الهيني … بصمة حزن

في حياة كل منا بصمة حزن، قد تكون الدافع نحو المجهول في حال الاستسلام إليها، وجعلها محور الحياة، وقد تكون الدافع نحو التغيير إلى الأفضل. محمد الهيني، القاضي السابق والمحامي حاليا بهيأة تطوان، عاش فترة عصيبة انضافت إلى ما عاشه في طفولته، بعد عزله من سلك القضاء، وواجه المجهول، رفقة أسرته، بعدما تخلى عنه من كان يعتبرهم سندا له في الحياة، لكن ذلك الحزن كان دافعا له لتغيير حياته وحياة أسرته إلى الأفضل. كريمة مصلى الحلقة 1 ... الانتظار يحكي محمد الهيني، القاضي السابق، عن أول يوم يتلقى فيه خبر العزل بالقول، "كان يوما فاصلا في حياتي. لقد عشت صبيحة وزوال ذلك اليوم لحظات عصيبة. لقد أخبرني القدر أنه يخفي لي شيئا غير سار. كنت بمكتبي بالنيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، لم يتوقف ذهني عن التفكير بخبر سيئ قادم لا محالة وعلى تنظيم أموري والتفكير في كيفية التعاطي معه. فجأة قررت مغادرة المحكمة واللحاق بالمنزل. اتصلت بمجموعة من الزملاء القضاة والصحافيين ومنهم الصحافية كريمة مصلي للاستفسار هل هناك أخبار عن نتائج المجلس الأعلى للقضاء، سيما مع شيوع خبر مصادقة الملك على مقرراته ورجوع المحضر من الديوان الملكي". تلك المشاعر الممزوجة بالترقب والخوف من القادم دفعت القاضي الهيني إلى انتظار الأسوأ، وإن كان بداخله صوت يحاول طمأنته، لكن الغموض الذي كان يحيط بالأخبار المتناثرة، وحتى عدم إجابة بعض الأشخاص على اتصالاته أكدت له أن قرارا قاسيا سيصدر في حقه من قرارات المجلس الأعلى للقضاء، الذي كان ملفه محالا عليه. يضيف القاضي في حديثه "بدأت الأخبار بالإشارة إلى أن هناك عزل قاض، تيقنت أن الأمر يتعلق بي شخصيا وإن ما كنت أتوقعه منذ زمن ليس بالقليل أصبح واقعا معاشا ويتعين علي التكيف معه". لم يمر وقت كبير بين التكهنات التي كانت تدور في رأس الهيني وبين الأخبار التي بدأت تنشر في بعض المواقع الإلكترونية، خاصة موقعا مقربا من وزير العدل السابق، الذي عنون الخبر "عزل الملك للقاضي الهيني" وهو ما اعتبره الهيني صفعة جديدة توجه له في ظل ما كان يظن حسب أنصار الوزير أنه انتشاء بانتصار طالما خططوا له، واستعمال اسم الملك كان بغرض الإيحاء للرأي العام أن العزل لا يتحمله الرميد وإنما الملك وحده. على الجهة المقابلة، كانت الصحف والمواقع الإلكترونية واضحة في نسبة العزل للمجلس الأعلى للقضاء الذي ترأس أعماله الوزير السابق، لأن تأشيرة الملك لا تزيل المسؤولية عمن أصدر القرار. رغم محاولات الهيني تقبل القرار وإن كان لم يتوصل به بصفة رسمية، إلا أن انتشاره بتلك السرعة كالنار في الهشيم أكد له أنها الحقيقة التي يجب عليه تقبلها، وإن كانت بحجم تلك القساوة، التي لا مبرر لها, بالنظر إلى أنه لم يقترف خطأ جسيما يستوجب مثل ذلك القرار، وبدأت في تلك اللحظة تراوده مجموعة من الأفكار، وبدأت الأحداث والأفكار تتصارع بداخله، وأحس باختناق شديد، كاد أن يعصف بحياته. في تلك اللحظة التي كانت تمر بشكل عصيب، استحضر ماضيه وما عاناه في طفولته والصراع الذي خاضه مع الزمن لتحقيق حلم أمه في أن يصبح قاضيا، غايته نشر العدل والقضاء على الظلم الذي عانى منه كثيرا إلى جانب العديد، وهو الحلم الذي انتهى بجرة قلم، وانقلب إلى كابوس مرعب، استفاق منه على خبر العزل من سلك القضاء.

الهيني … بصمة حزن

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بناصر تشارك متابعيها موهبتها في الغناء

"ليدك" تجهز دواوير بأكثر من 4 ملايير

مقالات ذات صلة