 1.3 مليار يورو، ليصبح أكبر ميناء في إفريقيا بحجم مناولة سنوية تقدر بـ 3.5 ملايين حاوية، وبطاقة استيعابية تقدر بـ 52 مليون طن، ويتبوأ بذلك عرش موانئ البحر الأبيض المتوسط، بعد تفوقه على المينائين الاسبانيين، الجزيرة الخضراء وفالنسيا. كما تتوفر طنجة على مناطق حرة ومجمعات صناعية كبرى، أهمها المنطقة الحرة لطنجة، وطنجة أوطوموتيف، ومنطقة التجارة الحرة للخدمات اللوجستية، ومنطقة ملوسة، التي تحتضن مئات الشركات والوحدات الصناعية العالمية، من بينها الشركة الفرنسية لصناعة السيارات "رونو"، التي توجه معظم إنتاجها للتصدير انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط ، وتحقق حجم معاملات سنوي في حدود مائة مليار درهم. وبحكم قربها من أوربا والأسواق العالمية، وتوفرها على مجمعات صناعية ولوجستية وبنية تحتية على أعلى مستوى، استقرت بطنجة أكبر الشركات العالمية ومقاولات في مجالات الصناعة السيارات واللوجستيك والخدمات، وكذا أبرز مصنعي مكونات الطائرات في العالم، بالإضافة إلى قطاع الإلكترونيات والنسيج وصناعة الملابس والمواد الغذائية وقطاعات الخدمات... وهو ما وفر أكثر من 80 ألف منصب شغل مباشر، وساهم في تقليص معدل البطالة بالمنطقة إلى 7.8 في المائة، في حين يصل المعدل الوطني إلى 9.6 في المائة. المختار الرمشي (طنجة)

عاصمة البوغاز… الاستثمار الذكي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غاموندي يبحث عن حل لنزاعه مع الحسنية

مدربو آسفي دون أجور

مقالات ذات صلة