شرعت سريات الدرك الملكي صاحبة النفوذ على تراب جماعات قروية في تراب إقليم مديونة والمحمدية، في إحصاء بؤر جديدة للبناء العشوائي، بالتزامن مع حملة تهدف إلى حملة إخفاء معالم مخالفات التعمير بـ "الجير" والبلاستيك الأسود تورط رجال وأعوان سلطة. وعلمت "الصباح" أن درك المحمدية أجرى معاينات وأنجز تسجيلات لأوراش سرية، عمل أصحابها على إخفاء البنايات الحديثة بقطع بلاستيك من الحجم الكبير تستعمل في البيوت الزراعية أو غطاء للتبن، بعد أن تسرب إليهم خبر حملة الدرك في مناطق نفوذ أعوان سلطة، اشتهروا بالتحريض على البناء العشوائي. وأظهر بعض رجال السلطة وأعوانهم ممانعة للانخراط في الحرب المعلنة من قبل العمال على البناء العشوائي، كما هو الحال بالنسبة إلى جماعة سيدي موسى بنعلي التابعة لتراب عمالة المحمدية، إذ اكتفت السلطات بعمليات هدم صورية في مواجهة حصيلة وصلت في دوار العثامنة فقط، إلى 12 بناء جديدا في 3 أيام. ولم يحرك بعض القياد ساكنا في مواجهة أوراش مفتوحة ليل نهار، بذريعة أنها استغلاليات فلاحية، في حين أن الأمر يتعلق فقط بمواقع بناء أحيطت بسياجات من البلاستيك، وزودت بعدادات كهربائية، دون رخص وقبل الحصول على شهادات السكن، كما شرع بعض أصحابها في حفر آبار بذريعة إنشاء منابت. وعلمت "الصباح" أن أعوان سلطة يحاولون إخفاء "صناديق" إسمنتية ضخمة لا تقل مساحتها عن 200 متر شيدت في وقت وجيز، من قبل وافدين جدد يحظون بحماية "مقدم" شيد له ولأقاربه تجمعا عشوائيا يضم مستودعات معدة للكراء ملئت بالمواشي للتمويه، وبلغت سطوته حد منع تنفيذ حكم قضائي بتحرير الطريق الإقليمية رقم 2630. ولم يتردد أعوان سلطة محالون على التحقيق في استغلال فرصة الإبقاء عليهم في مناطق نفوذهم، إلى حين إنهاء فترة تدريب المرشحين الجدد، من أجل طمس معالم المخالفات المسجلة بصور طائرات بدون طيار، التي كشفت أن أصحاب الأوراش المشبوهة يعمدون إلى حجب البنايات الجديدة باستعمال واقيات البلاستيك ومربعات التبن "البال". وكشفت التحريات أن مقدما يدعى (م .خ) يضمن لزبنائه الإفلات من كل أنواع الرقابة، سواء من قبل لجان التعمير في المجالس الجماعية المعنية، أو ممثلي سلطة الوصاية، أو حتى اللجان المركزية، التي قامت بعشرات الجولات، دون المرور على بؤر البناء العشوائي. وحجزت سريات الدرك الملكي شاحنات مشبوهة محملة بمواد البناء كانت تتحرك حول بؤر البناء العشوائي، بعد تسارع كبير في وتيرة التوسع العمراني غير المرخص، ووصل الأمر بالنسبة إلى بعضهم إلى القضاء، كما هو حال "مقدم" دوار "العثامنة"، الذي يواجه شكايات بالتحريض على البناء العشوائي. ياسين قُطيب