عنف التلاميذ الغشاشين … الخرشي: خلل المنظومة التربوية

< لوحظ ارتفاع كبير في اعتداء تلاميذ على أساتذتهم، ما رأيك؟ < ظاهرة العنف بالمدارس هي ظاهرة تتنامى في جميع الأوساط والمجتمعات، ولها آثار سلبية على التلاميذ وباقي أطراف المجتمع، فالأطفال يعانون بسبب عنف الكبار، وبالتالي هناك عنف مضاد منهم تجاه المربين والأساتذة. المعاناة وكهربة الأجواء داخل الفصول والمؤسسات التعليمية لها تأثير على التدريس وعدم إيصال المعلومة والمعرفة، اللتين هما الهدف الأول من التعليم، وكذلك اكتساب سلوك مدني راق وروح الانتماء، الذي هو القاعدة الأساسية في التربية الوطنية. وإذا كان هذا الوباء وصل إلى المدرسة، فكيف نحاربه في الشوارع والملاعب والأسواق والضواحي، والسؤال المطروح حول دور الوسط الأسري والمدرسة في تنامي هذا السلوك الشاذ، ومهما كان الجواب علينا الاشتغال على مقاومة التوتر وإرساء قيم التعايش والتسامح، بشكل جماعي وإلا سنؤدي الثمن غاليا. < ما هي أنواع العنف داخل المدرسة؟ < هناك أنواع عديدة من مظاهر العنف، إذ نجد العنف بين التلاميذ، والعنف ضد الأساتذة وضد المؤسسات وأيضا العنف الجسدي والنفسي واللفظي والسلوكي والجنسي وحتى الإلكتروني. وأسباب تفشيه، لها علاقة بالمنظومة التربوية، إذ نجد التلاميذ غالبا ما يتهمون كثيرا الأستاذ بدون سند أو حجة، بانعدام الكفاءة أو تحيز تجاه تلاميذ معينين، ما يؤدي إلى سوء الفهم وردود فعل مؤثرة. وهناك أسباب أيضا لها علاقة بالتلميذ نفسه، إذ غالبا ما يكون في حاجة إلى دعم تربوي ونفسي ومادي، وهناك أسباب لها علاقة بالأسرة ، منها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والبطالة، ثم الانتماء إلى مناطق معزولة. والنتائج غالبا ما تكون كارثية، تؤثر على الحالة الصحية للتلميذ، لمعاناته القلق والغضب بدون سبب والخوف وعدم الثقة في النفس، والشعور بعياء مزمن، وفقدان الشهية والميل للانعزال والانحراف، ثم عدم التركيز والتغيب، ما يشجع على الهدر المدرسي. < ما هي الحلول من أجل الوقاية من هذه الظاهرة؟ < أولا يجب أن يكون التعليم إجباريا إلى سن معينة والقيام بحملات توعية وتحسيس، وتذكير التلاميذ بالقيم، لأن الهدف من التربية هو المصاحبة التي ترسخ الكثير من المسؤولية والاستقلالية للتلميذ، دون إغفال دعم العائلات المعوزة، وإنعاش الأنشطة الموازية بمنهجية تشاركية، وكذلك الرهان على التكوين المستمر لأطر التربية الوطنية. أود أن أشير إلى أننا كنا من جيل ينتمي إلى وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة، إذ كان لنا مطعم وطب مدرسيان، وفضاء للترفيه والعبادة وكانا نؤدي تحية العلم ونلبس بذلة موحدة ونوزع الجوائز على المتميزين، ونشجع الآخرين متجاوزين كل الفوارق الاجتماعية، بل كنا نتقبل رأي الآخر والنتائج مهما كانت بروح عالية. لم نكن نسعى للنجاح من أجل النجاح فقط، بل من أجل الاعتراف بقيمة التمكين المعرفي دون اللجوء إلى الغش والكسل لأننا كنا نعتبرهما سلوكين شاذين. * أستاذ علم النفس التربوي أجرى الحوار : مصطفى لطفي

عنف التلاميذ الغشاشين … الخرشي: خلل المنظومة التربوية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

23 قتيلا في 1452 حادثة سير في أسبوع

أخبار الحوادث

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات