الجنس الرضائي … الحرب الطاحنة

البرلماني بلافريج دعا إلى شرعنتها في حدود وسلفيون اتهموه بنشر الفاحشة والإباحية لم تمر اقتراحات عمر بلافريج، نائب برلماني عن فيدرالية اليسار المغربي، برفع التجريم عن العلاقات الرضائية والمثلية الجنسية، التي ستقدم خلال مناقشة مشروع القانون الجنائي، مرور الكرام، إذ سرعان ما تعرض لقصف مدو من زعامات دينية، وصلت إلى حد تكفيره والدعوة إلى التبرؤ منه. وتعمد الإسلاميون في مهاجمة بلافريج، العزف على وتر الدين واعتبار موقفه ضربا للإسلام، وتصنيفه ضمن خانة الكافرين، دون مناقشته علميا والوقوف على دوافع تبنيه هذا الموقف. ينطلق بلافريج، في دفاعه عن العلاقات الرضائية بين الراشدين، من فكرة أنه حان الوقت للمغاربة بالتمتع بالمواطنة كاملة، ومن بينها رفع الحجر عنهم في كل تصرفاتهم، وعدم اعتبارهم "حيوانات" تبحث عن الفوضى والتسيب والإباحية، كما يروج الاتجاه الآخر. وبناء على هذه الفكرة، يؤمن بلافريج بضرورة نسخ الفصل 490 من القانون الجنائي، الذي يجرم العلاقة الرضائية بين شخصين راشدين، حتى لو تمت في مكان بعيد عن أعين الناس، من قبيل شقة أو منزل، لأن الدولة، حسب قوله، ليس لها الحق في اختراق هذا الفضاء والتجسس على الحياة الخاصة لمواطنيها، مشددا في الوقت نفسه، على أنه يرفض مثل هذه الممارسات في الشارع العام، في رد لبق على معارضيه، الذين اتهموه بالتحريض على الإباحية والفوضى. ويرى عمر بلافريج، أن دولا إسلامية تجاوزت هذا الأمر، على رأسها تركيا، التي يتبجح بها زعماء التيارات الإسلامية، باعتبارها النموذج الأمثل للدولة الإسلامية، التي يجب أن يحتذى بها، فتركيا حسب قوله حسمت هذا النقاش منذ سنوات، واعتبرت العلاقات الرضائية من خصوصيات الأفراد، التي لا يجوز المس بها، وبالتالي كان على الإسلاميين الاقتداء بتركيا حتى في الطرح، لا انتقاء ما يحلو لهم ويخدم أجنداتهم السياسية، داعيا في الوقت نفسه إلى تعطيل القانون الجنائي، الذي صاغه الفرنسيون والعمل بآخر مغربي، حتى لا تتكرر المآسي، كما الأمر في ملف هاجر الريسوني الصحافية بـ"أخبار اليوم". هذا الموقف لم يرق عددا من شيوخ السلفية الجهادية ورموزا دينية واعتبروا تصريحات بلافريج تحريضا صريحا على الفسوق والمجون، بل وصلت إلى حد اتهامه بشكل غير مباشر أنه عميل لجهات هدفها محاربة الإسلام. ومن بين مهاجمي بلافريج، الشيخ البشير عصام المراكشي، الذي استغل تدوينة على صفحته الفيسبوكية لإعلان النفير ضد مواقف البرلماني اليساري، لأنها استهداف مباشر للإسلام، داعيا متابعيه وأنصاره إلى شحذ الهمم، لأن إسلامهم الذي هو رأس مالهم، في خطر، وأن بلافريج وحاشيته يريدون هدمه لبنة لبنة، حتى لا يبقى منه شيء. كما لم يفوت الشيخ حسن الكتاني الفرصة لمهاجمة اليسار المغربي ونائبه البرلماني، كما الأمر لخرجاته المثيرة للجدل، إذ شن شيخ السلفية الجهادية هجوما، متهما إياهم بالدعوة إلى إباحة الفاحشة من لواط وسحاق، والسعي إلى نشر الفساد في الأرض. مصطفى لطفي

الجنس الرضائي … الحرب الطاحنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الهيني: القانون متخلف

%27 من الأطفال يفضلون الطب

مقالات ذات صلة