“كازا فواياجور” … هي زحمة

مسافرون غاضبون من تأخر قطارات الخليع وآخرون مستاؤون من انتشار المتسولين بالمحطة الوجوه هنا في محطة البيضاء المسافرين، صباح أمس (الاثنين)، متعبة وأخرى تعلوها علامات الغضب. في هذا المكان امتزجت متعة السفر بإرهاقه. أشخاص يجرون حقائب كبيرة بمختلف الألوان، مصرون على اقتناء التذاكر وركوب قطارات الخليع في اتجاه مدنهم بعد قضاء العطلة الصيفية، رغم الاكتظاظ الذي تشهده المحطة. العشرات من الأشخاص شكلوا طابورا أمام شباك التذاكر، القلق يسيطر على بعضهم بعد أن أعلن صوت «حنين» قرب وصول القطار المتجه إلى مراكش، الأمر الذي جعلهم يتدافعون، متسببين في فوضى صعُبت السيطرة عليها لولا تدخل رجال الأمن الخاصين. أعين الأشخاص ذواتهم تراقب الساعة الحائطية، وآخرون غير مهتمين بالأمر، نظرا إلى يقينهم بأن قطارهم سيتأخر عن موعده، كالعادة، وبالتالي لديهم متسع من الوقت. بالقرب من الطابور الطويل، حوّل بعض المسافرين حقائبهم إلى كراس، يريحون عليها أجسادهم المتعبة في انتظار وصول القطار، محاولين الاسترخاء لبدء رحلة جديدة على متن قاطرات دون مكيفات، لكن أصوات بعض المتسولين الذين استغلوا فرصة الإقبال الكبير على المحطة، عكروا صفوهم، وشوشوا على تفكيرهم. الهروب من الجو «المكهرب» داخل المحطة إلى الضفة الأخرى، أي إلى السكك الحديدية، يتطلب الوقوف أمام رجل أمن خاص، يمنع المسافرين غير الحاملين بأيديهم التذاكر من دخول المكان. الرجل ذاته، يطوف تارة حول المسافر، وطورا يدقق النظر فيه، المهم أن ينجز المهمة على أكمل وجه. هنا، بالقرب من السكك الحديدية للرصيف رقم 2، يسمع صوت «حنين» يعلن وصول القطار القادم من طنجة والمتوجه إلى المراكش. هنا في هذا المكان اصطف العشرات من الأشخاص في انتظار القطار الذي سيقلهم إلى مدنهم، أعينهم أقسمت ألاّ تفارق مقدمة القطار المتجه نحو المحطة، لكن الصوت «الحنين» يعود من الجديد، ويخبر المسافرين بأن القطار سيتأخر 20 دقيقة عن موعده، في تلك اللحظة تغيرت الملامح من جديد، وتعالت أصوات الاحتجاج المطالبة بتفسيرات لتأخر القطار بشكل مستمر خلال انتهاء العطلة الصيفية، ورغم أن المكتب الوطني للسكك الحديدية، أكد أكثر من مرة أنه وضع كل الإجراءات والاحتياطات من أجل توفير الراحة للمسافرين، إلا أن ذلك «يبدو كلاما معسولا لا أساس له من الصحة». بعد الخبر «غير السار»، عاد المسافرون إلى أماكنهم، وجلس الآخرون على حقائبهم الكبيرة في انتظار لحظة الفرج. وفي تلك الأثناء، كان المسافرون على الرصيف رقم 1، يتسارعون لركوب القطار المتجه إلى فاس. كل شيء يبدو طبيعيا، باستثناء الاكتظاظ الذي يشهده الرصيف، إذ قبل فتح أبواب القطار، تدافع الرجال والنساء والأطفال، تاركين خلفهم أمتعتهم لباقي أفراد العائلة، محاولين تجاوز حشود من المسافرين، والظفر بمقاعد شاغرة، في الوقت الذي كانت أعين مسافرين آخرين بملابسهم الصيفية، تبحث عن الأماكن الشاغرة من وراء الزجاج، إلا أن فرصة تحقيق أحلامهم كانت ضئيلة، باعتبار أن أشخاصا «قافزين» سبقوهم إلى حجز تلك الأماكن. إيمان رضيف

“كازا فواياجور” … هي زحمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القامرة... استياء من غلاء أسعار التذاكر

محطات المسافرين..."النار في لاكار"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات