حكومة بنكيران… سنة ونصف من الوعود

الحكومة عجزت عن رفع وتيرة الإصلاحات وفشلت في تنزيل الدستور وهمشت المعارضة ارتكب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة أخطاء "قاتلة"، منذ توليه مهام قيادة الحكومة الحالية منذ سنة ونصف، تسببت له في متاعب وخلافات أضفت طابع الهشاشة على الائتلاف الحكومي، وكادت تعصف به بعد قرار المجلس لوطني لحزب الاستقلال، القاضي بالانسحاب من الحكومة، لولا دعوة جلالة الملك محمد السادس قيادة حزب الاستقلال إلى الإبقاء على وزرائه في الحكومة لضمان سيرها العادي. لقد نبه الاستقلال في وقت مبكر إلى أعطاب الحكومة، متحدثا عن غياب التنسيق في تقديم مقترحات القوانين، والقرارات الأحادية المتخذة في قضايا حساسة مثل الزيادة في أسعار المحروقات، والإعلانات المنفردة بخصوص ملفات الإصلاح من قبيل إصلاح المقاصة، ووضع مخطط تشريعي دون تداول داخل الأغلبية.دق الاستقلال ناقوس الخطر دون أن تكون هناك استجابة حقيقية من طرف رئيس الحكومة، الذي بدا عاجزا عن ضمان الانسجام داخل أغلبيته الحكومية، خاصة في الأسابيع والشهور الأولى من عمر الحكومة.وظهر تنافر واضح داخل الأغلبية تجلى في حرب التصريحات والتصريحات المضادة والتعبير عن مواقف وأراء مختلفة، كرس "ظاهرة" عدم الانسجام داخل الحكومة، وأدت الاجتماعات المكثفة للأغلبية إلى حل المشكل نسبيا، فتوقفت حروب التصريحات والتأويلات، والانتقادات والانتقادات المضادة، بعد تراجع عدد من الوزراء إلى الوراء، ممتنعين عن الإدلاء بتصريحات، لكن الخلافات سرعان ما طفت على السطح مجددا بين بعض مكونات الأغلبية. ومن بين أخطاء بنكيران تعاطيه مع الشأن الحكومي بمنطق حزبي، مما جر عليه غضب حلفائه في الحكومة، إذ نبه حزب الاستقلال إلى التبعات الكارثية لذلك، خاصة أن بنكيران لم يستوعب أنه أصبح رئيسا للحكومة، وبالتالي عليه أن يراعي الطيف السياسي برمته، ويُغلب مصالح كل المواطنين بمختلف قناعاتهم السياسية والإيديولوجية، وليس مخاطبة حزبه وإرضاء ناخبيه.أهمل بنكيران طلبات ثاني قوة انتخابية في المغرب، وهي الاستقلال الذي دعا بنيكران إلى الجلوس لمراجعة الطريقة المتبعة في تدبير الشأن الحكومي، إلا أن بنكيران تجاهل هذه المطالب، ما أغضب حليفه الأساسي ونتج عن ذلك قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي أحدث زلزالا حكوميا، ما تزال تبعاته متوا صلة، إذ أصبح الاستقلال عمليا يمارس معارضة غير مهادنة يعبئ لها فريقه البرلماني والجريدة الناطقة باسمه. وعجزت الحكومة عن رفع وتيرة الإصلاحات وتنزيل الدستور خاصة بالنسبة إلى القوانين التنظيمية التي لم يصدر منها سوى قانونيين تنظيميين، رغم مرور أزيد من سنة ونصف من عمر الحكومة ، كما أن لا رؤية في الأفق حول إصلاح المقاصة وأنظمة التقاعد، والإصلاح الضريبي، والانتخابات... واتهم فاعلون سياسيون بنكيران بتهميش المعارضة رغم المكانة المتميزة التي خولها لها الدستور، إذ ينص الفصل 60 منه على أن المعارضة مكون أساسي وتشارك في وظيفتي التشريع والمراقبة ونص الفصل 69 على تخصيص رئاسة لجنة أو لجنتين على الأقل، للمعارضة. وأظهرت الحكومة، كذلك، عدم اهتمامها بالتشريع الصادر عن النواب، رغم تنصيص الدستور على أنه يخصص يوما واحدا على الأقل في الشهر لدراسة مقترحات القوانين، ومن بينها تلك المقدمة من قبل المعارضة.والخلاصة أن المعارضة بالبرلمان مستاءة من التعاطي الحكومي مع المؤسسة التشريعية التي تتسم بالاستعلاء، وهو ما نبهت إليه في أكثر من مناسبة، كان آخرها طلب رفع الجلسة العامة بمجلس المستشارين، الثلاثاء الماضي من قبل فريق الأصالة والمعاصرة احتجاجا على "الدونية " التي تتعامل بها الحكومة مع البرلمان، وعدم استجابة عدد من الوزراء لطلبات الفريق بحضورهم إلى اللجان للتداول في عدد من القضايا.وكان الفريق البرلماني للأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، اتهم الحكومة، في عدة مناسبات، بالاستخفاف بدور مجلس المستشارين، مؤكدا أنها تتعامل معه باحتقار غير مبرر.وقال الفريق بمناسبة مناقشة قانون المالية لسنة 2012، إن ضعف الجاذبية التي واكبت مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2012 بمجلس المستشارين سببه إرادة الحكومة في إضعاف وتبخيس دورهذه المؤسسة. وتأسف أن الميزانية لم تُناقش بالجدية والحماس المألوفين، بسبب الاستخفاف الحكومي بمجلس المستشارين. وبين مناقشة قانون المالية لسنة 2012 و2013 لم يكد يتغير شيئ في تعاطي الحكومة مع المؤسسة التشريعية، إذ ثارت ثائرة فرق المعارضة،مجددا، خاصة بمجلس المستشارين، الذي عرف انتفاضة فريق الأصالة والمعاصرة ضد ما أسماه تهميش الحكومة لمؤسسة البرلمان وعدم استجابة أعضاء الحكومة لطلبات الفريق باستدعاء عدد من الوزراء على مستوى اللجان الدائمة للتداول في قضايا طارئة وجوهرية. جمال بورفيسي

حكومة بنكيران… سنة ونصف من الوعود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مواطنون يحاكمون حكومة بنكيران

القاعات السينمائية تعيد عرض "ماجد"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات