العدالة والتنمية دافع عن إطلاق سراح معتقلي بوعرفة

قال الصديق الكبوري، قيادي الحزب الاشتراكي الموحد والكونفدرالية الديمقراطية للشغل ببوعرفة، إنه فوجئ، مثل رفاقه المعتقلين على خلفية أحداث 18 ماي الماضي، بقرار العفو عنهم، مؤكدا أنه، إلى حدود صباح السبت الماضي، لم يكن يعلم أي شيء عن الموضوع، "قبل أن تتصل بنا إدارة السجن المحلي ببوعرفة، وتخبرنا بقرار العفو، وبالتالي إطلاق سراحنا بعد قضاء زهاء ثمانية أشهر في السجن".وأوضح الكبوري أن العفو لم يكن منتظرا، علما أن ملف اعتقالنا السياسي شهد عدة تحركات، على امتداد وجودنا وراء أسوار السجن، قادتها قوى ديمقراطية وحقوقية داخل المغرب وخارجه للمطالبة بإطلاق سراحنا وإنهاء حكم نعتبره جائرا وغير عادل". وقال الكبوري، في تصريح لـ"الصباح"، إن عددا كبيرا من لجان التضامن والمساندة من كندا وأمريكا وإسبانيا وجنوب إفريقيا وفي دول أخرى قادت حملة واسعة على الصعيدين الوطني والدولي، وقامت بمراسلة الجهات الرسمية بالمغرب، وهي التحركات التي تزامنت مع مبادرات أخرى لقوى حزبية ونقابية وحقوقية بالمغرب طالبت بإنهاء هذا الملف و"أعتقد أن كل هذه المبادرات الحميدة أعطت أكلها وانتهى الأمر بعودة الأمور إلى سيرتها الأولى".وعبر الكبوري، في السياق نفسه، عن قناعته، بأن العفو تصحيح لخطأ، وتجاوز، بطريقة ما، لعدد من الخروقات القانونية والتجاوزات الحقوقية التي عرفتها محاكمة معتقلي بوعرفة، إنها محاكمة صورية وجائرة وتنتفي فيها كل شروط المحاكمة العادلة المنصوص عليها دستوريا والخاضعة للمعايير الــــــدولية.وأكد الكبوري أن العفو غير مقيد بأي شروط، عكس ذلك حظينا، فور إطلاق سراحنا، باستقبال حار ورائع من طرف الجميع، "واستقبلنا بالتمر والحليب وشعارات التضامن والمساندة بمقرات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوجدة وبوعرفة وبجميع المناطق التي مرت بها قافلة الرفاق المفرج عنهم، كان الأمر يشبه عرسا كبيرا خلف أثرا بالغا في قلوبنا".وقال الكبوري إن هذا العرس لن يكتمل إلا بإشارات أخرى من طرف الجهات المعنية لوضع حد لحالة الاحتقان بالمنطقة، موضحا أن السلطات ارتكبت، منذ 18 ماي الماضي، عددا من الخروقات والتجاوزات القانونية في حق مناضلين ونقابيين، مثل اقتطاع رواتب موظفين، وتضييقات على حرية التعبير والاحتجاج والحركة المطلبية بالمدينة، وخروقات أخرى بالجملة طلب المفرج عنه من المعنيين بالأمر إرسال إشارات قوية لتجاوزها وفتح حوارات حقيقية مع المعطلين وممثلي المجتمع المدني على قاعدة عدد من الملفات الاجتماعية والحقوقية والنقابية والسياسية التي ترهن المدينة.وأبرز الكبوري أن أهم الملفات المعلقة تتعلق بمحاربة مظاهر الفساد المالي الذي يضرب أطنابه في المنطقة، "هناك لصوص في عدد من مؤسسات الدولة، وتجاوزات في الصفقات العمومية ونهب في واضحة النهار لأراضي الجموع التي أهديت الكيلومترات منها لأشباه المستثمرين لتشجيع الاستثمار وخلق لمناصب الشغل والتنمية المحلية، في الوقت الذي حولها هؤلاء إلى عقارات صالحة للبناء.وأوضح الكبوري أن الإقليم يعيش تهميشا مطلقا على مستوى النقل والصحة والخدمات والتعليم والسكن وتطبيق مدونة الشغل وإنصاف العمال، ومطلوب أن تتحرك الدولة والحكومة لإيجاد حلول جذرية لذلك، حتى لا يضطر سكان المنطقة إلى الموت بأمراض منقرضة.وعلق الكبوري على صدور قرار العفو في ظل حكومة العدالة والتنمية، بقوله إن رفاقه في السجن تابعوا عن كثب سياق الانتخابات التشريعية الماضية، وتتبعوا مختلف برامج الأحزاب السياسية، إذ كانت الإشارة واضحة من عدد من الأحزاب، ضمنها الحزب الذي حاز أكبر عدد من المقاعد، لرفع حالة الاحتقان في المشهد السياسي وإعطاء إشارات لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وطي هذا الملف.وقال الكبوري إن العدالة والتنمية ظل متمسكا بهذا المطلب حتى بعد تعيين الحكومة، بل إن عضوا قياديا منه، تقلد منصب وزير، وهو عبد القادر عمارة، وزير الصناعة والتجارة والتيكنولوجيات الحديثة، قال، في تصريح صحافي سابق، إنه مستعد لزيارة بوعرفة، لكن شرط أن يكون بجانبه الصديق الكبوري، وهو ما اعتبرناه إشارة قوية من طرف الحزب لإطلاق سراح المعتقلين.وأضاف الكبوري أن المعتقلين تعاملوا بإيجاب مع هذه الإشارات، وقرروا تمتيع الحكومة الجديدة بفرصة 100 يوم، قبل خوض بعض الأشكال الاحتجاجية القاسية داخل السجن، قد تصل إلى إضراب غير محدود عن الطعام والشراب، وربما من حسن حظنا جميعا أن الملف طوي بهذه الطريقة قبل الوصول إلى هذه المرحلة.وفي هذا الإطار، طالب الكبوري بحل شامل لملف المعتقلين السياسيين دون استثناء، والقطع مع الاعتقالات والمحاكمات على خلفية سياسية، مشيرا إلى الظروف اللاإنسانية التي يعرفها نزلاء السجن المحلي بوجدة، وضرورة التدخل العاجل لتحسين هذه الأوضاع المخلة بكرامة الإنسان. يوسف الساكت

العدالة والتنمية دافع عن إطلاق سراح معتقلي بوعرفة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبو حفص يصوم عن الكلام منذ غادر السجن

الكتاني يستبعد الانضمام إلى أي حزب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات