ولاية بنكيران الثالثة … استنساخ عوض التجديد

نجح عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، في الإبقاء على حظوظه في العودة إلى قيادة الحزب لولاية ثالثة، كيف تقرؤون هذا المستجد في صراع أجنحة الحزب الحاكم؟ وهل سيكون لذلك تأثير على تماسكه؟ إن الهدف من اللجوء إلى تعديل المادة 16 من القانون الداخلي لحزب العدالة والتنمية، تمكين الأمين العام، عبد الإله بنكيران، من الظفر بولاية ثالثة، عكس طبيعة القانون، ومبدأ دوران النخب، إذ سيجسد عرفا سياسيا ذميما يمكّن القيادات الحزبية الحالية من التمديد، وهو نكوص عن التراكم السياسي المحقق، من شأنه أن يرجعنا إلى الوراء، ويقتل طبيعة الأشياء التي تفرض التغيير، ومن المرتقب أن تحدث محاولات حثيثة من قبل أجنحة العدالة والتنمية من أجل التوصل إلى مخرج يحول دون الوصول إلى نقطة اللاعودة، بعدما بلغت لغةُ التخاطب السياسي مستوى عاليا من التشنج، حيث حاول بنكيران، من خلالها، تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج. هل يمكن القول بأن الأمور حسمت لصالح الأمين العام المنتهية ولايته، وأن الحزب يتجه نحو قطيعة مع الحكومة تهدد بعودة مرتقبة إلى المعارضة قبل استكمال مدة الولاية الحكومية؟ أعتقد أنه ينبغي الانتظار إلى حين هدوء الأعصاب واستعادة لغة الاعتدال والحكمة لكي تلعب دورها، بين الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، وبين رئيس برلمان الحزب ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، هذا الأخير وإن نجح في الحصول على دعم حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، بحكم السياق الدولي، فإنه فشل في الحصول على دعم الذراع الشبيبي والحقوقي والنسوي، مما يؤكد بالملموس أن الاستقطاب الدائر داخل العدالة والتنمية يرفض أصلا فكرة التمايز بين السياسة والدعوة، هذا، طبعا، باعتبار أن سعد الدين العثماني من منظري فكر الدمقرطة داخل التنظيم الحركي عكس بنكيران. في الوقت الذي تمكن فيه الاستقلال من طي صفحة شباط وتستعد أحزاب أخرى لتغيير القيادة تجاوبا مع مطالب ملكية بتجديد دماء الأحزاب، اختار "بيجيدي" الاستمرارية، ما هي الرسائل المنبعثة من قلعة "المصباح" بهذا الخصوص؟ المؤسف هو أن الصراع الدائر اليوم داخل العدالة والتنمية لا يتعلق بدوران النخب، لأن هذا الأمر يفرض تجديد الأفكار والمشاريع والقيام بالمراجعات اللازمة والنقد الذاتي البناء وفصل المجال الدعوي عن الفضاء الحزبي، وذاك ما لا نجده في ما يسمى بالنخب الشابة داخل العدالة والتنمية، لدينا فقط ما يمكن أن نصطلح عليه سيكولوجيا "شباب يستنسخ عقلية شيوخ". فلا نجد ذاك الاقتصادي البارز الذي يحمل برنامجا اقتصاديا، ولا ذاك الحقوقي المؤمن بحقوق الإنسان وحرية المعتقد، ولا ذاك القيادي المتخلص من الأساطير المؤسسة للجماعة الأم، فشتان بين الاستنساخ والتجديد. أجرى الحوار: ي. ق (*) رشيد لزرق أستاذ القانون الدستوري متخصص في الشؤون البرلمانية والحزبية

ولاية بنكيران الثالثة … استنساخ عوض التجديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفاسي مستاء من بركة

زعيم "بيجيدي" يحتمي بالقلعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات