بودريقة وعقدة الأرانب

شخصيات في قلب العاصفة (الحلقة الأخيرة) "الله انجيك من غضبة المغاربة"، حكمة يمكن إسقاطها على مجموعة من الشخصيات في عالم السياسة والرياضة، التي اكتوت بنار الغضب الشعبي بعدما أصبحت في قلب العاصفة. هم مشاهير يتوزعون بين وزراء ورياضيين وبرلمانيين، تسببت تصريحاتهم غير المحسوبة العواقب، في إشعال موجة غضب ضدهم، بعدما أثارت مواقفهم العفوية حفيظة المتتبعين، لينتقل الغضب من مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى الشارع، ومنهم من أوصلته تصريحاته المثيرة للجدل إلى ردهات المحاكم. تصريح مستفز للوداد حوله أنصاره من سبة لهم إلى شبح يطارد الرئيس الرجاوي لم يكن محمد بودريقة الرئيس السابق لفريق الرجاء الرياضي لكرة القدم، يدري أن تفوهه بكلمة الأرانب سيجعله فوق فوهة بركان بعدما أغضب مكونات غريمه التقليدي الوداد، وهي الغضبة التي ظلت تطارده حتى بعد مغادرته قيادة سفينة الفريق الأخضر. وتحولت فترة رئاسة بودريقة إلى وبال عليه، بعدما أصبح يواجه عقدة "الأرانب" التي حولها الوداديون من سبة لهم إلى سلاح للرد على الرئيس الرجاوي. وتعود تفاصيل تحول بودريقة إلى موضوع للمعركة بين الجماهير الودادية والرجاوية، إلى تعليقه في أحد البرامج الإذاعية في دجنبر 2014، وهو يصف فوز الوداد على الفريق الذي يرأسه، ب "الفرحة التي أهداها الرجاويون للوداديين بعد افتقادهم لها". وقال بودريقة تعليقا على خسارة فريقه بالديربي "لم يفز الوداد بالديربي منذ مدة، دعوهم يفرحوا قليلا بإنجازهم هذا". ولم يكتف رئيس الرجاء بالتصريح المذكور، بل أضاف قائلا "الرجاء ديما عندو السرعة النهائية، لحقاش كاينة السرعة النهائية وكاين أرنب السباق، العبرة بالخواتم، والفريق الأخضر سيعود لتألقه وتوهجه، وسيحرز درع البطولة نهاية الموسم". تصريحات أغضبت مكونات الوداد، خاصة جماهيره التي اعتبرتها تصريحات مستفزة من رئيس فريق كبير من حجم الرجاء الرياضي، معتبرة أنه رغم الاستفزازات المثارة بين الجماهير إلا أنها لا تخرج عن إطار إثارة الحماس و"التقشاب" وفي نهاية المطاف التنافس الشريف يبقى هو الحكم الفيصل، وشدد جمهور الوداد في تدويناته الفيسبوكية وكذا اتصالاته الهاتفية للإذاعات عن شجبه لمثل هذه التصرفات غير المقبولة خاصة عندما تصدر من قبل نائب لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وفي رد على ما جاء على لسان رئيس الفريق الأخضر، ابتكر أنصار فريق الوداد، أسلوبا جديدا في الاحتفال بحصول فريقهم على درع البطولة الوطنية، إذ التمست "إلترا الوينرز" وكذا المشرفون على الصفحات المشجعة للوداد، من الجمهور الحضور إلى المركب الرياضي محمد الخامس خلال مباراة الفريق أمام أولمبيك خريبكة لحساب آخر جولات منافسات البطولة، مرفوقين بالأرانب وارتداء زي تقليدي موحد وعلى رأسهم "الطربوش" المغربي الذي يرمز لثقافة النادي وتقاليده، إذ يفتخر الوداديون بحمل تسمية "وداد الأمة". "مول الفز كايقفز" لم تمر احتفالات الوداد الرياضي لكرة القدم بالتتويج باللقب في 2015 دون الحديث عن الأرانب، إذ رفع أنصار الفريق الأحمر صورا للأرانب، كما قام بعضهم بإطلاقها بأرضية مركب محمد الخامس، في رسالة إلى محمد بودريقة، متسائلين وهم يتهكمون "دابا شكون هوما أرانب السباق حنا ولا الرجا؟". ولوضع حد لحرب الأرانب، نفى بودريقة وصفه لجماهير فريق الوداد بعبارة "أرانب السباق"، قائلا لمناسبة حلوله ضيفا على أحد البرامج الإذاعية، "هم من أرادوا أن يطلقوا على أنفسهم عبارة أرانب السباق، أنا مالي... مول الفز كايقفز، لم أقصدهم بتلك العبارة أؤكد لكم ذلك". وأضاف الرئيس السابق للرجاء "قلت إننا لا يجب أن نكون أرانب سباق، يجب أن ننظر لخاتمة المنافسة، فالعبرة بالخواتم، وهذه الأخيرة لم تكن في صالحنا، لم أقصد لا فريق الوداد وجماهيره ولا فريقا آخر، هذا كل ما في الأمر". ورغم نفي بودريقة وصفه لجماهير فريق الوداد الرياضي بعبارة "الأرانب" إلا أنها أصبحت لقبا لصيقا به وشعارا يرفعه أنصار الوداد لاستفزاز خصومهم الرجاويين. محمد بها

بودريقة وعقدة الأرانب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العلمي: أحن إلى البادية

التهرب الضريبي ... أزمة ثقة بين الإدارة والمواطن

مقالات ذات صلة