زعيم مافيا دولية استقر بالمغرب ومارس فيه التجارة

الشرطة المغربية ساعدت نظيرتها البلجيكية في حل لغز أكبر سرقات القرن من القضايا المثيرة التي أنجزها الأمن المغربي، في السنة الجارية، كشف هويات عصابة دولية للسطو المسلح، نفذت عملية إجرامية كبيرة بمطار بروكسيل، واستولت على ذهب وألماس ببلجيكا بقيمة 300 مليون أورو، كان موجها إلى سويسرا. إذ قادت الأبحاث التي بوشرت من قبل الأجهزة الأمنية إلى الوصول إلى (م. ب) الرأس المدبر، الذي لم يكن إلا فرنسيا صاحب شركة لبيع السيارات بالمغرب ومطعم بحي المعاريف بالدار البيضاء. ظلت أكبر عملية سرقة نفذت بمطار بروكسيل في فبراير الماضي، لغزا محيرا للشرطة الدولية، سيما بالبلد الذي وقعت فيه. ونفذت العملية بإتقان وحرفية كبيرين، أبانت عن تخطيط مسبق وسرعة في التنفيذ، إذ أشارت الأبحاث التي بوشرت بعد وقوع الحادث إلى أن أفراد العصابة كانوا عشرة أثناء تنفيذ العملية، وانتحلوا صفة أفراد شرطة، وكان بعضهم يرتدي صدريات خاصة بالأمن البلجيكي، واستعملوا سيارتين شبيهتين بتلك المتوفرة لدى الشرطة البلجيكية، ليفلحوا في اختراق المطار وفي أقل من خمس دقائق نفذوا العملية واستولوا على شحنة ألماس خام وذهب، كان منتظرا تحميلها في طائرة متوجهة إلى مطار زوريخ بسويسرا، وحددت قيمتها في 300 مليون أورو، ثم لاذوا بالفرار على متن سيارتين كان سائقاها مستعدين للانطلاق.واصطدمت الشرطة البلجيكية بعد وقوع الحادث بمجموعة من العوائق التي حالت دون الوصول إلى الجناة بالسرعة الكافية ولا حتى تحديد هوياتهم، وتجلت الصعوبات التي لاقتها المصالح الأمنية البلجيكية، في أن أفراد العصابة الذين أنيطت بهم سرقة الشحنة، كانوا مقنعين، وأن الهجوم وقع ليلا، ناهيك عن عدم وعدم وجود كاميرات في الأماكن التي كان الحادث مسرحا لها داخل مطار بروكسيل، وهي أمور عقدت التحقيق، وزادها العثور على السيارتين المستعملتين في هروب الجناة، محروقتين بخلاء بعد أربعة أيام من حادث السطو.واستمرت الأبحاث في بلجيكا لاقتفاء أثر المجرمين، وذاع الخبر في القنوات التلفزيونية والصحف العالمية، قبل أن يأتي حل اللغز من غرب شمال إفريقيا وبالضبط من المملكة المغربية حيث اهتدت الأجهزة الأمنية إلى زعيم العصابة، الذي لم يكن إلا الفرنسي المعروف برحلاته المكوكية بين المغرب وبلده، والذي لا يتوفر على بطاقة إقامة. وتمكنت مصالح الشرطة المغربية بعد تحريات وأبحاث متواصلة حول أجانب مشكوك في نشاطهم، من تحديد هويات بعض المتهمين، سيما الفرنسي (مارك. ب)، الذي تبين أنه العقل المدبر لأكبر عمليات سرقة في القرن، والذي كشفت الأبحاث أنه كان يتردد بشكل دوري على المغرب وهو صاحب شركة لبيع السيارات بالمغرب ومطعم بحي المعاريف، إضافة إلى شخصين شاركاه في العملية نفسها وهما بلجيكيان من أصل مغربي ويتعلق الأمر ب (ح. ب)، معروف بسوابقه ببلجيكا في السرقة باستعمال السلاح الناري، ثم (ط. ب)، إضافة إلى معلومات أخرى قدمت إلى سلطات البلد الذي يباشر البحث، في إطار التنسيق الأمني البلجيكي المغربي.وأخذت الأجهزة الأمنية البلجيكية وقتها الكافي بعد توصلها بالمعلومات من نظيرتها المغربية، إذ أجرت تنسيقا بينها ونظيرتيها الفرنسية والسويسرية، حسب جنسيات المشتبه فيهم، بعد أن أدركت صحة المعلومات المقدمة من الجانب المغربي، قبل القيام بعمليات الإيقاف في ليلتي سابع وثامن ماي الماضي.واستغلت المعلومات الدقيقة التي وفرها المغرب، لتنطلق في استكمال التحقيقات، وتتمكن بتنسيق مع الشرطة الفرنسية، في ماي الماضي، أي بعد شهرين ونصف من تنفيذ جريمة السطو، من إيقاف الفرنسي مارك، ببلده في مدينة ميدز على متن سيارة من نوع "بورش باناميرا"، وحجزت لديه مبلغ مالي مهم قدر في 60 ألف أورو، كما أوقفت صديقه السويسري، (ب. ب) وضبطت بحوزته مبالغ مالية وثلث البضاعة المسروقة.وتواصلت الإيقافات لتشمل 31 عنصرا إجراميا، أغلبهم من بلجيكا، تبين أنهم شركاء في الهجوم المسلح على المطار في 18 فبراير الماضي.واسترسالا في البحث، اهتدى الأمن المغربي إلى تاجر ذهب بالدار البيضاء، تبين أنه اقتنى كمية من المسروقات ليعيد تصنيعها، إضافة إلى معلومات أخرى. جرى البحث فيها لتحديد مسارات المسروقات. المصطفى صفر

زعيم مافيا دولية استقر بالمغرب ومارس فيه التجارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أجانب في ضيافة الأمن

مافيا الحدود تقلق الأجهزة الأمنية

مقالات ذات صلة