بائعو الخضر والفواكه والأسماك يعودون إلى "الفراشات" بسبب غلاء نفقات الكراء بعد مضي عام من تدشين فضاء القرب أناسي، الذي يضم حوالي 300 محل، لبيع الخضر والفواكه والأسماك ومنتجات النسيج والألبسة، عاد الباعة المتجولون إلى عادتهم القديمة، بعدما ضاقت بهم محلات فضاء القرب أناسي، بسبب غلاء سومة الكراء، التي وصلت إلى 900 درهم، بالإضافة إلى ظهور باعة متجولين جدد بمحاذاة السوق، الذين يستقطبون الزبناء . يضم الفضاء التجاري للقرب "أناسي" مجموعة من المحلات التي تنشط في تجارة الملابس الجاهزة، تمارس نشاطها بشكل عاد، إذ عاينت "الصباح" أن السوق، الذي شيد في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من قبل جمعية تنمية الفضاءات العمومية، ينقسم إلى نصفين، الأول مخصص لبائعي الخضر والفواكه والأسماك، وهو مقفل الأبواب، ويمنع الباعة من ولوجه، بينما النصف الأخر يشهد حركة نشيطة. واصطف الباعة "المتمردون" على طول جدار السوق النموذجي، وعرضوا سلعهم فوق طاولات خشبية، بينما بائعو الأسماك يعرضون سلعهم في صناديق بلاستيكية في الهواء الطلق. العودة إلى الشارع خرج الباعة منذ أشهر إلى محيط السوق، بعدما عجزوا عن أداء مصاريف الكراء، التي حددت في 1200 درهم للشهر لكل محل، منذ الافتتاح إلى حدود الأشهر الأخيرة، إذ خفضت الجمعية السومة إلى 900 درهم شهريا، لكن الباعة لم يرضوا بالمبلغ المفروض، ويقول أحدهم" ما نزال في الشارع، أمام السوق، وهناك مجموعة من الأشخاص يحملون الهراوات، ويمنعون أي شخص من الدخول، إلا من عبر عن نيته في دفع أجرة الكراء." وأضاف المتحدث ذاته، أن عشرة أشخاص فقط من قبلوا أداء السومةالكرائية من أصل 132 بائعا، بينهم 70 من بائعي الخضر، و40 من بائعي الفواكه، بالإضافة إلى 28 من بائعي الأسماك. وتابع المتحدث ذاته حديثه مع "الصباح" قائلا "في الأشهر الأخيرة لم نعد قادرين على أداء مصاريف الكراء، لأن الرواج لم يعد كما كان من قبل، إذ لا ننكر أن الأشهر الثلاثة الأولى، كانت الأوضاع جيدة، لكن الأمور أخذت تزداد سواء مع مرور الوقت، حتى وصلنا إلى مستوى لم نعد قادرين على توفير مبلغ الكراء، لأن محيط السوق أصبح يعج بالباعة المتجولين والسلطات لا تحاربهم". "غزو الفراشة" ومن جهته، أكد بائع أسماك من الذين أغلق السوق في وجههم، "كنت أقوم بتحويل المبلغ كل شهر في حساب بنكي، لمدة سنة كاملة، لكنني امتنعت عن الأداء منذ خمسة أشهر"، موضحا أنه "في زمن العامل السابق كنا نعمل بشكل عاد، ولم يكن هناك "فراشة" في محيط السوق، لأنه كان يحاربهم ويحرر الملك العمومي، أما الآن فقد عادت هذه المظاهر من جديد، واشتكينا مرارا لقائد المنطقة، لكنه يقول إنه لا يستطيع تغير هذا الواقع، وتظلمنا أيضا لدى الجمعية المشرفة على الفضاء، لكنهاقالت لنا بدورها إنها نقلت معاناتناإلى قائد المنطقة، لكن في الواقع لم يتغير شيء أبدا". وتابع السماك حديثه لـ "الصباح قائلا "نطالب اليوم بأن يبتعد أصحاب "الفراشات"الذين ينشطون في محيط السوق، بالمسافة التي اتفقنا حولها عند افتتاح الفضاء التجاري، التي تبلغ 2 كيلومتر مربع"، مضيفا أنه يجب "تحديد ثمن الكراء في 20 درهما، كما هو الحال بالنسبة إلى باقي الأسواق التابعة لعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي وسيدي مومن، إذ هناك من يدفع 3 دراهم وهناك من يدفع 10 دراهم بينما نحن نقترح أن نؤدي 20 درهما، وهو ثمن مناسب لنا وللجمعية كذلك". وأقفلت أبواب الحوار في وجه الباعة، إذ قال أحدهم، يدعى "حمودة"، كان ضمن مجموعة الباعة تحدثوا لـ "الصباح"، "اليوم لا نجد أي محاور أمامنا، وها نحن نعرض سلعنا في الخارج، وهذا الوضع أفضل بالنسبة إلي، إذأصبحت أحصل أزيد من 200 درهم في الشارع، لكن حينما كنت داخل السوق لم أكن أجمع هذا المبلغ إلا بعد يومين أو ثلاثة من العمل". عصام الناصيري