صناعة الخبز… صمام الأمن الغذائي

140 مليارا لدعم قطاع الحبوب وتوفير الدقيق بأسعار في المتناول يلعب قطاع المخابز والحلويات دورا إستراتيجيا داخل المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، إذ يوفر عشرات الآلاف من مناصب الشغل القارة وغير المباشرة، ويساهم في الموارد الضريبية، سواء على المستوى المحلي أوعلى الصعيد الوطني. ويلعب القطاع دورا هاما في الحفاظ على السلم الاجتماعي، من خلال توفير مادة الخبز، التي تعتبر مادة أساسية، بسعر في المتناول، إذ لا يتجاوز سعر الوحدة 1.20 درهم، وذلك منذ سنوات، رغم الارتفاع المتواصل لتكلفة الإنتاج، ما أثر على التوازنات المالية لعدد من الوحدات. وتوصلت القطاعات الحكومية المعنية إلى صيغة توافقية مع الجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب، بشان عقد برنامج يهم الفترة الممتدة ما بين 2018 و2022، الذي خصص له غلاف مالي يناهز 80 مليار سنتيم. ويتضمن عقد البرنامج عددا من المحاور التي تروم عصرنة القطاع وإدماج الوحدات، التي تعمل في الاقتصاد غير المهيكل وضمان التكوين للعاملين بالقطاع والتغطية الاجتماعية والجوانب التي تهم كلفة الإنتاج، مثل الطاقة والمواد الأولية وعددا من المحاور الأخرى. وكلفت الحكومة مكتبا متخصصا لدراسة وضعية القطاع، أبانت خلاصاتها أن رقم معاملات أزيد من نصف العينة عرف تراجعا خلال السنوات الأخيرة، وأرجعت ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية، مشيرة إلى أن تكاليف المواد الأولية تمثل 25 % في كل قنطار من الدقيق يتم تحويله إلى خبز. وأوضحت الدراسة أن المخابز العصرية أكثر تضررا من ارتفاع أسعار المواد الأولية، إذ تراجعت أرباحها أكثر من المخابز التقليدية. ويأتي التفاوض حول عقد برنامج، من أجل مواكبة أرباب المخابز والحلويات لتجاوز الصعوبات والحفاظ على سعر الخبز في المتناول وضمان عدم الزيادة في أسعاره. ويستفيد قطاع القمح اللين من الدعم بناء على سعر مرجعي يحدد للإنتاج الوطني ولتسويقه، وتتحمل الدولة الفارق بينه وبين السعر الذي يصل به القمح اللين إلى المطحنة، إضافة إلى تكاليف التخزين. ويخصص دعم على مستوى الواردات، من خلال التعويض الجزافي إذا تجاوز سعر القمح المستورد المستوى الذي تحدده السلطات المعنية عند وصول القمح إلى الميناء. ويهم الدعم الذي تخصصه الدولة لقطاع الحبوب أسعار الدقيق الوطني الموجه للفئات المعوزة، ومنحة التخزين وتكاليف النقل. ويكلف دعم الدقيق الوطني ما لا يقل عن 140 مليارا سنويا، علما أن الدعم يشمل كل حلقات الإنتاج. واستثمرت مجموعة من المطاحن مبالغ هامة، من أجل تطوير آليات إنتاجها، إذ تمكنت من تنويع منتوجاتها، ما يسمح لها بضمان هامش ربح بالنسبة إلى هذه الأصناف الجديدة من مادة الدقيق، علما أن هناك طلبا عليها، بالنظر إلى التحولات النوعية التي طرأت على العادات الاستهلاكية للمواطنين، في حين أن الدقيق الوطني المدعم، يوجه إلى المناطق التي تعرف ارتفاعا في مستوى الفقر. عبد الواحد كنفاوي

صناعة الخبز… صمام الأمن الغذائي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المقرئ أبوزيد يفر من لجنة الداخلية

تحت الدف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات