ليبيا نحو المجهول … أحلام الإمبراطورية تراود أردوغان

تركيا "الصدر الأعظم" تتشبث بالتدخل العسكري بذريعة التصدي للتحريض القادم من الخليج فشل مؤتمر برلين في إخراج ليبيا من مستنقع مؤامرات النفط والسلاح ، وسط تهافت بين تركيا والإمارات أفشل التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار، إذ تأكد وجود مواجهة على الأرض بين دعم مسلح من مصر والإمارات ومرتزقة روس، مقابل تشبث تركي بالتدخل العسكري بذريعة أن اتفاق أنقرة، الحالمة بإحياء حكم الصدر الأعظم، مع حكومة السراج أحدث توازنا بين الأطراف المتحاربة وحماية الحكومة، المعترف بها دوليا، من التحريض القادم من الخليج. أحلام الإمبراطورية تراود أردوغان تركيا تلعب الورقة الليبية بالوكالة لأهداف اقتصادية تهم تأمين حاجيات النفط يجمع المحللون على أن ما يحرك تركيا اليوم في ليبيا من خلال قرارها التدخل عسكريا إلى جانب حكومة الوفاق الوطني، ليس هو الدفاع عن الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، والبحث عن استعادة السلام المفقود، بل الدفاع عن مصالحها، وانتزاع حقها من «كعكة النفط» التي تسيل لعاب كافة الدول الغربية، وفي مقدمتها ألمانيا. يرى بعض المحللين الأتراك أن رجب طيب أردوغان باتت تحركه أحلام الإمبراطورية الإسلاموية، من خلال المغامرة الخطيرة في ليبيا. وأكد إرغون باباهان، المحلل التركي في موقع "أحوال تركية"، أن أردوغان يحلم بإقامة إمبراطورية إسلامية جديدة عبر التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، تماما مثلما كان يحلم به أنور باشا العثماني، مشيرا إلى أن ليبيا كانت آخر منطقة تسيطر عليها الإمبراطورية العثمانية في أفريقيا، ولم تنسحب منها إلا في 1911، بسبب الحرب الإيطالية - العثمانية. ووفق التحليل ذاته، الذي أورده موقع "أحوال تركية" لم تعد ليبيا دولة إفريقية منسية في سياسة تركيا، بل جارة لمدينة أنطاليا جنوب غرب تركيا، وهو ما يفسر توقيع أردوغان لاتفاقية بحرية مع حكومة السراج في طرابلس، بعد الهجوم الذي شنته قوات المشير حفتر، قائد الجيش الليبي الوطني، بدعم من روسيا. وتبقى الأهداف الاقتصادية غير المعلن عنها، هي المحرك الرئيسي لسياسة تركيا في ليبيا، من خلال سعيها إلى تأمين حاجياتها من النفط، على غرار باقي الدول الأوربية التي التأمت في برلين، أخيرا، ليس دفاعا عن الليبيين، وإنما لتأمين الثروة النفطية التي باتت تحت تهديد الميليشيات، وخطر وقف الإمدادات عبر الموانئ الليبية، بسبب تدخل قوات حفتر، وتحكمها في مصير مؤسسة النفط الليبية. ويرى ادريس قصوري، الباحث والمحلل السياسي أن سياسة أردوغان في ليبيا، تحركها نزوعات اقتصادية ورغبة في الضغط على الاتحاد الأوربي، بهدف إيجاد موقع له في المعادلة، والتفاوض معه من موقع دعمه لحكومة السراج، من أجل تأمين حصته من سوق النفط، الذي يحتاجه الاقتصاد التركي، على غرار باقي اقتصادات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، والتي باتت مهددة مع الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران، والذي يهدد بوقف تدفق النفط الإيراني على بلدان الاتحاد الاوربي. وأوضح قصوري في حديث مع الصباح" أن كل ما تسعى إليه تركيا اليوم، هو الضغط بالورقة الليبية، من أجل انتزاع اعتراف من دول الاتحاد الاوربي، بخصوص طلب الانضمام إلى الاتحاد الذي ظل يواجه بتلكؤ المجموعة الأوربية، وهو ما استغله أردوغان اليوم في ظل ضعف الاتحاد، بعد انسحاب بريطانيا، وتفاقم الأزمات الاقتصادية في أغلب البلدان. إن لعب ورقة ليبيا من قبل تركيا، يأتي بعد أن فشلت أوراقها في سوريا والعراق، في محاولة منها الضغط على الأوربيين، خاصة ألمانيا وفرنسا، اللتين تقودان مبادرة برلين، من أجل وضعها في الحسبان في أي تسوية، من خلال لعب ورقة التدخل العسكري إلى جانب حكومة السراج، التي تواجه جيش حفتر. النفط جوهر الصراع برأي قصوري، فإن النفط الليبي، هو جوهر الصراع والتحركات الدولية في المنطقة، خاصة أمام التهديدات بالحرب من قبل الولايات المتحدة ضد إيران، ووقف تدفق الغاز الإيراني على أوربا، لأن كل الدول تسعى إلى تأمين حاجياتها من خلال ضمان حصتها من النفط الليبي. وأوضح أن أردوغان المعروف ببراغماتيته، يرى أن تركيا البلد الإسلامي، الذي تربطه علاقات بالدول الإسلامية، من حقها، تأمين مصالحها، وهو ما دفعها إلى استباق الزمن، وإعلان التحالف مع الطرف الضعيف في المعادلة الليبية، وهي حكومة السراج، من خلال اتفاقية تروم التدخل العسكري، وإيجاد موطئ قدم في ليبيا، يضمن لها إمكانية الحضور طرفا في المفاوضات الدولية، وضمنها لقاء برلين. إن هذا المخطط هو ما سعى إليه أردوغان، الذي جعل من القضية الليبية أولوية في السياسة الخارجية، إذ سعى إلى تأمين موقعه في المخططات الأوربية والعربية حول ليبيا من باب العلاقة مع حكومة السراج. وأكد قصوري أن ألمانيا وفرنسا تسعيان بتنسيق مع الإمارات العربية المتحدة وبعض الدول العربية الأخرى إلى فرض سلام خارج اتفاق أطراف النزاع، وهو في الحقيقة دفاع عن تأمين مصادر النفط، الذي تحتاجه الآلة الصناعية الأوربية، خاصة مع مخاطر قطع النفط الإيراني في إطار الحصار الذي تسعى أمريكا إلى فرضه على نظام طهران. ويخلص الباحث إلى أن تركيا وباقي الدول، إنما تخوض حروبا بالوكالة نيابة عن الولايات المتحدة التي باتت منشغلة بالصراع مع إيران، وبالأوضاع الملتهبة في العراق وسوريا، ما دفعها إلى عدم اعتراض التدخل الأوربي في ليبيا، مشيرا إلى أن تحرك تركيا محسوب ويندرج في إطار التحالف الإستراتيجي مع واشنطن، حتى لا ينفرد الاتحاد الأوربي وروسيا بمصير الملف الليبي. برحو بوزياني

ليبيا نحو المجهول … أحلام الإمبراطورية تراود أردوغان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ليبيا نحو المجهول ... الإمارات في قلب العاصفة

ليبيا نحو المجهل ... لحويج: نواجه إعلان حرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات