النقل العمومي … كورونا بين الركاب

الازدحام يسقط أسطورة 50 بالمائة والإجراءات الاحترازية الجديدة تعمق الأزمة لم يعد يخفى على أحد أن البيضاء، تعيش مفارقة غير مسبوقة، تتمثل في عدم قدرة السلطات على تحمل تبعات إجبار المواطنين على إخلاء الفضاء العام، وتقليص حجم الإنتاج الاقتصادي، كما أن منشأتها الصحية ومواردها البشرية لم تعد قادرة على استيعاب الضغط المتزايد، خاصة أن العاصمة الاقتصادية أصبحت تتربع على عرش الإصابات كل يوم، منذ أسابيع عديدة، رغم حالة الطوارئ المفروضة. ومن مظاهر هذه المفارقة العجيبة، نجد أن وسائل النقل تعكس صورة واضحة لها، إذ كانت المدينة تعرف أزمة ونقصا في وسائل النقل العمومي، وتشهد ازدحاما كبيرا في أوقات الذروة خصوصا، لكن الجائحة زادت من حدة أزمة النقل العمومي، إذ بمجرد إلقاء نظرة على محطات الحافلات أو سيارات الأجرة الكبيرة وكذا الطرامواي، تسقط أسطورة الإجراءات الاحترازية، التي تتردد على أفواه مسؤولي العاصمة الاقتصادية. حافلات موقوتة في صفوف تمتد لعدة أمتار، كان عشرات الركاب، ينتظرون حافلة تقلهم نحو وجهتهم، في محطات الحافلات المقابلة لمقاطعة سيدي بليوط بشارع أنفا، فرغم الإجراءات الاحترازية، التي تؤكد عليها السلطات بشكل يومي، إلا أن قاعدة التباعد الاجتماعي، غير محترمة بشكل كامل، كما أن جزءا كبيرا من الراغبين في السفر لا يضعون الكمامات. ولا يمكن إلقاء اللوم في عدم احترام التباعد الاجتماعي على المواطنين فقط، إذ أن الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى العاصمة الاقتصادية، أدت بشكل غير مباشر إلى تشجيع الازدحام، إذ أن وسائل النقل العمومية، تنقطع بعد الثامنة مساء، في وقت أن هناك الكثير من العمال وغيرهم، ممن لا ينتهون من عملهم إلا بعد السادسة أو السابعة مساء، وهو ما يؤدي إلى ازدحام كبير. وعكس أوقات الذروة فإن محطات الحافلات، تكون خاوية على عروشها، إلا أنه بعد الرابعة عصرا، يبدأ المسافرون في التوافد على المحطات، ويدوم هذا الواقع إلى ما بعد الثامنة مساء، وهو ما ينذر بانتشار متزايد للوباء. اكتظاظ وفوضى ولم تسلم سيارات الأجرة بدورها من واقع الازدحام، وغياب تام للتباعد الاجتماعي، إذ أن جل المحطات تعرف ازدحاما غير مسبوق في الفترة المسائية والصباح الباكر، إذ يلاحظ الزائر لعدد من المحطات حجم الفوضى، التي لا تخطئها العين، خاصة في بعض المحطات المعروفة، باستقبال عدد كبير من المسافرين بشكل يومي، من قبيل المحطة المجاورة لفندق "حياة ريجنسي"، التي تقل المواطنين من مركز المدينة، نحو مقاطعة سيدي البرنوصي. وهناك اكتظاظ كبير أيضا بمحطات سيارات الأجرة، الواقعة في شارع الجيش الملكي، إذ تجد أن المواطنين منتظمون في طوابير طويلة، ينتظرون دورهم، الذي قد لا يأتي إلا بعد ساعة من الزمن أو أكثر، بالنظر إلى العدد الكبير للمسافرين. وتنسحب ظاهرة غياب التباعد الاجتماعي، على الطرامواي أيضا، إذ تشهد معظم المحطات التي زارتها "الصباح" ازدحاما كبيرا، وهو ما أصبح يطرح السؤال حول جدوى الإجراءات الاحترازية المتخذة بالعاصمة الاقتصادية، خاصة في ما يتعلق بملف النقل العمومي، إذ يمكن أن تكون هذه التدابير عاملا مساعدا على نشر الوباء، بدل الحد منه. عصام الناصيري

النقل العمومي … كورونا بين الركاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ميزانيات جماعات مفبركة لإخفاء الفشل

الرصد الوبائي ليوم الإثنين … 2526 حالة جديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات