ترميـم البكـارة… عقـدة الـدم

اختزال الفتيات في العذرية يدفعهن إلى التحايل على الأزواج واللجوء إلى ممارسات جنسية "شاذة" تنفست نساء العالم العربي الإسلامي الصعداء، بعدما فتح أمامهن خيار ترميم البكارة وتجديد العذرية، بعد فقدانها أثناء ممارسة حميمية، أو إثر التعرض إلى الاغتصاب أو حادث مفاجئ. وتضطر المرأة إلى التحايل على الزوج المستقبلي، الذي لا يقبل تأسيس أسرته إلا مع فتاة لم يسبق لها أن مارست الجنس، وتحقيق "حلمه" في أن يكون أول وآخر شخص يجامعها، في وقت يمكن أن يكون هذا الزوج قد مارس الجنس طولا وعرضا، دون أن يشعر بذنب فقدان عذرية، كما لا ينتابه الخوف من ردة فعل زوجته، بعد اكتشاف أنه سبق له أن مارس الجنس، بينما يبقى اللوم كله على الفتاة، التي تتحمل في النهاية وزر العلاقة الجنسية. وتعيش المجتمعات العربية والإسلامية نوعا من السكيزوفرينا، ترتبط بنظرة جزء كبير من المجتمع إلى الجنس والزواج، إذ يسعى الذكر بكل ما أوتي من وسائل لممارسة الجنس، ولما يبلغ غايته يشعر بالانتشاء والاعتزاز، وبالمقابل يعتقد هؤلاء أن المرأة يجب أن تبقى عفيفة وأن لا تمارس الجنس إلا بعد الزواج، إلا أن هذه المعادلة غالبا ما تكون خاطئة، إذ تلجأ النساء إلى ممارسات جنسية "شاذة" حفاظا على البكارة. وأصبح من الصعب عدم ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، خاصة في ظل التغيرات الحاصلة على المجتمع، أبرزها طول الفترة الفاصلة بين سن البلوغ وسن الزواج، الذي وصل حسب إحصاء 2014 بالمغرب إلى 32 بالنسبة للرجال و26 سنة بالنسبة إلى النساء. وبحسب دراستين سبق لوزارة الصحة أن أنجزتهما في 2007 و2013، فإن معدل خوض أول عملية جنسية بالنسبة إلى الجنسين أقل بكثير من سن الزواج، إذ كشفت أن الذكور يمارسون أول عملية جنسية في سن 16 والنساء في عامهن 17. ويرى الدكتور عبد الصمد الديالمي، المتخصص في موضوع الجنسانية، أن هناك فتيات يعشن حياتهن الجنسية بأشكال مختلفة، "جنس سطحي، فموي، أو من الدبر"، غير أنهن "يعتبرن أنفسهن كما يعتبرهن المجتمع عذراوات لمجرد أنهن مازلن يحتفظن بغشاء البكارة".مبرزا أنه حتى في حال فقدان البكارة، فإن الأمر لم يعد يطرح إشكالا في ظل عمليات ترقيعها وتزوير الشهادات. واستنكر المتحدث لجوء الفتيات إلى هذه الحيل، في مداخلة له في ندوة نظمتها الجمعية المغربية للصحة الإنجابية، والجمعية المغربية للعلوم الجنسية، بكلية الطب والصيدلة في البيضاء، معتبرا أن مسألة ترقيع البكارة "خيانة مزدوجة"، من جهة "خيانة للأخلاق الأبوية والإسلامية" التي تقول بأنه لا يجب ممارسة الجنس قبل الزواج، ومن جهة أخرى، و"الأهم"، حسب المتحدث، "هي خيانة للحق الإنساني والنسوي"، بحيث يؤكد أن الشابات كما الشباب لهم الحق في ممارسة حياتهم الجنسية "بغض النظر عن حالتهم الاجتماعية وميولهم الجنسي". ومن جانبه أكد شكيب كسوس في المحاضرة ذاتها، وهو أستاذ متخصص في الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا، ، أن كل فتاة في المجتمعات العربية مطالبة بالحفاظ على عذريتها إلى أن تتزوج، وإذا فقدتها فإن ذلك يعني "ضياع مستقبلها". موضحا بالمقابل أن هناك من الشباب من يتجاوزون قوانين الدين والدولة والمجتمع، ويعيشون حياتهم الجنسية، وقد ينتج عن ذلك افتضاض غير مبرمج وغير مرغوب فيه لغشاء البكارة، في مقابل آخرين يحاولون إقناع أنفسهم بأنهم متوافقون مع متطلبات الدين، وإن كان ذلك لا يتوافق مع قوانين الدولة، وذلك عن طريق الزواج العرفي. عصام الناصيري

ترميـم البكـارة… عقـدة الـدم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

18 سيرة ذاتية على طاولة السريع

إضراب جديد بـ "الكوديم"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات