مافيا الخشب تجتث غابات الأطلس

شبكات توسع مناطق نفوذها في خنيفرة وميدلت وتهدد السكان لم تتوقف المناشير الكهربائية في اجتثاث أشجار غابات الأرز بالأطلس، إذ وسعت مناطق نفوذها في خنيفرة وميدلت للحصول على خشب أشجار معمرة، وبيعها إلى وسطاء مهمتهم الإفلات من المراقبة أو الدخول في مواجهات مع "حماة" الغابات. وذكر مصدر مطلع أن نفوذ مافيا أشجار الغابات في ميدلت أصبح خطيرا، إذ يستعين أفرادها بكل أنواع الأسلحة، من أجل تخريب الغابة واجتثاث أشجارها بطريقة غير قانونية، كما يهددون سكان المناطق المجاورة بالانتقام في حال التبليغ غن أنشطتهم. ودق المصدر نفسه ناقوس الخطر من استمرار نهب الغابات، إذ يحدد أفراد هذه الشبكات المناطق المستهدفة بدقة، ويتحينون الفرصة، من أجل اجتثاث الأشجار ليلا، وأحيانا يتواجهون مع حراس الغابات، ثم يعمدون إلى حملها في شاحنات ضخمة أو تقطيعها، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن الوضع أصبح مقلقا، إذ تتعرض غابات الأرز إلى قطع الأشجار بشكل غير قانوني، قبل بيع خشبها في السوق، حيث يصل ثمن المتر المكعب الواحد إلى أكثر من أربعة عشر ألف درهم، علما أن المهربين لا يستفيدون سوى من أمتار قليلة منها، لصعوبة نقلها كلها ولتفادي الوقوع في قبضة السلطات. وذكر المصدر ذاته أن اقتراب فصل الشتاء أشعل المنافسة بين هذه الشبكات للحصول على أكبر كمية من الخشب، إذ شهدت جبال الأطلس نشاطا مكثفا لمافيا الخشب، التي تستعين بعناصر من الدواوير المجاورة للغابة، وتلجأ إلى تهديد من يعترض طريقها ولو باستعمال الأسلحة، مشيرة إلى أن حالات تخريب الغابة في تزايد، ما يفرض التدخل الحازم لوقف أنشطتها ومطاردة قاطعي الأشجار بشكل غير قانوني. وتهدد الشبكات نفسها كل من يعترض طريقها بالقتل من أجل الحفاظ على مصدر مهم من ثرواتها، وتمارس عمليات "إبادة" الغابة ليلا، إذ تنقض مجموعات تتكون من عشرات الأشخاص على المكان المستهدف، وتلجأ إلى اجتثاث الأشجار، قبل نقلها على متن شاحنات ضخمة. وعادة ما تقتسم مافيات الخشب نفوذ الغابة، فلكل واحدة منها مجالها المحدد الذي لا ينبغي أن تجاوزه، ولا يسمح لها بإسقاط الأشجار في مناطق مجاورة، في حين تباع هذه الأخشاب، بعد انتهاء عملية القطع، في عدة أقاليم، أمام ترهيب السكان المجاورين للغابة في حال إبلاغ السلطات، ما أثر على مساحات من الغابات، ستكون لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية وبشرية كبيرة. وتواجه المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ب"شجاعة" مافيا نهب الخشب، إلا أن "اليد الواحدة لا تصفق"، حسب قول مصدر آخر، إذ تشير الإحصائيات إلى ارتفاع تنامي ظاهرة الاعتداء على أعوان المياه والغابات، من قبل عناصر المافيا، ما أدى إلى استنزاف غابات الأطلس، وتعدد النقاط السوداء. خالد العطاوي

مافيا الخشب تجتث غابات الأطلس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ضريبة موحدة على صغار التجار

الترويج لمشروع ملكي في مسجد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات