خلفت الأمطار الغزيرة التي عرفها إقليم تارودانت خلال الأيام الأخيرة مفقودين وخسائر مادية مهمة، كما تسببت في عزل مختلف مناطق الإقليم معيدة بذلك سيناريو الفيضانات المهولة التي همت المدينة قبل شهور، والتي كانت قد أزهقت أرواحا، إلى جانب الخسائر المادية التي لازال بعض المتضررين منها يعيشون تبعاتها.وهكذا، اعتبر شخصان في عداد المفقودين، أحدهما بالجماعة القروية تالكجونت، (عمره 22 سنة)، جرفته مياه وادي تالكجونت، أما الثاني، فسجل بالجماعة القروية احمر لكلالشة، إذ كان يمتطي دراجة نارية، بعد أن هوت به دراجته وسط وادي الواعر. وعزلت الفيضانات مدينة تارودانت بعد انقطاع كل الطرق المؤدية من وإليها، معرية بذلك واقع البنية التحتية بها، إذ سجل فيضان وادي سوس مستوى قياسيا، وأدى إلى قطع الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين أكادير وتارودانت، كما انقطعت الطريق الجهوية عبر أمسكر الرابطة بين الجماعة القروية سيدي موسى الحمري وتارودانت، بسبب فيضان وادي الواعر، في الوقت الذي أدى فيه فيضان وادي الفارغ إلى قطع الطريق إلى تاليوين، والتي كادت أن تشهد كارثة بسبب جرف السيول لحافلة، قبل أن يتم التدخل لإنقاذ الركاب. كما أنقذ رجال الدرك وعناصر الوقاية المدنية والمواطنون سبعة أشخاص كانوا على متن سيارة جرفتها مياه وادي الواعر. وتسبب فيضان أحد الأودية بأيت إيعزة في انجراف التربة وكثرة الأوحال التي أدت إلى تسرب المياه إلى الدور المجاورة مع تسجيل خسائر مادية كبيرة.وبتالكجونت التابعة لدائرة أولاد برحيل، أدت التساقطات إلى غلق جميع المنافذ المؤدية للجماعة مخلفة خسائر مادية جسيمة، إذ ألحقت أضرارا في أزيد من 15 منزلا، وبالجماعة القروية أيت إكاس بالدائرة نفسها، غمرت المياه أزيد من 40 منزلا وأتلفت كل محتوياتها ، كما انهارت منازل بدوار أيت غزوان،. وبالجماعة القروية حد إمولاس، جرف فيضان واد إمولاس مجموعة من المعدات الخاصة بالبناء وجرافتين كانت تستعمل في ورش إنجاز أشغال سد سيدي عبد الله ، وعزلت المنطقة بعد انقطاع مجموعة من الطرق والمسالك. كما تضررت الطرق بمركز تارودانت، خاصة بعد عجز قنوات الصرف عن استيعاب كميات المياه التي خلفتها التساقطات، واستغرب المواطنون من الحالة التي آلت إليها بعض القناطر التي تم إنشاؤها مؤخرا وخاصة قنطرتي وادي الواعر ووادي سوس. ومكنت التساقطات المطرية الغزيرة من جهة ثانية من رفع حقينة سدود المنطقة التي تجاوزت المائة بالمائة، حسب مصادر من وكالة الحوض المائي سوس ماسة درعة. محمد الغازي (تارودانت)