زعيم تيار بلا هوادة قال إن تشكيل اللجنة التنفيذية همش أطر الحزب لم يتمكن عبد الواحد الفاسي، القيادي الاستقلالي، من كتم غيظه مما وقع أثناء انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية، التي لم تسمح لعدد كبير من المناضلين والأطر من ولوجها. واعتبر الفاسي، نجل الزعيم علال مؤسس الاستقلال، وصاحب مبادرة تشكيل تيار "بلا هوادة" للدفاع عن ثوابت الحزب، أن الطريقة التي شكلت بها اللجنة التنفيذية لم تكن سليمة بالمطلق، لأنها ارتكزت على تهميش مناضلين وأطر حزبية، وجدوا أنفسهم خارج السباق، بمن فيهم أعضاء في التيار الذي ساهم في تحقيق الانتقال الديمقراطي بدون خسائر كبيرة. وأرسل الفاسي رسالة إلى بركة، ينبه فيها إلى مخاطر استعمال لائحة تهم تيار حمدي ولد الرشيد، الرجل القوي في الحزب، دون اعتماد مسطرة المرونة التي تسمح لبعض المناضلين بانتخابهم ضمن قيادة اللجنة التنفيذية، مضيفا أن تياره لا يضم الانتهازيين لأنهم حينما تعرضوا للطرد في فترة تحكم شباط في رقبة الحزب، لم ينشقوا ويؤسسوا حزبا جديدا، بل ناضلوا وقدموا تضحيات في سبيل انفتاح الحزب على كل الاستقلاليين والاستقلاليات. وقال الفاسي بهذا الخصوص "لم يكن سهلا وصولنا إلى اتفاق واتخاذ قرارات تحافظ للحزب على وحدته وتوصلنا إلى محطة المؤتمر السابع عشر. وهنا لابد من الاعتراف والإشادة بدور الوساطة من أجل تيسير المفاوضات والذي لعبه ثلاثة أشخاص. الأول هو محمد السوسي الذي، بحكمته وتجربته الطويلة ومعرفته الواسعة بشؤون الحزب، استطاع أن يذلل كل العقبات من أجل الوصول إلى التوافق المنتظر. الثاني هو بوعمر تغوان الذي ساهم بكل ما لديه لإنجاح اللقاء الحدث والذي تم عقده بمنزله. الثالث هو عبد القادر الكيحل الذي قام بتوقيع محضر الاجتماع بعد الاتفاق على تعديل الفصل 54 وذلك نيابة عن الأمين العام الذي رفض التوقيع، قصد السماح لبركة بالترشح لمنصب الأمين العام وتحقيق فوز مستحق". وأكد الفاسي أنه، عوض أن يتم التعامل مع هؤلاء، سحقتهم "الدكاكة" مثل باقي المناضلين، منتقدا نقض الاتفاق الرامي إلى انبثاق لجنة تنفيذية تعكس تمثيلية كل مكونات الحزب، متسائلا عمن أجهض ذاك الاتفاق، مضيفا أن الهدف كان هو إبعاد كل من يمكنه أن يحجب بعمله ومؤهلاته أداء الآخرين. وقال الفاسي "عندما أرى الحزن على وجوه أصدقائي ورفاقي الذين خاب ظنهم ولم يظفروا بالالتحاق باللجنة التنفيذية فلا يسعني إلا أن أقول لهم بأن "وينستون تشرشيل" قد ربح الحرب ولم يعد انتخابه ليستمر في رئاسة الحكومة. أريد أن أذكرهم بأننا عندما قررنا العودة إلى البيت أو تأسيس " بلا هوادة" لم نكن قط نفكر في اللجنة التنفيذية أو أي شيء آخر. كان هدفنا حينذاك هو الدفاع عن قيم الحزب والعمل على إعادته مجموعا وموحدا إلى الطريق المستقيم". واعتبر نجل علال الفاسي أن عملية الهدم شيء سهل، لكن البناء لا يمكن أن يتم في يوم واحد. لقد تحققت الخطوة الأولى والباقي سيأتي ويتم مستقبلا، مؤكدا ارتكاب تيار ولد الرشيد لخطأ جسيم الذي من خلاله شكل لائحة تخصه ولا تضمن كل الطيف، وهو عمل لا يمت للديمقراطية بصلة حاثا الذين خاب ظنهم للظفر بمقعد في اللجنة التنفيذية، وعلى رأسهم تغوان، والكيحل، ومهنين، والبقالي، وبنحمزة، وآخرون، الاستمرار والمثابرة من أجل تحقيق هذا الهدف، داعيا الأمين العام وكل الذين ساندوه إلى مراجعة وضعية اللجنة التنفيذية. أحمد الأرقام