يبدو أن تنسيقية المسيحيين المغاربة ترفض التخلي عن مطالبها، والحق في إقامة شعائرها الدينية بشكل علني، رغم عدم تجاوب الجهات الرسمية مع جملة المطالب التي وجهت لها من قبل هذه الفئة، ولعل أبرزها رئاسة الحكومة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إذ عادت التنسيقية للتأكيد على مطالبها من جديد، بعد الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في فعاليات الدورة الثانية للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان، والمتمثلة في خمس نقاط أساسية، إذ يطمحون إلى دفن موتاهم وفق العقيدة المسيحية، في مقابر خاصة، وتوثيق عقود الزواج وفق عقيدتهم، بالإضافة إلى مطلب إقامة الصلاة بشكل علني دون خوف، وجعل مادة التربية الدينية اختيارية في المدارس العمومية، وأخيرا اختيار أسماء أبنائهم وفق عقيدة المسيح. وعبرت تنسيقية المسيحيين المغاربة في رسالة مفتوحة إلى الجهات المسؤولة والرأي العام، بمناسبة الدورة الثانية للمؤتمر الدولي لحوار الأديان، التي أقيمت بفاس، والتي نظمتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي والمنظمة الدولية للفرانكفونية، بين 10 و 12 شتنبر الجاري، (عبرت) عن تثمينها لمقاصد رسالة أمير المؤمنين، محمد السادس، حول «سؤال الغيرية»، التي تحدثت في مجملها عن «نموذجه في دحض الفكر المتطرف والخطابات المتشددة». وأكد المسيحيون المغاربة أنهم لا يتمتعون بالحقوق نفسها، التي يتمتع بها المسيحيون العابرون والمقيمون بالمغرب، موضحين في الرسالة ذاتها، «نؤكد أننا مواطنون مغاربة مسيحيون من أصل مغربي وقاطنون به، ومتشبثون بمغربيتنا ومستعدون للدفاع عن حوزة الوطن ضد أي محاولة للنيل منه، وما زالت لنا مطالب تختلف عما يتمتع به المسيحيون العابرون أو المقيمون والتي ما زلنا ننتظر الاستجابة لها، وهي ذات صلة بحرية العقيدة، وفق ما تضمنته المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ووفق ما جاء في توجيهات صاحب الجلالة محمد السادس، أمير المؤمنين، على اختلاف مللهم ونحلهم ودياناتهم». وشدد المسيحيون المغاربة، على أن التصريحات الملكية المتعلقة بالمعنى المنطقي والمعقول لمفهوم إمارة المؤمنين، والتي تعتبر أن الملك محمد السادس، ملك لكل المؤمنين، تعد بوصلة لمرافعتهم حول مطالبهم إلى حين تحقيقها، معتبرين أن التصريحات الملكية بهذا الخصوص، تكريس لحقهم في الاعتقاد المكفول بمضامين الدستور المغربي. عصام الناصيري