أمن كلميم … ضربات استباقية

تغطية ميدانية للتصدي لمختلف أشكال الجريمة والبنية التحتية أكبر عائق إنجاز : محمد بها "الحمد لله كنحسو بالأمان بفضل تحركات رجال الأمن" "بكلميم كنخرج وندخل كما بغيت" هي جمل تتردد على ألسنة سكان كلميم وزوارها، عند السؤال عن الوضع الأمني بالمنطقة. ونجحت الشرطة التابعة لأمن كلميم، في السيطرة على الوضع، وجعل المواطن يشعر بالأمن والطمأنينة على سلامته الجسدية وممتلكاته، من خلال الرفع من درجة التأهب في كافة المناطق التابعة لنفوذها، وكذا من خلال دوريات لا تكل ولا تمل، إضافة إلى سدود إدارية وقضائية تحصي كل صغيرة وكبيرة. من خلال "الربورتاج" التالي سيتعرف سكان بوابة الصحراء على المجهودات التي يقوم بها جنود الخفاء من رجال شرطة نذروا حياتهم في سبيل خدمة الوطن والمواطن، تفعيلا لتوجيهات وخطة المديرية العامة للأمن الوطني، التي تعتمد على الضربات الاستباقية والإجراءات الوقائية، إضافة إلى بعض الصعوبات التي تعتري طريقهم التي ليست مفروشة بالورود. الساعة تشير إلى السابعة مساء. اجتماع مصغر تحت إشراف مصطفى الصادقي رئيس المنطقة الإقليمية كلميم بالنيابة، مع رؤساء المصالح الأمنية بمختلف تشكيلاتها، بمقر المنطقة الأمنية من أجل توزيع الخطط الأمنية التي يتم تطبيقها بشكل يومي. ومن خلال الاجتماع يتبين أن الساهرين على أمن كلميم يتدارسون الترتيبات التي اتخذتها المنطقة الإقليمية لمواكبة التزايد العمراني لبوابة الصحراء لاستتباب الأمن. الدقائق تمر ومعها تتزايد التوجيهات والتعليمات إلى الفرق الأمنية، وهي الاجتماعات التي تعرف شرحا دقيقا لكيفية ضمان عمل جيد وذي مردود لرجال الأمن، من أجل تسهيل مهمتهم التي تهدف إلى حماية الوطن والمواطن دون عراقل. وخلال زيارة "الصباح" لمقر المنطقة الإقليمية بكلميم تعرف طاقمها على البرنامج الكامل للإجراءات الاحترازية لتأمين المنطقة، رغم شساعة المساحة ووعورة التضاريس التي تغلب على المدينة الصحراوية. بداية العمل من مقر "المنطقة الإقليمية بكلميم"، انطلق الوفد الأمني والطاقم الصحافي ليومية "الصباح" إلى السد الإداري رقم 1 الذي يستقبل القادمين من أكادير وتزنيت والمتجهين إلى وسط المدينة أو القادمين من طانطان أيضا، للتعرف أكثر على التدابير الأمنية التي تقوم على الرفع من الجاهزية الأمنية لتأمين الأماكن العمومية والخاصة، إضافة إلى تدعيم الدوريات الأمنية لإيقاف المشتبه فيهم من ذوي السوابق وإجراءات وقائية لمنع حدوث أي جريمة لضمان سلامة المواطن واستقرار الوطن. وفي هذا الإطار قال سعيد فهمي، العميد المركزي للمنطقة الإقليمية بكلميم، إن هذه التدابير والإجراءات تدخل ضمن خطة عمل ولاية أمن العيون، التي تأتي تطبيقا لإستراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني، من أجل استتباب الأمن والإحساس به لدى المواطنين. وأضاف فهمي في تصريح ل"الصباح"، أن الأمن يقوم بالتقرب من المواطنين حتى يكون هناك تعاون ما بين الطرفين، لمحاربة الجريمة بمختلف أصنافها. سياسة القرب من خلال الربورتاج عاينت "الصباح" تنزيل الشرطة خطة استتباب الأمن التي تعتمد على الظهور بالشارع العام والقرب من السكان والتواصل مع مكونات المجتمع المدني للتعرف على مشاكل السكان، بهدف منح المواطنين الشعور بالأمن والطمأنينة، وكذا من أجل تلبية حاجياتهم والتدخل في الوقت المناسب. وأشار مصطفى الصادقي، رئيس المنطقة الإقليمية بالنيابة، إلى أن إستراتيجية تأمين كلميم، تطبق بالاعتماد على وحدات أمنية مختلفة، هدفها سلامة المواطن والحفاظ على الممتلكات وكذا ضمان انسياب السير والجولان في الشارع العام. تقريب الخدمات تتميز كلميم بالاستفادة من التوزيع المعقلن للمصالح الأمنية، إذ تم تقسيم المنطقة الإقليمية إلى ثلاثة قطاعات، فالقطاع الأول منقسم إلى قسمين، أما القطاع الثاني فيضم الطريق المدارية وأحياء تيرت العليا وتيرت السفلي والشهداء والوفاق والسعديين ورجا فالله والموحدين والفيلة وسيدي الغازي والسلام وابن رشد والمرابطين وساحة الحسن الثاني. وفي ما يتعلق بالقطاع الثالث فيضم حي أكودير والقصبة والوحدة وللا مريم وللا حسناء وتواغيل والفتح وحديقة القرية الرياضية والطريق المدارية، وهو ما ساهم في جعل جميع الأحياء والمناطق التابعة لنفوذ المنطقة الإقليمية لأمن كلميم مطوقة وتحت السيطرة، الأمر الذي عزز الإحساس بالأمن. محاربة المخدرات والخمور تدخلات شرطة كلميم أسفرت عن أول الاعتقالات ففي حدود الساعة العاشرة مساء توصل الوفد الأمني المرافق لطاقم "الصباح" بإخبارية تفيد تمكن العناصر الأمنية العاملة بالقطاع، من اعتقال شخصين من ذوي السوابق في ترويج الخمور كانا يستعدان لتنقيل سلعتهما المحظورة بساحة الحسن الثاني إلى زبنائهما، قبل أن يقعا في قبضة شرطة كلميم التي كانت معززة بفرقة الدراجين. دوريات أمنية متواصلة لا بد لزائر المدينة، أن يثير انتباهه وجود دوريات أمنية تقوم بتحركات مستمرة في مختلف أحياء المنطقة، فالساهرون على الأمن اختاروا القيام بحملاتهم صباحا ومساء، إذ تحرص الشرطة بمختلف عناصرها على تفقد الوضع. وكشف عبد الله مود، رئيس فرقة الدراجين المتنقلة بكلميم، أن عناصر الدراجين تقوم بمشاركة الدوريات الأمنية وفرقة الاستعلامات العامة بتمشيط مجموعة من المناطق من بينها جنبات المطاحن المعروفة بظلامها الدامس بفعل غياب الإنارة العمومية وهو ما يجعلها فضاء لتربص المجرمين بالمارة لاستهدافهم وسلب ممتلكاتهم، إضافة إلى الحدائق ومحيط المركز الجامعي لكلميم، إذ ينتشر مدمنو الخمر وعصابات اللصوص. ولرصد الوضع الأمني بالمدينة بعيدا عن الرسميات، عاينت "الصباح" خلال جولة لها استنفارا أمنيا بجميع الأماكن التي تعرف حركة كثيفة وكذا في المناطق المظلمة والتي يتوقع أن تشهد جرائم العنف والسرقة والاغتصاب، إذ تمت الاستعانة بفرقة الدراجين لرصد كل صغيرة وكبيرة، بمجموعة من الأحياء من بينها حي القصبة الذي يتميز بوجود كهوف تشجع على توافد واختباء المجرمين وبحي النخيلات الذي يسمى كلميم القديم والواحة الرياضية وحديقة التواغيل وحي الفيلة وشارع محمد السادس، إضافة إلى مجموعة من المناطق التي تشهد استنفارا أمنيا لإبقاء الوضع تحت السيطرة. "البراج" ... السكانير لا بد للمارة القادمين من وسط المدينة أو من طانطان، أن يلحظوا سدودا إدارية يشرف عليها رجال أمن بمختلف تشكيلاتهم، لتفتيش السيارات والشاحنات والعربات وكذا الدراجات المشكوك في أمور أصحابها. "الداخل لكلميم والخارج منها تحت المراقبة" بهذه العبارات كشف سعيد فهمي، العميد المركزي بالمنطقة الإقليمية بكلميم، الإجراءات الأمنية المشددة التي تتميز بها المدينة باعتبارها بوابة الصحراء. وكشف المسؤول الأمني أنه للتحكم في الأمر، عمدت المصالح الأمنية إلى إقامة السد رقم 1 الذي يطلع بدور مهم في المراقبة والتفتيش، وهو الذي يوجد في المدخل الشمالي للمدينة، والسد رقم 2 المتمركز في المدخل الجنوبي والسد رقم 3 القائم بالمدخل الشرقي. وفي ما يتعلق بالسد القضائي فإنه يتم الاعتماد عليه فقط، خلال الأوقات التي تعرف فيها مداخل المدينة حركة كبيرة، خلال المناسبات الدينية والوطنية، وتبقى الحاجة إلى استعماله حسب الظرفية والوقت وبناء على بعض المعطيات الأمنية. وأوضح العميد المركزي، أن الهدف من وراء إحداث مجموعة من السدود الإدارية بمدخل منطقة كلميم، يبقى مراقبة السيارات والشاحنات القادمة من وسط المدينة وكذا من طريق طانطان باعتبار كلميم بوابة الصحراء وموقعها الإستراتيجي الذي يجعلها منطقة عبور بشكل يومي. حرب المقاتلات عاينت "الصباح" مجموعة من السيارات المتخصصة في تهريب البنزين أو السلع والتي يطلق عليها اسم "المقاتلات"، يضطر سائقوها إلى الرجوع إلى الخلف بسبب الضغط الممارس عليهم بفعل المراقبة الأمنية الدقيقة، فبمجرد الوصول إلى منطقة السدود الأمنية يسلكون الطرق الوعرة ومنافذ غير معبدة غير تابعة للنفوذ الأمني للشرطة وذلك للفرار وتجنب إيقافهم. وحسب مصادر "الصباح"، غالبا ما يختار سائقو "المقاتلات" بسبب أنشطتهم المحظورة المتعلقة بالتهريب، الفرار من المطاردات الأمنية وسلك مسافات طويلة في الطرق الصحراوية غير المعبدة. عراقيل تواجه الأمن من بين العراقيل التي تواجه نجاح عمل أمن منطقة كلميم، انتشار الطرق غير المعبدة، وارتفاع عدد البنايات المهجورة والكهوف وانعدام الإنارة العمومية في أغلب أحياء المدينة التي تشكل نسبة 80 في المائة من الصعوبات، التي تعرقل مهام الشرطة التي تضطر إلى القيام بمبادرات فردية لتفقد المحلات التجارية والمؤسسات العمومية وتعقب المشتبه فيهم. وفي هذا الإطار رفعت الشرطة تقريرا مكتوبا يوضح سوء البنيات التحتية التي ما زالت كلميم تعانيها، من أجل توفير ما يحتاجه السكان وإصلاح ما يمكن إصلاحه، من أجل تسهيل مأمورية الأمن. حصيلة مشرفة تمكنت مصالح الأمن بكلميم خلال نونبر الماضي من إيقاف 80 شخصا في حالة تلبس، و 40 من المبحوث عنهم، و أربعة أشخاص متهمين باستعمال الأسلحة البيضاء، في حين تم تقديم 151 شخصا أحيلوا على النيابة العامة المختصة. وفي ما يتعلق بالأشخاص الذين تم التحقق من هويتهم قبل إطلاق سراحهم، بلغ عددهم 1426 شخصا.

أمن كلميم … ضربات استباقية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عصابة تبيع مسروقات بموقع تجاري

جطو يفكك ريع أسواق الخضر

مقالات ذات صلة