عائلات برلمانية: قيوح… البرلمان للأب والأبناء

عائلات برلمانية 5 العائلات السياسية ناهيك عن العائلات البرلمانية موجودة في كل مكان في العالم. يستعد واحد من آل بوش لدخول غمار السياسة وهو من الجيل الرابع..كما حكمت أسرة غاندي الهند وما زالت منذ عهد غاندي الأسطورة. وكثير من الأسر في أمريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول الديمقراطية تتوارث العمل السياسي. ولهذا ليس في وارد تفكيرنا أن نكون ضد وجود العائلات في البرلمان، غير أننا سنترك للقارئ الحكم والتمييز. هل الوجود العائلي بالبرلمان المغربي شبيه بما هو موجود في العالم. في هذه السلسلة نقدم نماذج مغربية وللقارئ وحده الحكم الأخير. عبد الله الكوزي عبد الصمد قيوح، قيادي في حزب الاستقلال، ميلاده السياسي كان مع القيادة. انخرط في العمل السياسي باكرا. يقال في الأوساط السوسية: "تكفي لائحة عمال الضيعات الفلاحية المملوكة لوالده الحاج علي، التي يشغل فيها منصب المدير العام، لكي يحجز له مقعدا في المؤسسة التشريعية برلمانيا". أصواتهم كافية لترفعه إلى قبة المؤسسة التشريعية. لكن التجربة أثبتت أكثر من مرة أن لائحة قيوح حصدت الرقم القياسي من عدد الأصوات على الصعيد الوطني... طبعا ليس كل المصوتين عمالا فلاحيين.. في تارودانت، يكفي أن تكون "قيوحيا" لتصوت على الحاج علي أو أحد أبنائه.. لا يهم الحزب الذي يمثلونه.. لم يتعب عبد الصمد قيوح في الشوارع والأزقة مع خلايا الحزب ومؤسساته الصغيرة. لم ينتم للشبيبة المدرسية أو الكشفية أو الشبيبة الاستقلالية. جاء إلى الحزب محمولا على تاريخ ثقيل للحاج علي قيوح. بعض الشباب الاستقلالي ينادون شقيقته زينب "طاطا زينب". لا يعرفون أنها أيضا جاءت صغيرة إلى حزب الاستقلال. ولد عبد الصمد وزينب في بيت استقلالي. الحاج علي من أعيان الحزب من قديم التأسيس. واحد من كبار الفلاحين المغاربة. ورث عنه عبد الصمد الفلاحة والسياسة والنباهة ورجاحة العقل. بعد دراسات في التجارة أجرى دورة تدريبية في جنوب إفريقيا حول التسويق الفلاحي. أصبح سنة 1992 مديرا عاما لشركة فلاحية تشتغل بالحوامض وعنب المائدة. لا يكتفي بالتجارة الداخلية، بل يصدر منتوجاته لكل أنحاء العالم. النجاح في الفلاحة لا يعني بالضرورة النجاح في السياسة. لكن عبد الصمد يسير بهدوء بعد أن حقق الثنائية. لا يترك ضجيجا وراءه. مر لفترة قصيرة وزيرا للصناعة التقليدية. استقال سنة 2013 استجابة لقرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال، الذي اتخذ قرار الانسحاب من حكومة بنكيران عقب انتخاب حميد شباط أمينا عاما للحزب. مساره في الحزب يوحي أنه مع الجهة الغالبة. ليست له خصومات. عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال منذ 2009. عمليا 12 سنة غير كافية لتنقله من عضو في حزب الاستقلال، إلى قمة القيادة. لكن رمزية الوالد الحاج علي قيوح لعبت لصالحه. لعبت أيضا لصالح شقيقته، التي ما كان لها لتكون برلمانية لولا هذا الانتماء العائلي. هل تلقى عبد الصمد قيوح طعنة خلال انتخابات رئيس مجلس المستشارين، أم أن الحظ لم يلعب لفائدته؟ سقط بصوت واحد. هو ورقة ملغاة لمستشار استقلالي لم يصوت بشكل جيد. هل هي الحقيقة أم كانت هناك مؤامرة؟ كان الطريق معبدا أمامه ليكون رئيسا لمجلس المستشارين. في الظن القريب من اليقين، حتى لو كان يقينا هشا، أن عبد الصمد لم تُكتب له الرئاسة ليس لذاته، ولكن لأن حزب الاستقلال حينها لم يكن مرغوبا فيه، وشباط خلق للقيادة الحزبية بعض المتاعب، وكان ضحيتها عبد الصمد، وضيع على الحزب رئاسة مجلس المستشارين، التي سلبها منه حزب الأصالة والمعاصرة.

عائلات برلمانية: قيوح… البرلمان للأب والأبناء

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عزيز موهوب ... الرعب في قصر الكلاوي

بوسلهام الضعيف ... مكتبة إفريقيا

مقالات ذات صلة