صحراويو تندوف يتحررون من طوق التعتيم

بوليساريوتحيط قضية اختطاف المعارضين الثلاثة بهالة من الكذب الإعلامي بقلم: الفاضل الرقيبي على غير العادة، كانت الدورة 41 لمجلس حقوق الإنسان، المنعقدة في جنيف، استثنائية بكل المقاييس، سواء بالنسبة إلى "بوليساريو" والجزائر، أو حتى بالنسبة إلى اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، إذ لم تكن قيادة الجبهة تنتظر أن تجد قضية اختطاف المعارضين الصحراويين بوزيد أبا بوزيد والفاضل بريكة ومحمود زيدان، هذا الصدى والتعاطف لدى الأوساط الحقوقية الرسمية وغير الرسمية، وتصوب أنظار المنتظم الدولي، والجمعيات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية، نحو تندوف لمعرفة ما يقع في هذه "المحمية" البشرية من انتهاكات لحقوق الإنسان في حق الصحراويين من قبل "بوليساريو"، تحت حماية جنرالات الجزائر، وتفتح عليها أبواب المساءلة الدولية حول سجلها الحافل بالتجاوزات الحقوقية والجرائم ضد الانسانية. كيف وهم الذين تعودوا، لأزيد من أربعة عقود، على اضطهاد الصحراويين واستعبادهم والاسترزاق بمعاناتهم، بعيدا عن أعين الرقابة الدولية، أو أي محاسبة تجبرهم على احترام حقوق وحريات اللاجئين الصحراويين؟ وحظيت مرافعات الصحراويين، الذين شاركوا في هذا اللقاء الحقوقي العالمي، بتفاعل كبير من قبل نظرائهم في المخيمات، إثر التداول الواسع على شبكة الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي للمداخلات القوية للفاعلين الجمعويين الصحراويين، الذين تناوبوا على فضح الخروقات الجسيمة لحقوق الصحراويين من قبل "بوليساريو" في المخيمات، وموجة القمع التي تشنها ميليشياتها لخنق حرية الرأي والتعبير، خاصة حالات الاختفاء القسري التي تعرض لها المعارضون الصحراويون الثلاثة المذكورون، وأيضا الخروقات المباشرة والموثقة للسلطات الجزائرية في حق الصحراويين، كحالة اختطاف الخليل أحمد في 2009 بالجزائر العاصمة من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية، دون أن يعرف مصيره لحد الآن. بالإضافة إلى تناقل اللاجئين الصحراويين لجرأة الحملة التحسيسية الكبيرة التي قام بها أعضاء الجمعيات الصحراوية المشاركة في مختلف أروقة جنيف وقاعات الجلسات العمومية، التي يحضرها ممثلو الدول والهيآت الأممية الحقوقية والجمعيات غير الحكومية، وأيضا المنابر الصحافية الدولية، لتنبيه المنتظم الدولي إلى حالات انتهاك حقوق الإنسان في المخيمات، والتي نزلت كالصاعقة على أعضاء الوفد المأجور الذي يمثل "بوليساريو" في هذه الدورة الأممية، وأسيادهم من الدبلوماسيين الجزائريين. هذا التفاعل الاستثنائي للصحراويين في المخيمات مع مجريات هذا اللقاء الحقوقي الأممي، وحرصهم على تتبع تطورات قضية اختطاف بوزيد أبا بوزيد والفاضل بريكة ومحمود زيدان، يبين، بما لا يقبل الجدل، أن البساط سحب من تحت أقدام إبراهيم غالي وأسياده من جنرالات الجزائر، ويؤكد أن الصحراويين لم تعد تنطلي عليهم أكاذيب الانتصارات الدبلوماسية الخارجية الوهمية، وتحرروا من طوق سياسة التعتيم الإعلامي والتنويم الإيديولوجي، بعد أن وفرت لهم التكنولوجيا الرقمية الحرة فضاءات تمكنهم من الاطلاع، وبدون وصاية، على حقيقة الاستغلال الذي يتعرضون له على يد "بوليساريو" تحت حماية الدبلوماسية الجزائرية. فرغم التعتيم الكبير الذي فرضته "بوليساريو" والجزائر على قضية اختطاف المعارضين الصحراويين الثلاثة، والصمت المفضوح والمشبوه للمنظمات الحقوقية الدولية، خصوصا المناصرة للأطروحات الانفصالية، على هاته الانتهاكات الخطيرة، إلا أن جرأة الصحراويين المشاركين في هذه الدورة جعلت الفعاليات الحقوقية العالمية الحاضرة في دورة جنيف تطلع، وبدون تدليس، على حملة الاعتقالات التعسفية التي شنها "بوليساريو" لإخراس أصوات المعارضة في المخيمات، وذلك بعد أن جابت صور المختطفين كل أرجاء المدينة السويسرية، وهو ما يفسر أن الهستيريا التي انتابت بوجمعة الدلمي، سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، ، والذي كان يهرول في الممرات التي كانت توزع فيها الملصقات والمنشورات التي تفضح جرائم "بوليساريو" وهو يصرخ "لا تصدقوهم...!!!"، لم تكن من فراغ، وإنما لعلم هذا المسؤول الدبلوماسي الجزائري أن هذه الفضيحة لن تمر بردا وسلاما على "بوليساريو" والجزائر اللذين سيحاسبان، لا محالة، على جرائمهما. الفاضل الرقيبي

صحراويو تندوف يتحررون من طوق التعتيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لمنتحل صفة مرشح لـ"الباك"

اختلاسات تطيح ببرلماني ومهندسة

مقالات ذات صلة