لا تخلو الحفلات التي يحييها العديد من الفنانين، خاصة حفلات الزفاف، من مواقف طريفة، تظل راسخة في أذهانهم، ولو بعد مرور سنوات طويلة. في الحلقات التالية، نسترجع، رفقة مجموعة من الفنانين، بعضا من تلك المواقف الطريفة لنقرب القراء من تفاصيلها. أمينة كندي الحلقة الأخيرة: الستاتي يتشاجر مع أصحاب عرس يعتبر الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي من الأسماء الفنية الأكثر طلبا في مجال إحياء السهرات والمهرجانات، وكذلك حفلات الزفاف، إذ لا يتوانى عن تلبية طلب جمهوره لمشاركتهم أفراحهم ومناسباتهم الخاصة. وخلال فترة الثمانينات والتسعينات، بدأ نجم الفنان عبد العزيز الستاتي يسطع في سماء الأغنية الشعبية، واشتهر لدى شريحة واسعة من الجمهور، ما جعله يلقى إقبالا كبيرا، خاصة في مجال إحياء حفلات الزفاف المغربية. ويحكي الفنان الستاتي أنه، بعد اتفاق على إحياء حفل زفاف، في منطقة قروية، ضواحي البيضاء، تنقل رفقة أعضاء مجموعته وصاحب السيارة المكتارة إلى المكان المتفق عليه للقاء شخص من عائلة العروس حتى يساعدهم في الوصول إلى مكان الاحتفال. كان يتعين على الستاتي المرور، رفقة أعضاء الفرقة، عبر طريق غير معبدة، لكن تبين له أن سيارتهم محاصرة بسيارتين من الأمام والخلف حتى لا يتمكنوا من الرجوع إذا ما فكروا في ذلك. قطع الفنان الشعبي رفقة أعضاء فرقته مسافة تزيد عن عشرين كيلومترا في "بيست"، كما كان صاحب السيارة المكتراة يردد في كل مرة بلكنته الجبلية متحدثا بنبرة غضب للستاتي "أخاي الحد د الدونيا هذا..."، ليجيبه "حنا طالع لينا الدم وزيدنا حتى نتا". طلب الستاتي من صاحب السيارة التوقف وسأل سائقي السيارتين الأمامية والخلفية عن مكان حفل الزفاف ليؤكدوا أنه قريب، لكنه وأعضاء فرقته كانوا غير مقتنعين بهذه الإجابة التي ترددت أزيد من مرة. أصر الستاتي وأعضاء مجموعته على عدم مواصلة السير نحو مكان حفل الزفاف، الأمر الذي لم يتقبله أصحابه فتشاجروا معهم وعادوا أدراجهم دون إحيائه. ويواصل الستاتي أن إحياء حفلات الزفاف لا يخلو من مواقف طريفة، ومنها ما حدث في حفل زفاف نواحي البيضاء، حيث توجه شخص نحوه ومنحه "غرامة" طالبا منه أداء أغنية "العلوة"، ليؤديها ويفاجأ بعد انتهائه منها بالشخص ذاته يقول له غاضبا "لماذا لم تغن العلوة... راني مازال كنتسنى"، فاضطر لإعادتها للمرة الثانية. "مانطات" فوق مكبر الصوت ومن بين المواقف التي واجهها الستاتي في بداية التسعينات في ما يخص إحياء حفلات الزفاف، يحكي أنه تقبل تقديم فقراته الغنائية على سطح منزل، سيما أن تلك الفترة لم تكن بعد قد عرفت انتشار ظاهرة قاعات الأفراح. وما ميز إحياء الستاتي لحفل الزفاف ذاته أنها كانت المرة الأولى التي يستعين فيها بأجهزة مكبرة للصوت، وذلك بهدف مسايرة ما يعرفه المجال من تطورات تكنولوجية. وتفاعل عدد من الحضور مع أغاني عبد العزيز الستاتي، الذي لاحظ، فجأة، أن صوت الجهاز انخفض ليذهب من أجل مراقبته فيكتشف أن بعض المدعوات انزعجن منه فوضعت أم العروسة "مانطات" فوقه إرضاء لهن.