الأشغال تربك شوارع الرباط

استياء كبير للسكان من استمرار أوراش الهيكلة والإصلاح وانقطاعات الماء والكهرباء يعاني قاطنون بالرباط، خاصة في منطقة حسان، طول مدة أشغال توسعة شوارعها، التي انطلقت منذ ماي الماضي ولم يتم بعد استكمالها، إلى جانب الأضرار الناتجة عنها وأبرزها انقطاعات التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب دون سابق إنذار. ويتفاجأ سكان العديد من العمارات في منطقة حسان بانقطاع التيار الكهربائي وتوقف تزودهم بالماء الصالح للشرب، نتيجة أشغال الحفر، التي تتم بشكل عشوائي وتحدث أضرار، في قنوات التزود بالماء، ما ينتج عنه تدفق كميات كبيرة منه. معاناة يومية قال عمر، قاطن بمنطقة حسان، إنه منذ انطلاق أشغال توسعة شوارع الرباط عانى وسكان العمارة التي يقطن بها والعمارات المجاورة من انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب عدة مرات. "لا يعقل أن تستغرق هذه الأشغال كل هذه المدة، كما أنه من العيب أن نضطر في كل مرة إلى البحث عن الماء عند سكان أحياء مجاورة حاملين قنينات بلاستيكية من الحجم الكبير وأواني بلاستيكية"، يقول عمر، الذي كان في حالة غضب شديدة. ويعرف عدد من شوارع وأحياء الرباط أشغالا لتوسعة جنبات الطرق، والتي خلفت استياء كبيرا لدى شريحة واسعة من المواطنين لأنها تتم بشكل عشوائي وساهمت في حدوث مزيد من الفوضى. ويعتبر شارع مولاي إسماعيل بالرباط واحدا من بين تلك الشوارع التي وقع عليها الاختيار لتوسعتها، إذ تم هدم جنبات الطريق ووضع سياج حديدي منذ حوالي أزيد من سبعة أشهر، لتتوقف وتزيد من حالة الفوضى واختناق المرور الذي يعرفه المكان. وفي الوقت الذي اعتقد فيه كثيرون أن تلك الأشغال سيتم إنجازها خلال شهر على أقصى تقديم، فقد ظلت عالقة لعدة أسابيع دون استكمالها تفاديا لما يعرفه الشارع من ازدحام، خاصة خلال الفترة التي يلتحق بها الموظفون بمقرات عملهم أو يغادرونها وكذلك أثناء توجه التلاميذ إلى المدرسة وعودتهم منها. شارع مولاي إسماعيل بدون رصيف خلفت الأشغال ذاتها استياء في شارع مولاي إسماعيل، إذ لم يعد المارة في نقط معينة منه يجدون الرصيف للسير فوقه، بل أصبحوا يسيرون فوق المكان المخصص لمرور السيارات ما يعرض حياتهم إلى الخطر ويؤدي إلى حوادث السير. "هذه الأشغال تتم بعشوائية ودون دراسة مسبقة"، يقول أحمد أحد السكان القاطنين بشارع مولاي إسماعيل، والذي لم يعد يجد مكانا لركن سيارته، خاصة مع الازدحام الشديد، الذي خلفته الأشغال، إلى جانب أنه يخشى أن تتعرض إلى سوء نتيجة مرور سائق متهور بالقرب منها. ويحكي أحمد أن الشارع منذ بداية الصيف الماضي انطلقت فيه الأشغال التوسعة، والتي توقفت في مناطق معينة منه لأسباب مجهولة، علما أنها أثارت نوعا من الفوضى، إضافة إلى أن أصحاب المحلات الموجودة بها تسبب لهم في خسائر، سيما أن الزبائن يجدون صعوبة في ولوج بواباتها نتيجة الأرضيات غير المهيكلة. من جانبها، قالت امرأة في العقد الرابع من عمرها من سكان الشارع نفسه قائلة إنها باتت تجد صعوبة كبيرة في التوجه رفقة ابنها إلى المدرسة سيرا على الأقدام، مضيفة "بات خروجي من المنزلي رفقة ابني يزعجني كثيرا، فلم أعد أسير بحرية في غياب رصيف مخصص للراجلين، وإنما يتعين علي في كل مرة أخذ الاحتياط أثناء مرور السيارات". حفر بلا انقطاع وإلى جانب الأشغال في عدد من شوارع الرباط، فقد عرفت الأحياء الصغيرة المجاورة لشارع مولاي إسماعيل انطلاق أشغال بها، والتي حذفت جزءا من الرصيف وقامت بعمليات الحفر والتخلص من "الزليج"، لتزيد من صعوبة السير على الأقدام أو على متن السيارة. "لا أعرف الجدوى من كل هذه الأشغال التي يتفاجأ سكان منطقة حسان في كل مرة بانطلاقها في شارع رئيسي أو في زقاق صغير دون إعلان مسبق عن القيام بها"، تقول مها، التي باتت تجد صعوبة كبيرة في ركن سيارتها بمرآب العمارة، مشيرة إلى أنها مستاءة كذلك من الأتربة الناتجة عنها والتي أصبحت تمنعها من فتح نوافذ شقتها بكل حرية، كما هو الشأن في السابق، إضافة إلى الإزعاج الناتج عن الآلات المستعملة في هدم الأرصفة في إطار توسعة الطريق. وتساءلت مها عن سبب عدم وضع برنامج خاص للأشغال، والذي ينبغي أن يكون بشكل تدريجي يتجلى في هدم منطقة معينة واستكمالها بشكل نهائي ثم الانتقال إلى منطقة مجاورة لها، بدلا من هدم جنبات شوارع وأزقة وترك الأشغال لعدة أسابيع وأشهر عالقة دون استكمالها ما يزيد من حالة الفوضى والازدحام في حركة المرور. ومن بين الأزقة الصغيرة بمنطقة حسان التي تعرف انطلاق أشغال لتوسعة الطريق بها زنقة المرابطين بحسان، والتي يجد عدد كبير من الآباء صعوبة في السير بها بهدف مصاحبة أبنائهم إلى المدارس الواقعة بها أو القريبة منها، إذ يعاني سكان العمارات الموجودة بها ارتفاع أصوات منبهات السيارات وكذلك أصوات الآلات التي تواصل عملية الهدم والحفر. وقال صاحب أحد المحلات التجارية الواقعة بمنطقة حسان أن الأشغال أثرت على تجارته، إذ لم يعد الزبائن يتوافدون عليه، وباتوا يفضلون التوجه إلى محلات أخرى تفاديا للازدحام في حركة المرور. علامات شاردة من بين مظاهر الفوضى التي خلفتها الأشغال الخاصة بتوسعة الطريق في عدد من شوارع الرباط وأزقتها أن السائقين يتفاجؤون في كل مرة بظهور علامات تشوير مؤقتة تمنع مرورهم من مناطق معينة، ما يزيد من استيائهم ويضطرهم إلى تغيير وجهاتهم. إلى جانب الفوضى وانقطاعات التيار الكهربائي والماء الناتج عن الأشغال فقد كانت سببا أيضا في إغلاق ممرات كما هو الشأن بسكان زنقة الجزائر الذين طالبوا شركة الرباط الجهة للتهيئة بفتح ممر وسط الخط المتصل بالشارع ذاته. وقال إبراهيم أحد سكان شارع الجزائر إنهم أصبحوا محاصرين منذ تسطير الشارع بخط متصل ما بين المدارين، ما يدفع من أراد أن يصل إلى الضفة الأخرى أن يقطع مسافة كبيرة حتى يصل المدار. أمينة كندي

الأشغال تربك شوارع الرباط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تهريب المخدرات ... الصوفي: اختلاف العقوبات

تزويج القاصرات يؤرق حقوقيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات