المنحة الجامعية … “مدخول” لإعالة الأسر الفقيرة

سناء: اقتطع نصف المنحة لتوفير مصاريف إخواني الثلاثة يعتمد عدد كبير من الطلبة على المنحة الجامعية لتمويل دراساتهم العليا، وتوفير مصاريف التنقل والكراء بالنسبة إلى غير المستفيدين من الإيواء الجامعي والأكل والملبس لكن, رغم تعزيز المخصصات المالية المرصودة على المستوى الجامعي، تظل المنحة غير كافية لتغطية جميع الاحتياجات. سناء، طالبة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالبيضاء، تقول "إن المنحة لا تكفيني في شيء، ولا تغطي حتى حاجيات الدراسة، من مطبوعات وكتب"، إذ تحصل الشابة ذات العشرين سنة على 930 درهما كل 3 أشهر، تعطي نصف المبلغ لأمها، التي تستعين به على إعالة إخوتها، وتخصص البقية لدفع مصاريف التنقل والأكل. وتستطرد قائلة "الحالة ضعيفة يا أختي .. نحن نعاني من الفقر منذ وفاة أبي، فأمي ربة بيت، ولدي ثلاثة إخوة يدرسون.. لولا مساعدة بعض المحسنين، لاضطررت للخروج إلى العمل، أو فكرت في سبل أخرى لتحصيل المال.. يجب على الدولة أن تفكر بواقعية، ألا تعلم أن هناك أسرا بأكملها تعتمد على المنحة التي تخصصها للطالب?! أو أنها تغمض عينيها عن هذا الواقع.. ماذا عن أولئك الذين يمنحون المنحة كاملة لآبائهم، غصبا عنهم. كيف يعقل أن يدرس طالب، ويركز في دراسته، وهو يحمل هموم نفسه وأسرته، ولا يملك سبيلا لملء بطنه، قبل عقله، ناهيك عن مشقة التنقل والحالة النفسية الحرجة التي يعاني منها يوميا، في مجابهة أعباء مضاعفة ومبكرة. وألحت سناء على ضرورة "تعميم المنحة على جميع الطلبة، وتسهيل الحصول عليها، على أن تشمل القاطنين بالبيضاء وخارجها، ويتم صرفها بعقلانية، فسناء التي تقطن بالبيضاء، تدفع شهريا 150 درهما، للتنقل عبر الطرامواي، ثم تأخذ سيارة أجرة يوميا للوصول إلى الكلية، كما تصرف مبلغا كبيرا على المطبوعات ، كما دعت إلى تبسيط المساطر المعقدة التي تعتمدها السلطات، في تحديد شروط الاستحقاق، "كل ذلك للحصول على جوج دريال"، على حد قولها، وتضيف بحسرة "أحيانا، أفكر في الخروج للدعارة، كما تفعل صديقاتي، فقط لكي أبدو بمظهر جيد، وألبس مثلهن، فالمنحة بالنسبة لهن مجرد خضرة فوق طعام، إذ يجنين مبالغ مهمة تفوق ما يجنيه موظف في الدولة، وعلاوة على ذلك، فإنهن يستوفين جميع الفصول، ويولين أهمية كبيرة للدراسة". ومن جهته، يرى محمد (اسم مستعار)، الذي يدرس بكلية العلوم، ويكتري رفقة أصدقائه شقة بدرب عمر بالبيضاء، "أن المنحة ليست مهمة بالنسبة له، وأنه يصرفها في شراء الملابس، وإحياء السهرات"، فالشاب البالغ من العمر 24 سنة، يدرس بالماستر، ويحصل على أزيد من 2000 درهم كل ثلاثة أشهر، كما يستفيد من السكن الجامعي ويرفض الذهاب إليه". وعن كيفية استفادته من المنحة والسكن، رغم أنه ابن عائلة ميسورة، يقول "في البداية تم تسجيلي بالكلية التابعة لمدينتي (رفض الإفشاء عنها)، فقدمت طلبا خطيا لإدارة الكلية بالبيضاء، ووثائق تفيد بتغيير السكن إلى البيضاء، كحجة لطلب الانتقال، بينما كان همي الشاغل، تجربة الحياة المتحررة بالعاصمة الاقتصادية، وهذا كل ما أعرف فقد تكلف والداي بالباقي، راك عارفة الخزعبلات ديال المقدم وداكشي..". وأضاف "بالنسبة لأصحابي، الذين يعولون على المنحة، في قضاء حاجاتهم، وتوفير مبلغ للسهر والاستمتاع بالويكاند، فلا تكفيهم أبدا.. حتى وإن ساعدهم أولياء أمورهم، فالمنحة لا تصرف في وقتها المحدد، وتتأخر أحيانا لأكثر من شهر، ليتم صرفها في آخر المطاف على الكراء، ثم تدبير المال من جهة أخرى، كالتبزنيز مثلا، وترويج المخدرات في صفوف الكلية، وهو ما يجني منه أصدقائي مبالغ محترمة، تكفي لتغطية مصاريف الدراسة، والسهر بين الفينة والأخرى". يسرى عويفي

المنحة الجامعية … “مدخول” لإعالة الأسر الفقيرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صفقات تجر رئيس جماعة لجرائم الأموال

المبالغة في الحب حالة مرضية

مقالات ذات صلة