المـوجـة الـورديـة تـعـم فـرنـسـا

هولاند يحصل على أغلبية المطلقة تسمح له بتطبيق برنامجه السياسي أكد الدور الثاني من الانتخابات التشريعية الفرنسية فوز الحزب الاشتراكي واليسار الفرنسي عموما فيها، وحصل حزب مارتين أوبري على الأغلبية التي كان يطمح إليها، والتي ستعبد أمامه الطريق لتطبيق برنامجه السياسي كما تعهد به فرانسوا هولاند في حملة الرئاسيات. حقق الاشتراكيون ما ظلوا يصبون إليه منذ فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية بفوزهم بالأغلبية المطلقة بموجب الدور الثاني من التشريعيات، والتي بلغت 300 مقعد مقابل 226 للحزب اليميني المعتدل، الاتحاد من أجل حركة شعبية، بالإضافة إلى تفوق باقي مكونات اليسار في 46 دائرة، وهو ما سيسمح لسيد الإليزي بتطبيق برنامجه السياسي الذي تعهد به في حملة سباق الرئاسيات.ويكون الحزب الاشتراكي بذلك حقق مدا ورديا عبر التراب الفرنسي، ويصبح اليوم سيد القرار في فرنسا بتحكمه في كل من مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية، أي البرلمان الفرنسي، واحتفاظه بالتالي بالجهاز التنفيذي الذي حقق وزراؤه الفوز في دوائرهم، ما سيمكنهم من البقاء في مناصبهم طبقا لقرار سابق للوزير الأول أيرو.وسجلت هذه الانتخابات نسبة مهمة من الامتناع عن التصويت، اعتبرها الملاحظون قياسية، هذا بسبب ما فسروه باقتناع الناخبين الذين يصوتون عادة لليمين بفوز اليسار أو لأن ناخبي اليمين المتطرف الذين رسب مرشحوهم في الدور الأول، ويعتقدون أن اليمين واليسار وجهان لعملة واحدة، قاطعوا صناديق الاقتراع.أكبر المنهزمين في هذا الدور المرشحة السابقة للرئاسيات سيكولين روايال التي منيت بهزيمة ثقيلة في منطقة «بواتو شارون» أمام اشتراكي ثان منشق رفض أن ينسحب من السباق بعد أن جاء في الرتبة الثانية خلال الدور الأول، وهي نتيجة ستعقد الوضعية السياسية لروايال التي كانت تتوخى وفق تخطيط مسبق مع القيادة الاشتراكية والإليزيه رئاسة الجمعية الوطنية.اليمين المتطرف يدخل الجمعية الوطنية وزعيمته خارجهامن جانب آخر، استطاع فيليب كمال، مرشح الاشتراكيين أن يقضي على آمال مارين لوبن في الدخول إلى الجمعية الوطنية لأول مرة، عقب هزيمتها أمامه في هذا الدور، وهي هزيمة لها دلالتها في منطقة عرف عليها أنها أحد معاقل اليمين المتطرف.وقال فليب كمال بعد هذا الفوز الذي كان بفارق تعدى المائة صوت، إن انتصاره في هذه الانتخابات «هو انتصار للمؤاخاة نظرا للشعارات التي ترفعها زعيمة اليمين المتطرف والمستهدف الأول منها المهاجرون والفرنسيون المتحدرون من الهجرة.اليمين المتطرف، وإن لم تحقق زعيمته النتيجة التي كانت تنتظرها، فحزبها الجبهة الوطنية يمكن القول إنه حقق انتصار سياسيا بدخوله، بعد 25 سنة، الجمعية الوطنية ببرلمانيين، وهو ما يعني أن أفكار هذا التنظيم المعادي للمهاجرين سيمكن لها أن تسمع في البرلمان الفرنسي حتى وإن كان لا يمكن أن تزن في قرارات لا الأغلبية اليسارية ولا المعارضة اليمينية التي ترفض أبرز قياداتها مد اليد إليه.وعرفت هذه الانتخابات فوز حفيدة جان ماري لوبن، ماريو ماريشال لوبن،التي لا يتعدى عمرها 23 سنة بعد أن دفعها جدها ودعمها في إحدى الدوائر الانتخابية، وتكون بذلك أصغر برلمانية منتخبة في الجمعية الوطنية، والتي تحفظ عن ظهر قلب خطاب جدها بخصوص الهجرة والمهاجرين.الناخب الفرنسي يعاقب وزراء عانقوا خطاب اليمين المتطرفعاقب الناخب الفرنسي بعض القيادات المحسوبة على اليمين المعتدل، الاتحاد من أجل حركة شعبية، التي حاولت أن تستميل نحوها ناخبي اليمين المتطرف خلال هذه الانتخابات حتى أن وزيرة سابقة، نادين مورانو، المحسوبة على الصف الساركوزي، والتي انهزمت في دائرتها، لم يزعجها أن تردد بين الدورين أنها تتقاسم مع اليمين المتطرف قيمه.بدوره وزير الداخلية السابق كلود غيان، أحد أوفياء ساركوزي، لم تشفع له توجهاته القريبة جدا من اليمين المتطرف في تجاوز عقبة الدور الثاني، وتأكد أن خطابه الذي كان يحمل بين طياته في الكثير من المناسبات،عندما كان ضمن حكومة فيون، رسائل نحو ناخبي اليمين المتطرف، لم ينفعه في الحصول على مقعد في البرلمان الفرنسي.وهزيمة الوجوه اليمينية التي عرفت بخطابها القريب من خطاب اليمين المتطرف في الكثير من الحالات، يمكن أن يفسر أن ناخبي اليمين المتطرف يفضلون النسخة الأصلية أي نشطاء محسوبون على تنظيم الجبهة الوطنية، وليست النسخة المزورة ممثلة في قياديين، بل وزراء ينتمون إلى اليمين المعتدل ويتبنون في عدد من الأسئلة خطابا محاكيا للجبهة الوطنية.كما أكدت هذه الانتخابات مرة أخرى انتهاء الساركوزية، كتوجه سياسي، بخسارة أبرز رموزها، بالإضافة إلى أحد صقور اليمين التي لم تنهزم في أي انتخابات منذ سنة 1986، يتعلق الأمر بوزيرة الخارجية السابقة التي عرفت بتصريحها الشهير في البرلمان الفرنسي عندما اندلعت الثورة التونسية، معبرة عن استعداد باريس لتقديم الدعم الأمني لبنعلي.صحيفة فرنسية محلية تحدثت أنه أثناء عملية الفرز تم العثور على بطاقة كتب عليها بنعلي، ما يعني أن الناخب الفرنسي لم يصفح لها تورطها مع نظام بنعلي الذي كان يغدق عليها بزيارات سياحية كشفتها عنها وقتها الصحافة الفرنسية، والتي أجبرت ساركوزي على إبعادها عن رئاسة الدبلوماسية الفرنسية.يمكن القول اليوم إن الخط الساركوزي تلقى ضربة قوية خلال هذه المحطة السياسية، وهو سيمنح نقاط التفوق للطامحين في تزعم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية والمحسوبين على خط شيراك، والمعروفين بخطابهم الإنساني. إنجاز: بوعلام غبشي (باريس)

المـوجـة الـورديـة تـعـم فـرنـسـا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحكومة تعالج أسئلة الهجرة والإسلام بهدوء

الإعلان الدستوري بمصر في فقص الاتهام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات