مغاربيون في البرلمان الفرنسي

حضرت كل المؤشرات التي تفيد منذ أسابيع أن هذه الانتخابات التشريعية الفرنسية ستفرز لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، وبالتحديد ما بعد حقبة فرنسا الاستعمارية، أسماء متحدرة من الهجرة، سيما المنطقة المغاربية، نظرا للثقل السياسي الذي أصبحت تحظى به هذه الأسماء في أحزابها.كل الأحزاب الفرنسية قدمت مرشحين منتمين إلى ما يعرف محليا «بالتنوع الثقافي»، بما في ذلك اليمين المتطرف، إلا أن نسبة وجود هؤلاء في هذا السباق تختلف من حزب إلى آخر. والبعض من هذه الأحزاب يدفع هؤلاء لمجموعة من الدوائر لأنها تثق في إمكانياتهم لكسبها، والبعض الآخر يسعى من خلال ذلك إلى تأثيث مرشحيه بأسماء من أصول أجنبية فقط قبل أن يلقي بها في دوائر انتخابية قاتلة.أبرز الأسماء التي ضمنت مقعدا لها في هذه الانتخابات، والتي فتحت الباب للأجيال القادمة من الشريحة المحسوبة عليها لخوض المعارك السياسية بالروح والطموح نفسيهما، نجد رازي حمادي، الذي انتزع مقعده في منطقة مونطروي بانيولي بضواحي باريس، ومالك بوطيح الذي كان من المرشحين للفوز في دائرته في منطقة سان ساندوني.رازي حمادي يتحدر من أصول تونسية جزائرية، ويعتبر اليوم من القيادات الشابة في الحزب الاشتراكي، مر من مجموعة من مؤسسات الحزب، وشغل منذ سنوات مناصب المسؤولية فيه بدءا بترؤسه لشبيبة الاشتراكيين وانتهاء بتوليه إحدى مسؤوليات هامة إلى جانب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي مارتين أوبري، علما أن عمره اليوم لا يتعدى 33 سنة. الاسم الثاني، وهو مالك بوتيح، وهو من أصل جزائري، ترأس في فترة المنظمة العتيدة المناهضة للعنصرية «إس أو إس راسيزم»، ويعرف عليه قوته في خوض السجالات السياسية، رغم أنه عصامي التكوين، إلا أن هذا لم يمنعه يوما من مقارعة الفكرة بالفكرة كبار السياسيين الفرنسيين على البلاطوهات التلفزية.وهناك أسماء أخرى محسوبة على اليسار تتحدر من الهجرة مثل خيرة بوزيان المنتمية إلى حزب اليسار الراديكالي، والتي دعمت من طرف الحزب الاشتراكي، بالإضافة إلى أسماء من أصول إفريقية، وهذا النجاح لقيه المرشحون المنتمون إلى الهجرة باسم أحزاب اليسار خصوصا، لربما للانخراط الكبير للنشطاء المتحدرين من هذه الشريحة عموما في المنظمات السياسية المشار إليها.وقد وصف المحلل السياسي صادق حجي هذه النتائج المحصل عليها من طرف فعاليات سياسية متحدرة من الهجرة «بالحدث السياسي»، مضيفا أنه «لأول مرة في الجمهورية الخامسة يوجد حوالي عشرة نواب من أصل مغاربي» في البرلمان الفرنسي. ويعود الفضل في ذلك، يتابع حجي في تصريح لـ»الصباح،» إلى اليسار الذي منح هؤلاء فرصتهم، لأن اليمين لم تحصل فيه أسماء محسوبة على هذه الشريحة على أي مقعد في الجمعية الوطنية».ويعتبر هذا الإعلامي والمحلل السياسي المغربي أن هذه النتائج «رسالة إلى الشباب من أصول مغاربية للانخراط في العمل السياسي والنقابي»، موضحا أنه «للأسف أن هناك غيابا لهذه الفئة في الحقل السياسي، وبالتالي لا يمكنها أن تؤثر في الحياة السياسية بدون الانخراط فيها».كما يطرح قراءة أخرى لهذه النتائج بأنها «تؤكد أن الفرنسيين مستعدون للتصويت لصالح فرنسيين من أصول مغاربية، عكس الفكرة السائدة لدى العديد من السياسيين، و أن الشعب الفرنسي ليس عنصريا، وإنما هناك أقلية معدودة تعتنق العنصرية مذهبا لها، وأن هذا الشعب يصوت بغض النظر عن الاسم واللون والأصل».

مغاربيون في البرلمان الفرنسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وعود اليسار تواجه ظرفية اقتصادية صعبة

الحكومة تعالج أسئلة الهجرة والإسلام بهدوء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات