إقبال مكثف على اقتناء هدايا “البوناني”

تسير سنة 2011 بخطى حثيثة نحو نهايتها، لتسلم مقاليد أمورها للسنة الجديدة، وخلال اللحظة الانتقالية بين السنتين، تعاود الظهور طقوس الاحتفال نفسها، محافظة على بعض ثوابتها ومستقبلة متغيرات جديدة تتماشى مع مستجدات كل سنة.الساعة تشير إلى السادسة مساء، الظلام أرخى سدوله مبكرا على زنقة الأمير مولاي عبد الله الشهيرة لدى البيضاويين ب"البرانس". فالليل في شهر دجنبر يحدد لنفسه موعدا مبكرا للحلول لكن الظلام في زنقة "البرانس" لا يزيدها إلا حركية ونشاطا فهناك من يبتدئ يومه هناك مباشرة بعد المغرب. فمن نقطة بداية "زنقة البرانس" عند مقهى "لاشوب" إلى ملتقاها مع شارع لالة ياقوت، وعلى مدار مساءات السنة كلها، يتحول هذا الممر إلى مسرح لمختلف الأنشطة التجارية بالتقسيط، إذ تنتشر "الفراشات" جنبا إلى جنب مع المحلات التجارية، وتقتسم معها كل شيء، حتى السلع والبضائع الموسمية.ومع مناسبة نهاية السنة يكتسي ممر "الأمير مولاي عبد الله" حلة جديدة تحبل بمختلف الألوان المميزة لهذه المناسبة على رأسها الأحمر والأبيض، كما زينت الواجهات الزجاجية لمختلف المحلات التجارية والمقاهي بلوحات تشكيلية أغلبها مرسوم على عجل لتخليد نهاية السنة واستقبال أخرى، عبارة عن رسومات لبابا نويل أو أشجار الصنوبر إضافة إلى عبارات التهاني المكتوبة بمختلف اللغات."فين ما دارت الوقت ندورو معاها، مثلا منين كانعرفو أن الإقبال فراس العام كايكون على الهدايا كانوجدو منها كميات وافرة" يقول "م . ع" صاحب محل تجاري ب"البرانس".ويضيف أن عادة الاحتفال بنهاية رأس السنة مستحكمة في غالبية المغاربة، بكافة طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية، إذ لا فرق بين الغني والفقير في هذا الصدد، إذ يقبل كل واحد منهما على اقتناء ما يتناسب مع قدرته الشرائية.الفكرة نفسها يؤكدها "بدر" صاحب "فرّاشة" بالزنقة نفسها، الذي تحدث إلى "الصباح" بصوت مبحوح من فرط صياحه لجلب الزبناء إلى "فرّاشته"، وهو يتحدث لا يجد غضاضة في قطع حديثه والتحرش بزبون أو زبونة حاثا إياه على اقتناء شيء للحبيب أو الحبيبة مع نهاية رأس السنة.غالبا ما يتم اقتناء السلع بالجملة من الأسواق القريبة، خاصة "درب عمر" و"كراج علال" التي تعيش خلال هذه الأيام على وقع الاحتفال ب"البوناني"، فرغم انحباس حركة المرور بوسط المدينة خاصة بشارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس بسبب أشغال الطرامواي، فإن المحلات التجارية هناك لم تتوقف عن عرض منتوجاتها الخاصة بنهاية السنة، علها تعوض الخسارات الفادحة التي تكبدتها جراء العزلة التي وضعتها فيها أشغال الطرامواي.ولا يقتصر أمر الاحتفال بنهاية رأس السنة فقط على مركز المدينة بل يمتد أيضا إلى الأحياء الشعبية مثل درب السلطان وسباتة والبرنوصي والحي الحسني وغيرها، التي صارت قيسارياتها ونقطها التجارية بمثابة معارض مفتوحة أمام العموم، وتعيش وضعا تجاريا استثنائيا، حتى محلات التصوير تغتنم الفرصة وتجند بعض مستخدميها لارتداء زي "بابا نويل"، قصد جلب الأطفال لالتقاط صور تذكارية معه."غالبية الزبائن المقبلين على اقتناء الهدايا من الرجال" يقول عبد الرزاق، صاحب محل للهدايا بقيسارية سباتة، مضيفا أن "الكثير من الزبائن يرغبون في تقديم هدايا رمزية إلى زوجاتهم أو صديقاتهم خلال هذه المناسبة، ولا يهم الثمن في مثل هذه الحالات إذ لا نجد عنتا من طرفهم أو نقاشا كبيرا حول الثمن بحكم أن غالبية الهدايا في المتناول".أما في محلات المعاريف والممتدة عبر الأزقة الضيقة لهذا الحي أو بمحلات "الفرانشيز" المؤثثة لشارع المسيرة، فالإقبال يرتفع خلال مناسبة "البوناني"، إذ تتزاحم الفتيات على محلات الألبسة الفاخرة والماركات العالمية، قصد اقتناء ما يساعدهن على الظهور بأحسن مظهر خلال ليلة رأس السنة.كما أن الرجال يقبلون بدورهم على هذه المحلات لاقتناء ما يحتاجونه من هدايا عبارة عن ساعات أو مجوهرات ثمينة، أو ألبسة فاخرة، لارتدائها أو تقديمها كهدايا، كما تقبل فئة عريضة من المواطنين على اقتناء الورود من النقط المخصصة لذلك مثل شارع الزرقطوني قرب مستشفى الأطفال أو بجانب "المارشي سانطرال" بشارع محمد الخامس.حتى المعرض الدولي لم يسلم من اكتساح الاحتفال برأس السنة إذ يحتضن خلال هذه الأيام "المعرض التجاري لنهاية السنة" ويشارك فيه أزيد من 35 عارضا من مختلف دول العالم منها سوريا والهند وباكستان والصين وتونس.ويقول أحمد الشرقاوي، المدير المنظم للمهرجان، إن فكرة هذا المهرجان تعد الأولى من نوعها، إذ لم يسبق تخصيص فضاء بهذا الحجم لعرض المنتوجات الخاصة بنهاية السنة.وأضاف الشرقاوي أن الإقبال على المعرض في تزايد مضطرد مع اقتراب ليلة رأس السنة، وأن الإعداد لهذا المعرض تطلب حوالي 4 أشهر. عزيز المجدوب

إقبال مكثف على اقتناء هدايا “البوناني”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حمى التخفيضات ترتفع في أعياد رأس السنة

الاحتفال برأس السنة لا يحمل أبعادا دينية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات