إنتاج السيارات بلغ 209 آلاف و769 بمصنع طنجة والمغرب الأول عربيا أعطى المخطط الوطني لإعداد التراب لطنجة عدة تخصصات صناعية واقتصادية، تهم مجالات صناعة وتجهيز السيارات ومعدات الطائرات والطاقات المتجددة واللوجستيك... وحظيت بهذا الاهتمام بحكم موقعها الإستراتيجي والفريد بمضيق جبل طارق، وقربها من الأسواق الأوربية والعالمية، لتصبح في وقت وجيز قطبا متكاملا للتجارة والصناعة في شمال إفريقيا، ومركزا دوليا لتوطين المؤسسات والشركات والمقاولات المتعددة الجنسيات.. وهذه الفلسفة، بالإضافة إلى سياسة إحداث مناطق صناعية حرة متنوعة ومجهزة، مكنت طنجة من الانفتاح وجذب استثمارات أجنبية مباشرة هامة، على رأسها مصنع "رونو" للسيارات، الذي يعتبر بحجمه وسعته أكبر معمل بإفريقيا والعالم العربي، وبوأ المغرب الرتبة الأولى عربيا، والثانية إفريقيا، والثامنة والعشرين عالميا من حيث صناعة السيارات بإنتاج بلغ السنة الماضية (2020) 209 آلاف و769 سيارة ومركبة. ويشهد مصنع المجموعة الفرنسية "رونو" في طنجة، الذي أحدث في فبراير من 2012 على مساحة 300 هكتار تقع بمنطقة ملوسة التابع للنفوذ الترابي لعمالة الفحص- أنجرة، ازدهارا سريعا باعتماده على يد عاملة شابة ومؤهلة لمواكبة كل التقنيات الصناعية الحديثة المستعملة، التي تتطلب اندماج عدة مسارات تكنولوجية ذكية، وتتماشى مع أهداف مخطط التسريع الصناعي، الرامية إلى الارتقاء بجودة وكفاءات قطاع السيارات المغربي. ووقع الاختيار على موقع ملوسة، الذي تفصله 30 كيلومترا عن ميناء طنجة المتوسطي، لامتلاكه موقعا جغرافيا إستراتيجيا يبعد بحوالي نصف ساعة فقط عن أكبر ميناء في المغرب وأفريقيا، ما يسهِل بشكل كبير من عملية نقل السيارات المصنعة الجديدة بواسطة القطارات، وإيصالها في أقرب وقت ممكن إلى الميناء لتصديرها إلى أوربا وبعض البلدان في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج، وكذا شمال إفريقيا ودول من أمريكيا الجنوبية ككوبا. وأكد مارك ناصيف، المدير العام لمصنع "رونو المغرب"، أن "مصنع طنجة هو واحد من أفضل 5 مواقع إنتاج للمجموعة، وبرز بشكل سريع جدا، وتحول إلى لاعب رئيسي في السوق المغربية والدولية، إثر مجيء عدد من المزودين الأجانب، الذين ساهموا في إعلاء شأن النظام الصناعي بالمنطقة والرفع من حجم الإنتاج بجودة عالية". وأعلن ناصيف، في لقاء صحافي عقده، أخيرا عن بعد، أن إنتاج المصنعين التابعين للمجموعة بلغ سنة 2020، حوالي 277 ألفا و474 مركبة، أنتج منها 209 آلاف و769 بمصنع طنجة و67 ألفا و705 بمصنع رونو "صوماكا" بالبيضاء، لتحافظ "رونو المغرب" على ريادتها بحصة 40% من السوق للسنة الرابعة على التوالي، رغم التعليق المؤقت لنشاط المصنعين، جراء تطبيق الإجراءات الصحية المرجعية والترتيبات التنظيمية الخاصة بالوقاية من ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻌﺪوى ﺑﻔﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪ. وأوضح ناصيف، الذي كان يتحدث عن حصيلة المجموعة لسنة 2020، أن انخفاض الإنتاج، وتراجع صادرات المجموعة وصل إلى 30% مقارنة بـ 2019، مؤكدا أن انخفاض الإنتاج سببه تباطؤ الطلب الدولي في سوق شديدة التقلب، ونتيجة لطول الأزمة الصحية التي يعيشها العالم واتسعت رقعتها في السنة الأخيرة. وأبرز ناصيف أن مجموعة "رونو المغرب" ستواصل خلق القيمة المضافة بإعطاء دفعة قوية لمنظومتها الاقتصادية لصناعة السيارات، والسير على الطريق الصحيح الذي سيمكنها من الوفاء بالتزاماتها اتجاه المغرب، الذي تعتبره المجموعة، ركنا من أركان تنافسيتها الصناعية وفاعلا محوريا في خطتها الإستراتيجية الجديدة "رونوليسيون". المختار الرمشي (طنجة) علامات جديدة كشفت المجموعة، الشهر الماضي، عن الطرازين الجديدين "رونو إكسبريس الجديدة" و"رونو إكسبريس فان"، المصنوعين بمعمل "رونو طنجة المتوسط"، وهما طرازان غير مسبوقين يقدمان فرصا جديدة للسوق الوطنية والدولية، ويمكنان من تحقيق إشعاع علامة "صنع في المغرب". ويأتي إحياء هذه السيارة، التي تعتبر واحدة من السيارات الرمز للمجموعة بالمغرب، والنسخة المرجعية بالنسبة للصناع التقليديين والتجار، وفق تطلعات جديدة تسعى لتصنيع عربة بدرجة عالية من الاندماج المحلي، وبتوافق أفضل بين السعر والخدمات المقدمة، وذلك تماشيا مع أهداف مخطط التسريع الصناعي، الرامية إلى الارتقاء بجودة وكفاءات قطاع السيارات المغربي. يذكر أن إطلاق تصنيع السيارتين "إكسبرس" و"فان إكسبرس" الجديدتين، عزز معمل رونو طنجة من عملية التحول الذي طرأ على العتاد الصناعي، وقوى موقعه كمعمل من صنف 4.0، إذ اتسم تصنيع هاذين الطرازين بتطورات عرفتها ورشة الصفائح المعدنية، بإضافة 32 إنسان آلي (روبو) في محطات التجميع النهائي.