تمارة والهرهورة للفارين من تلوث شاطئ العاصمة

وسائل النقل العمومي تيسر الوصول إليهما وأمواجهما تستهوي المصطافين سكان الرباط، الذين حرمهم التلوث الحاد من متعة الاستجمام على ضفاف شاطئ مدينتهم، محظوظون للغاية. أولا لأنهم حتى وإن حرموا من شاطئهم الملوث، فإنهم يجدون البديل في الشواطئ المنتشرة على طول سواحل المدن الواقعة جنوب العاصمة الرباط. وثانيا لأن اثنين من أهم هذه الشواطئ لا تبعد عن المدينة إلا بمسافة ساعة على أكبر تقدير بالحافلة، وما بين نصف ساعة و40 دقيقة بالسيارة أو على متن سيارة أجرة كبيرة. ومع هذه الموجة من القيظ والحر، أصبح شاطئ تمارة وكذلك الهرهورة وبعض الشواطئ الأخرى مثل صابل دور و»غاي فيل» و»الكنتروبونديي»وسيدي العابد»... الوجهة المفضلة لدى بنات وأبناء العاصمة الرباط الذين تعوضهم هذه الشواطئ خيرا عن شاطئ مدينتهم الذي يمثل التلوث، الذي تقذفه قنوات الصرف الصحي، واحدا من مركبات مياهه الأساسية، كما يشهد على ذلك التقرير السنوي حول جودة مياه الشواطئ المغربية لهذا العام.فبحكم القرب ونظافة مياه شاطئي الهرهورة وتمارة يكون سكان الرباط، خاصة الفقراء ومحدودي الدخل قد وجدوا لأنفسهم ملاذا يستحمون فيه بأقل كلفة ودون خشية خطر الإصابة بأمراض جلدية أو تنفسية.. فشاطئ تمارة، ورغم صغر مساحته، فإنك لن تذهب بعد ظهر هذه الأيام القائظة دون أن تجده وقد امتلأ عن آخره بالمصطافين. أسر كاملة تشد إليه الرحال، إذ تنصب شمسياتها فوق رماله الذهبية وتطوقها بقطع قماشية مشكلة خياما صغيرة، علاوة على مجموعات شباب (من ثلاثة أفراد فما فوق) يقصدونه على متن الحافلات القادمة إما من مركز مدينة تمارة أو من باب الأحد بالرباط أو على متن سيارات الأجرة الكبيرة التي تنطلق من مركز تمارة، وكذلك من باب الأحد ومن القامرة بالعاصمة الرباط.يساهمون في ما بينهم في ثمن كراء الشمسيات، أما الأكل فإما يجلبونه معهم من منازلهم أو يساهمون في شرائه، ويحملونه معهم في حقائب ظهر. يخلقون أجواء من المتعة والسرور، خاصة مع نسائم البحر المنعشة التي تفتح النفس على كل أشكال البهجة بعيدا عن حر وضجيج المدينة.ومن الخصائص التي يمتاز بها هذا الشاطئ كذلك توفره على مساحة صخرية منبسطة في أغلبها، وتطل مباشرة على الأمواج المتلاطمة للمحيط الأطلسي، إذ توجد فوقها العشرات من الموائد والكراسي والشمسيات أعدت لمن يهوون الجلوس قرب الشاطئ للتطلع إلى أمواجه الهادرة والاستمتاع بالهواء البارد والمنعش الذي يتسرب من بين ثناياها. كما توجد محلات وجبات سريعة (سناك) تقدم كل أشكال المأكولات الخفيفة والمشروبات لمرتادي هذا الفضاء الذي يتخذ في المساء طابعا رومانسيا خلابا، خاصة لحظة الغروب مع ألوان الشفق الزاهية.وتنتشر فوق رمال شاطئ تمارة الكثير من حاويات القمامة الصفيحية التي تشجع مرتاديه على المساهمة في عملية المحافظة على نظافته، خاصة أنه صُنف هذا العام كذلك ضمن خانة الشواطئ التي لا يشكل الاستحمام فيها خطرا على الصحة، وهو ما يظهر من نظافة رماله، إلا في بعض النقط التي توجد على أطرافه، حيث يمكن أن تلتقط عيناك مشهد قطعة أزبال هنا وأخرى هناك ربما رماها أحد المهملين. محمد أرحمني

تمارة والهرهورة للفارين من تلوث شاطئ العاصمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرياضي ترسم صورة قاتمة لحقوق الإنسان

500 حالة تسمم غذائي في ظرف 3 أشهر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات