طيف فضيحة مالية يلاحق كارلا بروني

تحقيق لأسبوعية "ماريان" الفرنسية اتهم زوجة ساركوزي بالفساد وانعدام الشفافية وجدت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، نفسها مرة أخرى وسط جدل إعلامي مثير، يتعلق هذه المرة بفضيحة مالية تورطت فيها، بعد حصولها على دعم من الصندوق الدولي لمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة، وذلك لصالح مؤسستها لمحاربة السيدا، دون أن تكون لهذه المؤسسة أنشطة ملموسة تبرر حصولها على المال. تفاصيل الفضيحة نشرتها أسبوعية "ماريان" في عددها الأخير، ونفتها السيدة الفرنسية الأولى جملة وتفصيلا. نشرت أسبوعية "ماريان"، في عددها الصادر الأسبوع الماضي، تحقيقا مثيرا حول الأموال التي تلقتها كارلا بروني، السيدة الأولى لفرنسا، من الصندوق الدولي لمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة، الذي كان يرأسه أحد أصدقائها، لصالح مؤسستها التي تنشط في مجال محاربة الجهل والأمية، إضافة إلى السيدا، باعتبارها سفيرة الأمم المتحدة لمحاربة المرض.واتهم فردريك مارتيل، كاتب التحقيق، زوجة الرئيس الفرنسي بارتكاب مخالفات مالية وإدارة مؤسستها بأسلوب بعيد عن الشفافية، إذ لا يعرف لها مقر أو مجلس إدارة أو محاسب قانوني أو حساب مصرفي، كما أن المؤسسة المذكورة لا تعقد اجتماعات لجمعيتها العامة وليست لها أنشطة ملموسة وفعالة في المجال.وجاء في المقال حول هذه النقطة «دخلت مؤسسة كارلا بروني ساركوزي منذ تأسيسها، تحت جناح مؤسسة فرنسا وحملت عنوانها. كان من الممكن أن تؤسس كارلا بروني مؤسسة ذات منفعة عامة، إلا أن ذلك سيتطلب، إصدار مرسوم من مجلس الدولة ومراقبة ضيقة لحساباتها».وتساءلت المجلة عن الشخص الذي يقف وراء تشغيل الأجراء داخل المؤسسة؟ وهل تملك مستخدمين فعلا؟ وعن الجهة التي تأتي منها الأموال والمشاريع التي تستفيد منها؟ وهو ما سبق أن أجابت عنه كارلا نفسها في 2008، حين قالت دون أن تتوخى الحذر في أحد تصريحاتها الإعلامية «لا أتوفر على فريق عمل. أستعين بالفريق الذي يشتغل مع زوجي، وهو فريق رائع». وجاء في التحقيق أن الصندوق الدولي لمكافحة السيدا قدم مبلغا يقدر ب 3.5 ملايين دولار، إلى بعض الجمعيات التي يديرها أحد أصدقاء كارلا، دون أن يفتح باب المنافسة أمام جمعيات أخرى ناشطة في المجال نفسه. وأكدت الأسبوعية أن السيدة الأولى لفرنسا استغلت عملها في جمعية خيرية دولية لتحويل جزء من أموال هذه المؤسسة إلى شركات يملكها منتج موسيقي من أصدقائها المقربين. ويتعلق الأمر بجوليان سيفانج، أحد مستشاري السيدة الفرنسية الأولى، وأحد الشهود على زواجها من الرئيس ساركوزي. وأوضح التحقيق أن القضية نفسها تم تداولها في اجتماع للصندوق الدولي لمكافحة السيدا أثناء اجتماع هيأته الإدارية في العاصمة الغانية أكرا، مما تسبب في طرد باتريس دوبري، السفير الفرنسي هناك، وفي إبعاد ميشال كازاتشكين، المدير العام للصندوق، عن الأضواء، على الأقل إلى حين انعقاد مجلس الإدارة المقبل في ماي من العام الجاري بسويسرا. «كازا» كما يلقبه المقربون، ومن بينهم كارلا وزوجها الرئيس، تحدث ل»ماريان» حول الموضوع وقال «أكدت لي كارلا بروني شخصيا أنها تثق تماما في جوليان سيفانج الذي أحالت عليه ملف السيدا. وطلبت مني أن أتصل به مباشرة في كل ما يتعلق بهذا الموضوع. ولذلك كنت أتعامل معه بطلب منها، ووقعت جميع العقود التي كان يأتيني بها». من جهته، صرح عضو بريطاني داخل الصندوق، التقته «ماريان» بجنيف، بالقول «الخطير في هذه القضية، هو أن فرنسا والرئيس ساركوزي وكارلا بروني وميشال كازاتشكين خصوم وحكام في الوقت نفسه، على اعتبار أن فرنسا هي ثاني أكبر ممول للصندوق بعد الولايات المتحدة الأمريكية وكارلا سفيرته و»كازا» مديره. إنها خلطة مثيرة للانتقاد في حد ذاتها. وإذا كانت إجراءات منح الدعم بدورها ليست شفافة، فإن الأمر يتعلق بفضيحة كبرى. وبعد ما جرى لدومنيك ستراوس كان، فإن استقالة فرنسي آخر من منظمة دولية هامة كالصندوق الدولي لمكافحة السيدا، في تلطيخ صورة فرنسا». كارلا ساركوزي تنفي نفت كارلا بروني ساركوزي، سيدة فرنسا الأولى، اتهامات مجلة «ماريان»، وقالت عبر موقعها الرسمي على الأنترنت، إن مؤسستها لم تحصل يوما على مال عام. كما قال الصندوق العالمي في بيان له إنه «لم يدفع أي أموال لمؤسسة كارلا بروني ساركوزي»، وأنه أنفق مبلغ 2.8 مليون دولار على حملة في عام 2010 لمكافحة انتقال الفيروس المسبب لمرض السيدا من الأم إلى الطفل، وهو ما كانت تدعمه كارلا بروني ساركوزي، واصفا (الصندوق) تحقيق المجلة بأنه «مضلل وغير دقيق».وفندت كارلا ما ورد في التحقيق وأكدت أن لمؤسستها مقرا مستأجرا ومجلسا تنفيذيا يجتمع مرتين في السنة وجهازا لإدارة الحسابات ومراقبتها، وهي تنضوي تحت «مؤسسة فرنسا» التي تضم 700 مؤسسة خيرية غيرها، ولم يعترض أحد على شرعيتها. وقالت إن القسم الأكبر من نشاط المؤسسة يدار من خلال الشركاء ولا يمكن وصفها بعدم الفاعلية لأنها، أساسا، مؤسسة لإعادة توزيع المنح.ونفت السيدة الفرنسية الأولى تلقيها «أموالا عامة»، بل أشارت إلى أن مؤسستها ساهمت في تقديم كتب لدعم حملات محو الأمية في أوساط الأطفال. كما ساعدت المؤسسة 800 أسرة خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة وقدمت ما يقارب 800 ألف أورو على شكل معونات للجمعيات الناشطة في محو الأمية.كما أشارت إلى أن سيفانج تلقى منها أموالا مقابل ترويج أنشطتها. لكنها أكدت أنها أموال من حسابها الخاص، ولا علاقة لها بأموال الجمعية الخيرية. ترجمة: نورا الفواري عن مجلة "ماريان"

طيف فضيحة مالية يلاحق كارلا بروني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تـكـريـم مـؤسـسـة الـزرقـطـونـي بـالـبـيـضـاء

سـلـطـات آسـفـي تـهـدم 10مـنـازل عـشـوائـيـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات