لعنة “الكابرانات” على المعابر

النظام العسكري في الجارة الشرقية يحاول لعب ورقة الوصاية على تونس وليبيا مرت على تاريخ تأسيس اتحاد المغرب العربي بمراكش في 1989، 35 سنة، الحلم الذي تم وأده من قبل النظام العسكري الجزائري الذي دعم ميليشيات البوليساريو لفصل الأقاليم الصحراوية المغربية، في إطار سياسة توسعية فشلت منذ نصف قرن. ويواصل النظام العسكري الجزائري سياسته العدائية من منطلق سياق حقبة الحرب الباردة، معتقدا أنه سيسقط النظام الملكي عبر زحف ميليشيات البوليساريو من الجنوب إلى العاصمة، وهي الخطة التي جربها النظام الليبي، على عهد العقيد معمر القذافي وفشل، ما يعني أن المملكة الشريفة التي تصدت لأعثى القوى العظمى لا يمكنها أن تخطط لتدمير الجيران، لأنها تعي أن ذلك مضيعة للوقت والمال والجهد. وهكذا، عوض أن تواجه الدول المغاربية، مشتركة، أوربا الغربية بينها فرنسا المستعمرة، عاشت سنوات عجاف ولم يكتب للحلم أن يتحقق وتم تجميد مؤسسات الاتحاد، كما لم تعقد أي قمة على مستوى رؤساء الدول منذ قمة تونس في 1994، ما ضيع الملايير من الدولارات على الدول المغربية مجتمعة، وضياع قرابة نصف قرن من التنمية البشرية والاقتصادية. واعتقدت الشعوب العربية أنه منذ 17 من فبراير 1989 تاريخ إعلان زعماء دول المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، وموريتانيا في مراكش عن قيام اتحاد المغرب العربي، أن العديد من المشاكل ستحل وستتراجع المآسي، لكنها لم تتحقق بسبب النزاع المفتعل حول ملف الصحراء المغربية. ونصت معاهدة إنشاء الاتحاد المغاربي على توثيق أواصر الأخوة التي تربط الأعضاء وشعوبهم، وتحقيق تقدم ورفاهية مجتمعاتهم والدفاع عن حقوقها، والمساهمة في صيانة السلام القائم على العدل والإنصاف، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين، والعمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات، والسلع، ورؤوس الأموال. وأشارت وثيقة المعاهدة إلى أن السياسة المشتركة تهدف إلى تحقيق الوفاق بين الدول الأعضاء، وإقامة تعاون دبلوماسي وثيق بينها يقوم على أساس الحوار، وصيانة استقلال كل دولة من الدول الأعضاء، وتحقيق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية للدول الأعضاء، واتخاذ ما يلزم من وسائل لهذه الغاية، خصوصا بإنشاء مشروعات مشتركة وإعداد برامج عامة ونوعية في هذا الصدد. وعوض تحقيق هذه الأهداف، خاضت الجزائر حرب استنزاف ضد المغرب لأجل فصل الأراضي الصحراوية ولم تفلح. وأفقد تأخير إنشاء الاتحاد المغاربي سنويا ما يقارب 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهو ما يمثل لتونس تقريبا خسارة تقدر بـ 100 ألف مواطن شغل مباشر كل سنة، و200 ألف فرصة عمل بالجزائر، و150 ألف فرصة عمل بالمغرب، و80 ألف فرصة عمل بموريتانيا، و60 ألف فرصة عمل بليبيا، بالإضافة إلى فرص شغل غير مباشرة. ولا تمثل المبادلات التجارية بين البلدان المغاربية إلا 2 في المائة من قيمة معاملاتها الخارجية، وهو الرقم الأضعف في العالم، بالمقارنة بحجم المبادلات التجارية بين بلدان المنطقة الواحدة مثل بلدان الاتحاد الأوربي، أو بلدان جنوب شرق آسيا، أو بلدان أمريكا اللاتينية أو أمريكا وكندا المكسيك، أو دول الخليج العربي. أحمد الأرقام

لعنة “الكابرانات” على المعابر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غالي يبلغ انفصاليي الداخل الإحباط الجزائري

إيقاف إسبانية تهرب "القرقوبي"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات