بورتري: باشا سيدي مومن … نداء الواجب

يقول ابن خلدون " الأوقات الصعبة تصنع رجالا أقوياء"، وهي الحقيقة التي تجلت بشكل صريح بعد إعلان المغرب حالة الطوارئ، للحد من تفشي وباء "كورونا". رجال الدولة والأمن والسلطة المحلية والجيش والدرك والقوات المساعدة، الكل تجند للتصدي لهذا الوباء، دون تردد أو مزايدات مجانية في هكذا ظرف حالك، مقدمين دروسا في التضحية والوفاء، في وقت احتمت فيه الخفافيش بمغاراتها، خوفا من العدوى، وشرعت في تبخيس تضحياتهم خلف الحواسيب. سرق باشا منطقة سيدي مومن، وقياد وخلفان وأعوان السلطة، وعناصر الأمن والجيش والقوات المساعدة من أعلى الرتب إلى أصغرها، الأنظار في هذه المرحلة المفصلية بالمغرب، إذ يبذلون مجهودات خرافية لتفعيل الحجر الصحي، من الثامنة صباحا إلى منتصف الليل، غير آبهين بالأخطار التي تهدد حياتهم وعائلاتهم، الأهم في نظرهم أن ينجو المغرب من هذه الحرب، التي قد تطيح بضحايا، لكن نداء الواجب يحتم عليهم الصمود والتضحية ومواجهة الصعاب. بروح معنوية عالية، يشرف المصطفى الحصاد باشا رئيس الدائرتين الحضريتين الأزهر والمحطة، على كل صغيرة وكبيرة، بداية بالحفاظ على سير عمل المرافق التي تحت إمرته، والمشاركة في الحملات اليومية لفرض الحظر الصحي، مجهود كلفه وعناصره الكثير من الجهد والوقت، بروح وطنية عالية ودون تأفف. عاش الباشا الحصاد في بداية تفعيل الطوارئ، رفقة عناصره توترا خاصا، بحكم أنه يشرف على منطقة يهيمن عليها البناء العشوائي، إذ كان هناك تخوف من عدم التزام المواطنين بالتعليمات، لكن مع مرور الوقت، وبقليل من الصبر والتضحية تمت السيطرة على الوضع، وقلت حالات خرق الحظر. يحرص الباشا على اتباع إجراءات السلامة خلال العمل، لتفادي أي مفاجأة من الفيروس القاتل، إذ يلزم عناصره بارتداء الأقنعة الطبية، وحمل المعقمات، واحترام المسافة بينهم، لكن رغم هذه الإجراءات، يظل خطر العدوى قائما، بحكم أن المنطقة تشهد أبنية وأسواقا عشوائية، فيجدون أنفسهم أمام مشاحنات مع المواطنين، خصوصا الباعة الجائلين، الرافضين لتطبيق القانون، صحيح أنه يتم حل الخلافات بلباقة لتفادي أي احتقان، لكن بعض المواطنين، الذين اعتادوا الفوضى، يتورطون في سلوكات تهدد حياتهم وحياة مسؤولي ورجال السلطة، إذ منهم من يعتمد التجمهر، وآخرون يصرون على المجادلة وجها لوجه، رغم تنبيههم بضرورة احترام المسافة القانونية. وإلى جانب المعارك بالشارع، يخوض الباشا معركة أخرى حاسمة، وهي تفادي نقل العدوى إلى أفراد عائلته لحظة عودته إلى منزله، إذ يتبع إجراءات صارمة حرمته مؤقتا من دفء الأسرة، بداية بالتخلص من ملابسه وحذائه، والاستحمام، ورغم هذه الإجراءات، إلا أنها غير كافية، إذ تعمد إغلاق غرفة نومه نهائيا عن ابنه، ومشاركته الحديث عن بعد، بل منع نفسه من ولوج باقي الغرف، لكن كل شيء يهون في سبيل الوطن. مصطفى لطفي

بورتري: باشا سيدي مومن … نداء الواجب

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تخفيض عقوبة مسيرين بالقنيطرة

العدوى لا تنتقل من الحيوانات

مقالات ذات صلة