محامون يغردون خارج السرب

سفهوا محاكمات بدون دليل وناقشوا ملفاتهم أمام الكاميرات لم تسلم بعض المحاكمات من جنوح بعض المحامين إلى البهرجة والتسفيه، والطعن في قرارات النيابة العامة بعيدا عن المساطر المفيدة في نهجيها والمؤتية لنتائجها، وقريبا من كاميرات الإعلام الإلكتروني. وبدت بعض المحاكمات تعقد مرتين في اليوم الواحد، الأولى داخل القاعة المخصصة لها حيث توجد هياة الحكم، والثانية في ساحة المحكمة أو عند بوابتها، ما أثر سلبا على صورة العدالة ونسج روايات مختلفة زادت من التشكيك ورامت تسفيه المؤسسات واختلاق المؤامرات وغير ذلك كثيرا مما لا تتضمنه محاضر الضابطة القضائية ولا معايناتها، والتي توجد في ملف القضية الموضوع أمام القاضي. فهذا محام تقلد في ما بعد منصبا ساميا كان ينادي بأعلى صوته وهو بصدد ال ترافع أمام القاضي، مطالبا بعدم وقوف المتهم في "منصة الاتهام"، وآخر طالب بقاعة كبيرة جدا حتى يتسنى للشعب متابعة المحاكمة وآخر بكى وحاول إبكاء من معه، عندما تحدث عن موكله وعما يحاك ضده من مؤامرات. المرافعات فن تعزف فيه جهورية الخطابة عزفها وتتناغم فيه أساليب الدفع والدفاع وفق منظومة قانونية مضبوطة لا تقبل الخطأ، وتنسجم مع ما يطلق عليه في قاموس أصحاب البذلة السوداء بدل العناية، وهي عناية ينبغي تحقيقها بالوسائل القانونية التي تدحض أسس المتابعة وتكشف تناقضات التصريحات وعيوب المتابعة، ما يمكن أن يحقق انتصارا للمظلوم ويفتح أعين القضاة على المستور، فالمحامي أولا وأخيرا يساعد القضاء في الوصول إلى الحقيقة. والمرافعات اليوم لم تعد تتطلب فن البلاغة والخطابة فقط، كما قال أحد المتخصصين، بل تحتاج محامين متخصصين قادرين على البحث الدؤوب الشاق في ملفات كبيرة بصفحات أكبر، لسبر أغوارعيوب الشكل ولاقتفاء أثر يمكن أن يهدم أسس المتابعة وغير ذلك من فنون التنقيب عن الأخطاء والهفوات والتناقضات. في قضية الزفزافي ومن معه وفي ملف توفيق بوعشرين وملفات أخرى، جرت المرافعات خارج قاعة الحكم، وتحولت عيون المواطنين إلى ما يتم تداوله في "واتساب" عن المحامي الفلاني أو النقيب الفلاني، لدرجة أن ألفاظا نابية تسربت في بعض الأشرطة، ما ضيع فرصة تجميع الجهود للدفاع عن المتهم، إذ في أحيان كثيرة يكون الدفاع قد أنهك قوته وأتلف أسلحته قبل أن يدخل الجلسة. كما تابعت الجماهير طريقة منع مطلوبين للشهادة أو للحضور إلى المحكمة وكيف عمد محام معروف إلى محاولة إبعاد العدالة عن دورها، والمناورات التي حيكت في القضية ككل، والتي أفقدت المتهم فيها الكثير من حقوقه في أن يحظى بمرافعات مبنية على أسس لهدم ما توبع به. ومن جميل ما يحتفظ به المتتبعون لملف من ملفات، ما أطلق عليه بالفساد المالي والإداري بالبيضاء، مرافعات محام كان ينوب عن العامل الأسبق العفورة، إذ حين سئل عن أن قضية العامل سياسية ولها ارتباطات بوزير الداخلية الأسبق وصهره السليماني، كان يرد أنا لا أتناول إلا المعطيات الموجودة في الملف، ولا أتحدث إلا عن التهم التي يتابع بها موكلي صراحة، وما دون ذلك لا أهتم به، فالملف الذي أنوب فيه قضائي وليس سياسيا. المصطفى صفر

محامون يغردون خارج السرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أقديم: على السياسيين توقير القضاء

تسفيه القضاء ... من المستفيد؟ من محاكمة الوزراء إلى حامي الدين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات